محيي الدين جرمة لستُ هنا بصدد الدفاع عن أحد, وكل الأحزاب في مختلف الاتجهات, لها بلاويها, وهناك من الأحزاب من يتوهم أنه «بعبع» وأن ما دونه مجرد فرائس, غير أنه ما إن يختزل كل القضايا حول أمور شخصية تتعلّق بخصوصيات لا شأن للعام بها؛ إنما يوقع بعض تلك العناوين في مأزق مراوحتها في التخبط وصرف أنظار الناس في اليمن عن القضايا الأساسية للشعب, إلى مجرد القدح في الآخرين, بما يشبه كلام التفرطات النسائية, وليس منطقاً عقلانياً, بقدر ما تهوي بعض اللافتات الكرتونية, بمناسبة التمهيد لرمضان, ليصبح الناس محض مستهلكين لرطاناتها فحسب, وعجزها في الوصول إلى أي شيء أو قيمة سوية؛ وذلك هو دأب أحزاب التمور المليئة بالدود والمفلسة كمطابخها السياسية والإعلامية التي تلتقي غالباً في مشتركات ثلاثة يمكن اختزالها في كلمة واحدة هي: الانتهازية ضد الشعب. Hamdi ALbokari نخطئ أحياناً في تقديراتنا، نبالغ ربما في توقعاتنا.. في أحلامنا حتى.. وعندما ندرك ذلك تكون التفضيلات قد تجاوزت الاستدراك.. دنيا آه يا دنيا. Jabreel Ghazeer براعة المثاليين الذين يريدون أن يكونوا مجرد مُبشّرين بمثل أعلى و“مُمثلين” له: إنّهم يُغيّرون هيأتهم في نظر الذين يؤمنون بالتّرفع وبالبطولة، ولكن البطولة الحقيقية لا تقتضي النضال تحت راية التضحية، والتنسّك، والترفّع، بل عدم النضال بتاتاً.. «أنا هكذا، وأريد أن أكون هكذا لتذهبوا إلى الجحيم!». عبدالله السالمي طفلٌ في الثالثة من عمره يتحدّث عن ارتزاقه الوشيك، من زوجةٍ لم يُسمِّها، بصبيٍّ من صُلبه!!. لا تستغربوا.. ثمة أدعياء سياسة، وأدعياء ثقافة، وأدعياء عِلم، وأدعياء أخلاق، ليس لهم من السياسة والثقافة والعلم والأخلاق إلا كحظ ذلك الطفل في الارتزاق الوشيك بصبيٍّ من صُلبه. خالد الأبارة الكهرباء بدل ما تكون نعمة ومن ضروريات العصر؛ أصبحت لعنة تلاحقنا في كل مكان: محلات النت طافية. الجوالات طافية. المنازل طافية. أشعر أني محشور في زاوية ضيقة في زمن الفضاء الواسع. مالك بن نبي .. فيلسوف الحضارة المجتمع الذي لا يملك الفكرة لا يمكن له أن يتقدّم في معاشه قيد أنملة ولو ملك أموال الدنيا وحاز كنوز الأولين والآخرين، فبالفكرة يتم الانعتاق وتتحقّق الهبة الحضارية ويستوي السؤدد تحت الأقدام، ويتمكن الفرد من تحقيق الذات والاستقلال الاستقلالية الحضارية المميزة، ولهذا كان على المسلمين المبعثرين من خط طنجة – جاكرتا أن يدركوا عالم الأفكار وطبيعة الصراعات الفكرية؛ لأن مستقبل وجودهم كله مشروط بما تصنعه الفكرة. عز الدين الأصبحي أنا مؤمن تماماً أن العنف هو قمة الضعف؛ لهذا لابد أن ينهزم أمام اللا عنف، فقط علينا أن ندرك قوتنا بأن نبقى مؤمنين بالسلام ولا ننزلق إلى حيث يعتقد الطغاة أنه ميدان تفوقهم وهو العنف فينجحون بجرنا إلى دائرة العنف وبالتالي إلى الهزيمة. إن الطغاة وطلاب السلطة يقتلهم خطاب السلام وانتشار العدل والحرية، لهذا نقتلهم نحن عندما نتمسّك بها ونحقّقها واقعاً!.