يا أخي .. نحن غريبان هنا .. في أرضنا التلال الجرد .. و الأكواخ منها .. حظنا و الضحايا .. من دمي الغالي .. و منك حولنا أي مأساة .. و أنت الضعف و اليأس أنا ؟ عمرت أبصارنا ؟ أم لفَّنا ليل رهيب؟ يا غريباً .. و أنا مثلك في الدار غريب نحن نمشي .. بخطى التيه الذي وارى الدروب كلما أشرقت الشمس .. رأيناها غروب جهلنا .. معتكر الظلمة في صمت القبور ضعفنا .. حرية أشلاء في بؤس مثير يأسنا .. تنبذه الآمال للذل الكسير يا أخي .. أي حياة هي في الطين الحقير خافقات المجد لا يرفعها إلا القوى عاش الشعب .. هب من ضجعته ندباً فتي يا أخي .. لا ضعف .. و لا وهم .. و لا يأس .. وعى خافقات المجد ..لا يرفعها إلا القوى *** لا أملك شيئاً من عتادي وسلاحي عدت . . مكسور الجناح وأنا النسر الذي علياؤه لم تقهر وأنا الصانع تاريخيَ عبر الخطر وأنا عشرون عاماً من لظى مستعر وأنا . . ماذا أنا الآن ؟ ولا حتى بقيهْ بعض أوهام غبيهْ *** في وجهك المحزون يا طفلي الصغير وطني الكبير وطني بأوسع منتهاه وطني النبيضُ على انتفاضات الحياة وطني الكبير ياجرح أغنية حزينة جشأتك أحشاءُ وتقلّصت منك الديار حتى الظلام .. من قصيدة (طفل متسول) *** لا يا صديقي الشرق ليس كما ترى بلد الأساطير العجيبة بلد الحكايات الأنيسة .. والخرافات الغريبة الشرق هذا لم يعد عبداً لأوهام مريبة فلربما أسطورةٌ سلخت من التاريخ مُهله دارت على الأجيال توهمُ أن هذا الشرقَ كُلهْ أسطورةٌ من ألف ليلة ! .. من قصيدة (الشرق الجديد) *** في قبضةِ الذعرِ : أين المفرُّ؟ وقلّبتُ فوق امتداد الدّجى على جزعٍ بَصَراٌ لا يقرُّ تخطَّفَتِ السُّحبَ الجازعاتِ نسورٌ حديديةٌ تستحِرُّ تزمزمُ وهي انقضاضٌ مبيدٌ وموتٌ مطير.. وهولٌ وذعرُ وصوتُ الخرائب يدوي ويدوي: أنا الحربُ! فلتصمدوا أو تفرّوا وكل الملايين صوت تحشرج في قبضة الذعرِ : أين المفرُّ؟ “أنا الحرب!..” فاحتدّت الأرض غضبى وصاحت به: وأنا لك قبرُ .. خراب .. خراب ..وأرض يباب ودنيا عليها الفناءُ يجرُّ من قصيدة (السلم والحرب)