مرض الحبيبُ فزرته فمرضتُ من خوفي عليه وأتى الحبيبُ يزورني فشفيتُ من نظري إليه هكذا حال المحب كل الناس معُافى وأهل الحب مرضى بالذات المفارق تجده لا يشفى بالرعود ولا بالبوارق، لا بالعلاج ولا بالملاعق. علاجه نظرة إلى الحبيب وأن يكون له قريب، لا همه لا تمر ولا زبيب ولا حقين ولا حليب، همه الأكبر النظر إلى الحبيب اللبيب. نظري إلى وجه الحبيب نعيمُ وفراق من أهوى عليا جحيمُ وأنا الذي ماكنت أرحم عاشقاً حتى عشقت فها أنا مرحومُ نعيمه والنعيم النظر إلى الحبيب ومجالسته ورؤيته ومسامرته. وجحيمه و الجحيم الفراق عن الحبيب وهجره وغيابة والبعد عنه. المحب إن فارق الأهل سعياً في طلب الرزق حتى في غربته ولم يتذكر أبويه وإخوته بمثلما يتذكر محبوبته يحن إليها ويشتاق لها، ويبكي لفراقها ويتذكر كلامها، ويتخايل الأماكن التي لقاها فيها يترك العمل ويعود يسُحر باللحاظ والخدود، ويشتم الفراق والصدود ولسان حاله يقول: يا قمر النجود، ليتني للغربة لا أعود. يشكو لها ويكثر الشكوى، بأن حاله يُرثى لها من البلوى وأي بلوى إنها بلوى الفراق ياحبيب. من فرقتك همت الليال، وعديت الساعات الطوال أشرفت على الوبال. وكأني مكبل بالحبال، حملي ثقيلُ كالجبال. المحب إن حضر بين القوم يحضر بجسده وعقلة غائب. وإن تكلم مع القوم وعنهم لم يتكلم بالصائب. شارد الفكرُ والفكر، تائهُ العقل والبصر نومه طار واندثر، ليلة طال دونه القمر، صبحه دمع كالمطر زاده قل وانحسر، حاله ليس بالبشر في رجب قال في صغر هكذا حال من عشق عيشه كله كدر. قال الملوح: يقولون ليلى في العراق مريضة وياليتني كنت الطبيب المداويا ليس الملوح فقط بل كل محب يتمنى أن يكون طبيباً لمحبوبته وبلسماً لها. المحب يرى كل شيء جميل أمامه هذه الصفة الإيجابية فقط لأن جمال محبوبته يُعكس الجمال ، فمن جمال محبوبته ومن جمال محبوبها كل شيء جميل والمحبون الصادقون جميلون ويرون كل شيء جميلاً، وكن جميلاً ترى الوجود جميلاً ورحم الله المحضار بقوله: لما ألاقي الحبيب المر عندي يطيب والعين تنسى النحيب والقلب ينسى اللهيب ويصير هو الطبيب