غيّب الموت عنا الشاعر والأديب الأب الحنون المشقّر بالسحاب الأستاذ الكبير محمد عبدالباري الفتيح..(أبو مطر) الذي رحل إلى الدار الأخرة وإلى جنة الخلد إن شاء الله لم تفقده أسرته فقط ولم تخسره محافظة تعز،بل خسره الوطن بأكمله والساحة الأدبية والإبداعية على امتداد الوطن الحبيب..الوطن الذي أحبه الفتيح وكتب وغنى لسهوله ووديانه ولكل شعابه وجباله, والفتيح الذي يعد من القامات الكبيرة في بلادنا لايمكن لكل الأقلام التي رثته ورصدت مناقبه وإبداعاته, أن تفيه حقه،رغم أن ماكُتب عنه كان إلى حد ما متناغماً مع تاريخه الإبداعي،لكني قد لاأكون مبالغاً إن قلت إن الفتيح الذي صار اليوم في رحاب الخالدين لم يمت أولاً لأن نتاجه الشعري والأدبي سيظل خالداً لقرون من الزمن وستردده كل الحناجر مع القمارى والأطيار المغردة كأجمل الألحان التي تطرب العشاق هنا وهناك،وثانياً لأن محمد عبدالباري أنعم الفتيح أنجب وخلف دمث الأخلاق وظله الإبداعي (أبو محمد مطر الفتيح).. الراحل الفتيح الذي عرفته وزاملته في اتحاد الأدباء لايمكن لأحد أن يملأ الفراغ الذي تركه في الساحة الأدبية سوى نجله مطر الذي عزف في مرثية أبيه أجمل السمفونيات الأدبية وهي السمفونية التي دوّنها عبر صحيفتنا الغراء «الجمهورية» وبسببها وبعد قراءتها أجهشت بالبكاء وكأني طفل صغير أُنتزع من أحضان والديه.. لفقيدنا الراحل محمد عبدالباري الفتيح الرحمة والغفران ولنجله مطر وكل محبيه الصبر والسلوان..وأهلاً بالمطر الأديب والكاتب جنباً إلى جنب مع مطر الصحافي الرياضي المتميز. الصقر هاهو صقر الحالمة تعز يعاود التحليق في سماوات التألق والانتصار وهاهم الجوارح يقتربون رويداً رويداً من اللقب وتكرار الإنجاز،فبالأمس القريب كنا نقول إن عودة المدرب القدير إبراهيم يوسف الذي أتت به إلى عرينه الأصفر إدارة أكثر حكمة ودراية وأكثر معرفة ببواطن الأمور سوف يكون لها شأن كبير في إبعاد الجوارح من المواقع الخطرة والمكهربة..ومرت الأيام وتوالت المحطاتى الكروية وإذا بالصقور يتجاوزون الخطر ويصعدون دون ضجيج أو كرضحة وكثرة هدار باتجاه المواقع الأمامية ليصبح الفارق بينهم وبين أصحاب الصدارة ست نقاط وتوالت الخطوات الواثقة للجهازين الفني والإداري حتى بات الفارق ثلاث نقاط بينهم وبين المتصدرين شعب«حضرموت وأهلي صنعاء» إلى أن باتت اليوم كل الأجواء مهيأة لمعانقة الدرع الغالية وأقراصه الذهبية وبعد أن كنت أكرر القول إذاعياً وعبر الكلمة المرتبة أن الصقر لن يبتعد عن المراكز الثلاثة الأولى فإني اليوم أقولها وبصريح العبارة وبالفم المليان البطولة (صفراء..صفراء .. صفراء). أهلي تعز والجيل فرسان القلعة الحمراء أهلي تعز باتوا اليوم في مصاف الدرجة الممتازة وقبل انتهاء تصفيات الأولى بأربع جولات وحسابياً وبلغة النقاط والأهداف فإن الأهلي لم يعد بحاجة لكي يعلن الأخرون عن عودته إلى دوري الأضواء،بل أعلن عن نفسه بنفسه وهو لن يتهاون بها في المواجهات وسيحصد نقاطها بكل جدارة ولاننسى أن باقي الفرق الأخرى ستصادفها بعض العثرات..صدقوني الأهلي والجيل أول العائدين إلى الدرجة الممتازة فهما يتمتعان بتاريخ كروي كبير وترقبوهما كملح للبطولة القادمة.