Mohammd Slah كنَّا جميعاً أبناء الإله فماذا جرى !!! يقول علًّامة التاريخ اليمني القديم الدكتور محمد عبد القادر با فقيه ، لم يرد في أي نقش من النقوش اليمنية القديمة ، اعتبار الملك بمفرده ابن الإله كما هو عند الفراعنة أو اليونان .. و في بيئة طبيعية قاسية ، و ظروف جغرافية صعبة ، ظلت تتحدى الإنسان ، فإن فائض الإنتاج كما يرى الدكتور حمود العودي في اليمن “ قليل بجهد كبير ، وهو ما يعزز مساواة أكثر و استبداداً أقل “ . و هذا ما طبع الشخصية اليمنية بطابع الندية ، و البحث عن المساواة ... و نستطيع أن نرى تأثيرات البيئة في اليمنيين ، من خلال التصور الذي صاغوا به علاقتهم بالإله ، و كيف عكس تعلقهم الشديد بالمساواة ، و نفورهم الحاد من التمييز و التفضيل ، إذ كانوا يرون أنفسهم أبناء للآلهة ، فالسبئيون كما قال الدكتور جواد علي ( هم ولد “إلمقه”. أي: أولاد إلمقه ، إله سبأ، والمعينيون هم “ولد ود” ) ، أيضاً فإن شعب (قتبان) يسمى أولاد (عم) الإله القومي لهم . بعد فترة من دخول الإسلام اليمن ، فقد اليمنيون قداستهم التي تشير إليها جميع الشواهد النقشية ، بسبب التفسير الصحراوي للدين من قبل الأعراب الذين اعتنقوه و فسروه وفقاً لعقليتهم البدوية التي تقوم على علاقات الدم والقربى ، فكانت النتيجة إرباك المنظومة الاجتماعية في اليمن ، و تعزيز عدم الاستقرار الذي نتج عن إلغاء المساواة ، و مصادرة حقوق الإنسان التي كانت مقدسة ، في التشريعات اليمنية القديمة التي سار عليها المجتمع ، و تحت ظلال قيمها الرشيدة شيَّد حضارته الرائدة . وليد الاباره شقاء الوعي : لا شقاء يضاهي شقاء الوعي العاجز عن بحث ودراسة واستيعاب “المشاكل “ التي يقف عندها مجتمع ماوعدم قدرته على تقديم الحلول النظرية ناهيك عن استحالة انتاج الحلول التطبيقية اذا ما استندنا الى قاعدة فاقد الشيء لا يعطيه . قدم ولايزال الخطاب السياسي والمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وشكل الدولة ووظيفتها عبر إدراكه بها لا بمضمونها الا انه عجز عن تقديم الحلول اللغوية والتطبيقية باستثناء تقديم بعض المصطلحات المألوفة كالعدالة والتنمية وغيرها . كيف يمكن ان نستوعب مفهوم العدالة في غياب منهجية الاقتصاد والى أي مدى تستفيد الجماهير العريضة منه ؟..كيف يمكن الحديث عن الديمقراطية ولا تزال الكثير من فئات المجتمع تحت خط الفقر ،تسبح في مستنقعات الجهل ،،مرهونة للاقتصاد الريعي التي تسيطر عليه القوى العسقبلية ومؤسسات السلطة المغتصبة او العاجزة عن اداء واجباتها تجاه مواطنيها وجماعات راس المال الطفيلي و اذا ما افترضنا خروج الحوار بالحلول اللغوية وهو ما اراهن عليه الا ان استحالة تقديم الحلول التطبيقية هو المنطق السائد في الوقت الراهن. .