كتب الشاعر احمد الحزيمي مجموعة من الأغاني الشعبية باللهجة المحكية في صنعاء وما حولها، واعتبرها كثير من مستمعيها ناجحة، وهي ناجحة بالفعل في بعض جزئياتها، إلا أنها كان يمكن أن تنجح أكثر، من ناحية الكلمات، لو كتبت بدقة أكثر، ومراعاة أكثر لذائقة المتلقي، الذي يصطدم وهو يسمعها ببعض السقطات، والانتقالات اللا منطقية من معنى إلى معنى آخر. في الأغنية التي لاقت رواجاً غريباً وغنتها جميلة سعد وفيها: (يا لطيف والكبر فيك يا لطيف والهنجمة كلما فكرت فيك...) كان المعنى يتصاعد بشكل معقول، ولكنه يسقط هنا بطريقة تصدم الذوق في عبارة:(خاف قلبي تظلمه)بعد عبارة (كلما فكرت فيك) نتوقع عبارة توحي بحالة شجن أو ألم تحدث للمحب كلما فكر في حبيبه، ولكنه لا يتحدث عن أي شيء من ذلك، كما انه لا توجد علاقه بين التفكير في الحبيب في محاسنه وجماله ومكانته في القلب، وبين الخوف من ظلمه. (لو تباع لا أشتريك ..والثمن شاسلمه) رغبة غريبة أن يفكر المحب في شراء محبوبه ، كما أن الشطر الثاني في البيت زائد من جهة المعنى، فلا فائدة من الحديث عن تسليم الثمن، فالمعنى هو نفسه ورد في عبارة البيع والشراء في الشطر الأول. كما أن القافية الأولى في هذا المقطع هي الياء المسبوقة بحرف مكسور والكاف الساكنة، لكن الموسيقى تختل حين تأتي الياء المسبوقة بحرف مفتوح في قوله (قد فؤادي في يديك) كما أن تكرار كلمة : فيك في نهاية الشطرين الأولين من البيت الأول والثاني مشكلة أيضاً. ومن الملاحظات الأخرى على هذه الأغنية أيضاً: عدم وجود معنى مجدٍ في:(لو يضيع شاتعدمه) وكذلك حين يتكرر طلب البوح أو معنى البوح لثلاث مرات متتالية: (جود له وارحم و بُوح) وبعده بنفس المعنى (والهوى لا تكتمه) وبعده (كن معه أكثر وضوح) وفي الأخير نشير إلى أن الشاعر أحمد الحزيمي يمتلك مقدرة لا بأس بها على كتابة القصيدة الشعبية ، وله قصيدة يحتاج أن يعدل فيها ما هو ضروري لتناسب الغناء ، وستكون تجربة مميزة وسأذكر بعض أبيات هذه القصيدة فهي جميلة: يحسدوني على حظي وانا حظي أعوج كلما قلت باتسهل تزيد العواجه حظي أعوج وزآآآد إبليس قالي تزوج الله أكبر على من شارني بالزواجه كنت عايش ملك بالتاج رأسي متوج كل شيء كان عندي دَيْسْ من كل حاجة قهوتي كانت البن الكبوس المحوج كنت أجي عند ناجي ضيف مثل الخواجة لكن اليوم ملك احمد حزيمي تثلج واصبح اليوم في داره مطفي سراجه الزمن حاصره خلاه مثل الممنج كلما قال باتسبر تزيد العواجة صح وضعه تدهور بس به مخرج لا انتهى العطر تبقى رائحة في الزجاجة