يمتلك اليمن العديد من النجوم التي أفلت قبل أوانها ..وإذا تساءلنا عن الأسباب التي أودت بها..وقصفت بأعمارها وجعلتها تشيب قبل الفجر..فإن المبرر الأساس والسبب الأول تتحمله إدارات الاتحادات الكروية المتعاقبة،ومعها إدارات الأندية..ثم تأتي ثانياً الإصابات والظروف الحياتيةالعصيبة التي تتسبب في انقراض لاعبين كانت لهم بصمات لاتنسى..سواء أكان ابتعادهم عن الملاعب مؤقتاً أم كان انسحاباً دائماً عن الحياة الرياضية التي لاتؤكل عيش ولاتسمن أو تغني من كفاف يمر بها النجوم وأسرهم .. وبدوام عوامل الهدم وأسباب المحو والتحطيم ..ظلت عمليات الحرق لكبار الرياضيين وطمس عناوين كرة القدم في بلادنا ..وكل موسم كروي نشيع نجماً أو اثنين ..وباضطراد الوأد المبكر لذخيرة رياضة كرة القدم اليمنية من اللاعبين ,الذين كتبوا تاريخاً مجيداً لأنديتهم محلياً ..ولمنتخباتنا في الاستحقاقات القارية..تتراجع كرتنا درجات كبيرة إلى الخلف..وتتدمر البنية والمداميك واحدة تلو الأخرى حتى تضمحل وتندثر المنظومة التي تتكأ عليها الرياضة في وطننا الحبيب. ..في العالم أجمع ما إن تحين ساعة اعتزال نجم من نجوم كرة القدم إلا والبديل المؤهل لإحلاله جاهز..وعندنا تستمر عملية إحراق هؤلاء العظماء بل وطحنهم و«فرمتة» سجلهم الناصع مع أنديتهم ومنتخباتنا الوطنية!!.. شيء محزن ويولد الأسى أن تجد نجماً من نجوم الرياضة اليمنية قد تحول إلى عضو من أعضاء التنظيم الإرهابي..بسبب إهمال المسئولين له..وعدم الالتفات إلى ماقدمه في ربيع عمره لبلده رياضياً.. بصمات ذهبية ومن المعيب أن يضطر معظم عمالقة الكرة اليمنية إلى البحث عن مشروع حياة كريمة وعيش يقيه وأسرته الكفاف والشحت والمذلة..كما أن استمرار تسرب أفضل اللاعبين من الملاعب الرياضية إلى بيئة الكدح والتشرد والذوبان في ميدان القات..أو التورط أكثر ..ثم الانحدار في مستنقع القذارة كبائع للكيف وأخواته..كل ذلك يتطلب من ذوي المسئولية المباشرة في الرياضة اليمنية وزارة واتحادات كروية وأندية رياضية تدارك الأمر والحفاظ على الثروة الرياضية سواء أكانوا براعم وأشبالاً أم ناشئين وشباباً أم كانوا نجوماً وعمالقة كي يستمر العطاء ونرى التطور المأمول ملموساً.. الرياضي غريب في قومه أما السكوت وغض الطرف..أو الإهمال والتغييب..والتطفيش والتطنيش لمن نقشوا ببصماتهم الذهبية على مراحل ومنعطفات تاريخنا الكروي فتلك جريمة عظمى..وبداية النهاية..إذ أن البيئة الرياضية ستتحول الى عنصر سلبي «طارد» وستسهم في إفراز فكر يؤمن بالتمرد على الرياضة ويندمج مع فكر ونهج أفكار البيئات البديلة التي تقود الرياضيين نحو التخبط في الحياة غير الرياضية..والإيمان إلى درجة اليقين أن الرياضي غريب في قومه ولاقيمة له حتى وهو قد دفع شبابه ثمناً للانخراط في مجتمع الرياضة لم ينل مايستحقه من التقدير المعنوي والمادي..كما تم إهمال تأهيله بعد الاعتزال ليخدم بلده من موقع التدريب مثلما خدمها كلاعب ونجم شهير.. نجوم بلا تقدير ولاتأهيل!! إدارات الأندية والاتحادات ملزمة بتقديم واجباتها تجاه لاعبيها الذين وقفوا مع فرقهم في السراء والضراء وكانوا يقدرونها عند العسر المالي..ولم يتركوها في أحلك السنوات..ولا ينبغي تكرار مارأيناه من صور الجحود والنكران بحق نجوم الكرة اليمنية وعلى سبيل المثال..وليس الحصر.. جمال حمدي ووجدان شاذلي وعزيز الكميم والشبح جياب باشافعي وعبدالله وأحمد الصنعاني ومنيف شائف ومختار اليريمي وعصام دريبان ومحمد السحراني وفؤاد عنقاد وصالح بن ربيعة وعادل السالمي وعصام عبدالغني وفكري الحبيشي والصباحي وأبناء طه والحبيشي وأبناء الحاج القصوص وأبناء النزيلي وأبو علي غالب وناصر غالب وعبدالرحمن وسالم سعيد وكثيرون،أحتاج إلى تنشيط ذاكرة المسئولين عن الرياضة في بلادنا ومعهم إدارات الأندية ليتذكروهم ولكي تضع أولاً أرشيفاً لكوادرها ونجومها ومؤسسيها حتى لاتندثر تلك الكوكبة..ولاتدفنها العقود من السنوات المتلاحقة..وثانياً من أجل أن يُرد لهم جزء من حقوقهم..وبعض التقدير لما بذلوه لليمن في مسيرتهم الرياضية .. الرياضة لاتجحد العطاءات وفي المحصلة النهائية سيعمل هذا النهج الإداري في التكريم والاهتمام على استعادة الثقة المفقودة بين المعنيين بالرياضة وبين الرياضيين الأوائل ممن احترقوا بنيران التهميش والتغييب والجحود والنكران.. ومن نتائج الالتفات إلى النجوم الرياضية والكوادر بتأهيلهم كمدربين أو إعادتهم إلى البيئة الرياضية أن تتحسن المعطيات وتتطور الأساليب الإدارية..وتكتسب الاحترام المفقود حالياً..وبالتأكيد سيسهم ذلك في ارتسام الصورة الإيجابية عن الرياضة التي لاتجحد من قدموا لها في الملاعب المحلية والعالمية جهودهم..وأخلصوا وسيحفز هذا على الانخراط في المجال الرياضي..ويقلل من مخاطر التسرب بعد أو خلال ممارسة الأنشطة الرياضية نحو أسواق القات..أو الوقوع في أفخاخ مروجي الفكر المتطرف..وأشراك بائعي السموم للمجتمع..