يتعرض هذا الكتاب للإنسان العربي واستثمار الطاقة به، و عندما قرأته أحببت أن أطلع على مجمل الأفكار الموجودة به.. يحتوي الكتاب على ثمانية فصول، بعد المقدمة طبعا: و تتوزع هذه الفصول عناوين محاور كالآتي: بالنسبة للفصل الأول: هدر الإنسان، محدداته وتجلياته. الفصل الثاني: العصبيات و الهدر. الفصل الثالث: الاستبداد، الطغيان، وهدر الإنسان.. الفصل الرابع: الاعتقال، التعذيب وهدر الكيان.. الفصل السادس: الشباب المهدور: هدر الوعي والطاقات و الانتماء.. الفصل السابع: الهدر الوجودي في الحياة اليومية.. الفصل الثامن: الديناميت النفسية للإنسان المهدور و دفاعاته. الفصل التاسع: علم النفس الإيجابي و بناء الاقتدار و حجابه الهدر. تندرج ضمن هذا الفصول مجموعة من التعريفات والمحاور.. كما وأنه لكل فصل منا مراجعه الخاصة، و حيث إن القراءة حمالة أوجه يمكن فإننا لن نستغرق في الوصف بقدر ما سنركز على مجموعة من العناوين في هذا البحث بعد المقدمة. المقدمة يأتي هذا الكتاب بعد كتابه التخلف الاجتماعي: مدخل إلى دراسة سيكولوجية الإنسان المقهور »، لنفس الطبعة أي المركز الثقافي العربي فهو محاولة استكمال لمشروع يطمح لتوظيف علم النفس في خدمة قضايا التنمية الإنسانية»، وكأنه يعتبر هناك مرض تعاني منه المجتمعات كاملة؛ فهي قد تصاب بوباء عام يفنيها عن بكرة أبيها أو يكاد، فلا يبقى منها ولا يدر، أو لا يبقى منها إلا من أتيح له أن يتدارك بالعلاج الموصوف من أخصائي المرض، قبل الموت المحقق.. فقد تعرضت مختلف المجتمعات العربية لأصناف من القهر والهدر أصابتها كلها بعلل نفسية متفاوتة بحسب قربها من مركز الصراع، وكثيرا ما يصاب المرء بالمرض زمنا طويلا وهو لا يدري وهذه هي المعضلة، حتى لأنها قد تودي بحياته دون شعوره حتى ولو كان الأمر يتعلق بجماعة. أما إذا كان ذلك يحدث في الأسقام المحسوسة، فخفاؤه في الأمراض النفسية والعقلية أشد، لأن طبيعة المرء أن يقنع نفسه بما ربي عليه من العادات والأخلاق والطباع والأفعال الغير أخلاقية مما لا بأس به أو مما لا ضرر به، بل ربما عده من محمود الفعال وعدم أخد المرض في الحسبان لا يزيد إلا ضنى ومشقة واستفحالا، ومشقة على العلاج. لذلك ألف عالم النفس المصري مصطفى حجازي كتابين لعلاج ما سبق ذكره بتشخيص وتتبع، وقد سمى الأول: الإنسان المقهور، وسمى الآخر الإنسان المهدور، وإن كان لا بد من قراءة «باراديكمية» فإنه لا بد من قراءة الكتاب الأول، محيطين بالزمان والأحداث ومكان تواجد الكاتب، وأهم الأحداث التي مر بها نفسه في هذه الفترة.. لعلها ابرز منطلقات البحث في البحث الباراديكمي. و لكن يتعذر أن نقرأ الكتاب، والمقدمة كفيلة بإعطائنا هذه اللمحة عنه، و عن منحى الالتقاء بين الكتاب الأول والثاني مع أن القراءة المقصودة فهي لهذا الكتاب. ولذلك سوف نشرع في هذه العملية من خلال مجموعة من العناوين ألخصها في التالي: قيمة الإنسان، تداخل المؤسسات و العصبيات، علاقة السلطة بالعصبيات ، هدر الفكر، هدر الشباب، الهدر الوجودي، الدينامية النفسية للمهدور ودفاعاته، وخاتمته الهدر..