من الطبيعي أن تكون هناك منافسة بين أندية تعز، ولا غرابة في المنافسة والتنافس في أن يقدم كل ناد أفضل ما لديه على مستوى الألعاب والأنشطة وعلى مستوى الإنجازات وغيرها، والتنافس سنة كونية ولا يمكن تجاوزها أو تفسيرها حسب الهوى. عادي جداً ما يحدث من تنافس كروي بين أندية تعز والبحث عن النقاط والوصول إلى مراكز متقدمة في إطار المنافسة العامة للدوري العام، ولكن ليس عادياً أن تكون تلك المنافسة بصورة فيها من الشدة والقساوة التي تعرض أحد المتنافسين للخطر أو تلحق بلاعبي أحد الطرفين الإصابة المعيقة بقية الحياة، وليس من الطبيعي أن تتحول منافسات كرة القدم في ملاعب تعز إلى صراع وعراك. حلو أن يكون الصقر في المقدمة، فتلك ظروف الدوري ولكل مجتهد نصيب، لكن عيب أن يشكك البعض في قدرات الآخرين وإمكانياتهم في أن يكونوا في المقدمة لأن من يظن أن الصقر ليس مكانه في المقدمة بحكم إمكانياته وحجم العطاء للاعبيه فهو غلطان يرى بزاوية مشوشة، ولا يريد أن يرى بمنظار الواقع والحقيقة. ديربي تعز هذا الموسم ست مرات تابعه الجمهور بين الصقر والرشيد وبين الرشيد والطليعة وبين الصقر والطليعة، وكلها كانت ديربيات طبيعية وأداء تنافسي راق وخال من المنغصات التي يمكن تتأثر بتعامل بعض الشخصيات، لكن ما دار في ديربي الرشيد والطليعة، والذي كنت أتمنى أن يخرج بسلام إلى النهاية دون كرت أو كلمة جارحة من جمهور تجاه لاعب أو إداري يتلفظ على حكم بسبب قرار خاطئ. ديربي الصقر والرشيد رغم التوتر والشد النفسي الذي كان وظهر في المباراة وخاصة من الرشيد لم يكن على مستوى اللاعبين فقط بل تجاوز ليكون على مستوى الإداري والمدرب، قابله توتر وخوف بسيط من الصقر «المدرب واللاعبين» صاحبه توتر في المدرجات من خلال التشجيع الذي كانت بعض العبارات التهديدية تخرج من المشجعين، المهم كان الديربي كله أسلاك مكشوفة ومكهربة قابلة للانفجار وقتها في أية لحظة كانت، لكن ما ميز الديربي أن المباراة انتهت ولم يحدث ما كان يتوقعه البعض أن يكون سيئاً في نهاية ذلك اللقاء، وما حصل هي تصرفات فردية يجب أن لا تؤثر على علاقة الناديين. من خلال البحث عن الأسباب التي أدت إلى اشتعال فتيل تلك المباراة وتحولها من اللعب النظيف إلى اللعب العنيف وجدت أن هناك تذمراً من قرار الصقر في عدم إعطاء الصقر للرشيد الملعب للتدريب آخر تمرين له، انعكاس ذلك كان واضحاً في تفسير الموقف من طرف الرشيد على أنه محاولة لحرب نفسية ضد الفريق قبل المباراة، وليكن ذلك صحيحاً لكن يفترض أن لا تتحول المباراة إلى صراع وشد نفسي وعصبي، وعرفت أن إداري في الرشيد تلفظ على نائب رئيس نادي الصقر بكلام جارح وأن هناك تذمراً من البعض لوجوده في الإدارة والتحدث باسم النادي، وأنه سبب تنفيذ قرار الصقر في إعطاء الفريق يوم واحد، بينما لو كان هناك اتصال من علوي الرشيد وحروي الصقر لكان الأمر غير كون العلاقة بين الأطراف أقوى من أي تحسسات. أتمنى أن تكون هناك خطوات عملية من الطرفين الرشيد والصقر لإزالة آثار تلك المباراة حتى لا تنسحب على العلاقة ولا تؤثر في تواصل الناديين أو تبادل المنافع بينهما، مع إيماني أن عقلاء الناديين لن يتركوا تلك المباراة تطمس كل تواصل جميل بين الرشيد والصقر، ولن يتركوا مواقف فردية تسيء للعلاقة بينهما. الرشيد مستفيد من الصقر، والصقر مستفيد من الرشيد بدون شك، وهناك من الصقر من يلعب في الرشيد، وبالتالي فلا يسمح لمباراة أن تسيء العلاقة بين الطرفين أو أن تترك آثاراً سلبية في النفوس جراء مواقف فرد أو عدد من الأفراد هنا أو هناك. عمق الهامش: الحديث عن العلاقة بين الصقر والرشيد هو حديث عن علاقة الأندية في تعز بعضها البعض؛ فالطليعة والأهلي والصحة وبقية الأندية يفترض أن تسمو بعلاقاتها معاً فوق علاقة منافسة ولقاء كروي أو فعالية تنافسية الأندية، اليوم يجب أن تترجم كثير من تطلعات الشباب وأن تعمل في اتجاه مزيد من التواصل وتفعيل الاتصال بينها بهدف خدمة الشباب والرياضة. بالأمس التقى الرشيد والطليعة في ديربي آخر من ديربيات تعز؛ فالديربيات ليست لزرع مزيد من الفرقة بقدر ما هي تقرب الأطراف المتنافسة بتقديم أداء نظيف ولعب نظيف. [email protected]