(زنبيل أبيض) كان شوالة قمح، يتجول به الشاكي ليبيع ما تبقى فيه من عطورات عربية وأفرنجية.. يتكئ طيلة تجواله بين أسواق الراهدة ومدينة تعز على قدميه المتقرحتين من وطأة تجواله المضني في آخر حلقات عقده السبعينيخطب ثالث أخار ما تبقى من قوى الحاج عبدالرحمن يحيى أنعم وهو “المشارعة” ضد أحد أبناء قريته “عُرار، الأعروق، مديرية حيفان” قيل له: اذهب إلى صحيفة الجمهورية ففيها صفحتان أسبوعيتان، بعنوان إلى من يهمه الأمر!.. جاء الرجل حاملاً ذلك الزنبيل الأبيض، لكنه هذه المرة، صار أخف وزناً عدى من علبتي عطر، لم يستطع بيعها في ذلك اليوم، أما باقي عبوة الزنبيل فقد نثرها أمام المحرر، تضمنت عشرات التوجيهات والأوامر الصادرة من محافظ محافظة تعز، ونائبه ووكلاؤه وغيرها من مدير أمن لمحافظة.. جميعها توقفت لدى أمن مديرية حيفان، الذي تعثر عن إيصال المشكو به عبدالملك ناجي وإخوانه وآخرون بالاعتداء على قبر جدة الشاكي المرحومة آمنة محمد أحمد، وبحسب مذكرة مكتب أوقاف المديرية، فإن المشكو به الملاصق منزله للقبر قد ثبت اعتداؤه بنصبه لأحد أعمدة سطح منزله المستحدث على مكان القبر، ما توضحه الصورتان المرفقتان قبل وبعد حفر قاعدة للعمود، أما ما يضيفه الشاكي فإن ذلك العمود مع عمود آخر يحملان سقفاً مستحدثاً لإسطبل مواشي المعتدي، وهو ما يصفه الشاكي انتهاكاً لحرمة أموات القرية عامة وجدته خاصة وتحدياً سافراً للأحياء وتمرداً صريحاً ضد الدولة في رفضه الامتثال أمام أمن المديرية، الذي يبدو متواطئاً معه حسب الشاكي ويضيف: لا أريد أكثر من إحالة المعتدين إلى نيابة الأموال يتعز، وعشرات من أهالي القرية سيشهدون بالاعتداء وبنقل المعتدي لرفات جدتي إلى مكان آخر وكأننا في “مالي”.