بغلاف أنيق وهو يقع في 230 صفحة , للكاتب العراقي عبدالرزاق الجبران الطبعة الأولى 2012 , التوزيع , دار الجوا هري بغداد ,المتنبي الكاتب يقدم نظرة جديدة وجودية للإسلام بالعودة إلى جمهورية النبي وتهديم كل ما بناه الفقهاء,وهو جدير بالقراءة:(انتبه إلى يسارك إنه يمين) !!!. لكي تكون هذا النص جزء مأخوذ من مقدمة الكتاب . يقول الكاتب ( لكي تكون مؤمناً بالله , فعليك أن تكفر بالمعبد). وأن تنكر كل فقهه وأحكامه وسلوكه وتاريخه , لكي تكون مع الحقيقة فعليك أن تكفر بما اتفقت عليه البشرية , من أشياء مازالت تسمى الحقيقة سواء كانت تاريخاً قيماً .فإن تموت مع الله بدون دين , هو غيره أن تموت مع دين بدون الله . اعتقد أن هذه الحيرة قد حلها من ارتضى أن يسمى كافراً , لأنه بقي دون دين الكاهن , هو والله وحده ولأنه وجد أن الحقيقة الأكثر وجودياً والاهم تاريخياً , هي أن الإنسان عبد لكهنوته وليس للاهوته ,إذ لم يتبع متدين الله يوماً. يتبعون رجال الدين فحسب تماماً كما لم يتبع متدين يوماً كتاب الله .وإنما كتبهم فحسب . فالحقيقة المهملة وسط المعبد هي أن الكهنوت قد استعبد الله ولم يعبده ... عيسى ومحمد وأبو ذر وعلي وصاحب الزنج وغيرهم , كل قصة دينهم وطريقهم ,هو انه لم يكن لاهوتهم إلا الناس فحسب , فكل شيء خاطئ لديهم إن كان ضد الناس , مهما وقعت عليه السماء وجبريلها . لذا كان الأمر بديهياً لدى أبي ذر وفي صحة رايه مع آية الاكتناز , بحيث لم يكن الأمر معه فقهاً أو معرفة دينية . وإنما مبدأ داخلي بعيد حتى عن وصية لنبيه أو حديث سمعه منه . كل ما لديه هو أن ماهية هذا الدين هي أن يكون من اجل الناس فحسب . ويقول الكاتب في موضع آخر في المقاربة بين الله والإنسان : (الأديان الحقيقية ليس تلك التي تملك إلهاً حقيقياً وإنما تلك التي تملك إنسانية حقيقية , وان قيمة الإنسان ليس بنوع الهه وإنما بنوع إنسانيته .). ويقول في موضع آخر : احذر أن يصفك الكهنوت مؤمناً , وانس وضوء أفكارك. ما هو امر , هو احذر أن تموت بين الكهنة . أليس غريباً أن عيسى مات بين لصين , وليس بين حواريين؟ ولكن ليس الغرابة انه مات دون كهنة , والقضية انه مات بين لصين لم تكن صدفة عابثة أبداً . يصلب عيسى وحوله لصان وغانية وليس بين حواريين ومصلين !!! ما أغرب الحقيقة كيف تقدم نفسها للوجود ؟ أن تصل بجبريل إلى صليبك هو غيره أن تركض وراءه بحانتك . الثانية أوقع , ربما أن دموع المجدلية كانت اعظم ما شربه حليب عيسى , لأنها وحدها هناك بلا كهنة .. انه مكان يستحق أن يموت فيه .. انه مكان لاكاهن فيه .كفر المعبد حينما ساوى بين التي سلب الحب بكارتها , وبين التي أحبت سلب بكارتها . كفر المعبد حينما شطب المسيحي من إنسانيتي وجعله كافراً في ذمتي . كفر المعبد حينما أجاز لي قتل الكافر مهما كان نبيلاً , ونصرة المسلم مهما كان دنيئاً وهل الدين إلا مسافة بين الدنيء والنبيل؟ كفر المعبد حينما رفع سيفه اكثر من كلماته. كفر المعبد حينما جعل كتاب الله وكتاب الفقهاء واحداً .. لقد كفر كثيراً. يقول الكاتب عبد الرزاق الجبران : (اللص الحقيقي ليس هو من يسرق بيتك , وإنما هو من يسرق وجودك ) ويكتب أيضاً (من يعلمك أن الطاغية كان عظيماً هو يسرق تاريخك, من يعلمك أن تقتل باسم الجهاد هو يسرق دمك , فاذا قتلت الآخرين هو يسرق يدك, من يعلمك حرمة العشق فهو يسرق حبك . من يعلمك دخول مسجد الأغنياء فهو يسرق صلاتك)..(من يعلمك الكذب باسم الحيلة الشرعية هو يسرق صدقك). الفقيه يقول لك: ضع مالاً في هذا الضريح ليصل إلى الله ,بينما لا يصل هو إلا ليد الفقيه . يسرقك ويسرق الله في نفس الحين ويقول لجيشه , احتلوا هذه البلدان فإنه فتح من الله , وانهبوا أموالهم واسبوا نساءهم فإنها غنيمة , وخذوا منهم الجزية فإنهم أهل ذمة , وهلم جرا .أولئك هم الحكماء والفقهاء , وتلك هي شريعتهم , لصوص ونصوص. انك قد تجد لصوصاً لله فحسب ،تاريخاً بهم وليس كتاباً..الإنسان يعاني من إشكالياته الحياتية و ليس اللاهوتية ؛ حبُّه و ليس صلاته ، طعامه و ليس حجُّه ، بل كان يتعامل مع الله كحاجة لِفَكّ إشكاليات الحياة تلك ، و ليس كأزمة حياة ، أي حتى لاهوتيته هي لحاجة وجودية فحسب ، فحينما يلح على المعبد ، لايلح إلا لأجل إعانة الإله له على مشاكل الحياة و تعديل وجوده ..بل حتى إن زهِد بالحياة و طلب الآخرة فقط ، فهي أيضاً حاجة لوجود آخر.