تعتبر الدراجات النارية في اليمن هي الوسيلة الأسرع والأسهل التي يستخدمها المواطن اليمني كوسيلة مواصلات، وقد تكون الأقل تكلفة، إلا أنها الوسيلة الأكثر تعرضاً للحوادث وأخطرها. وبحسب إحصائية حكومية فقد أصبحت الدراجات النارية مصدراً للدخل لدى ما يقارب (100) ألف مواطن يمني يقتاتون بها، فيما قدرت تلك الإحصائيات أن المواطنين اليمنيين الذين يستخدمون الدراجات النارية كوسيلة تنقل بدلاً عن التاكس والباصات الأجرة بلغ عددهم إلى نحو (500) ألف مواطن؛ وذلك لرخص أجرتها ولسرعتها في عملية التوصيل هروباً من الزحام. وأشار تقرير لمركز «الإعلام الأمني» أن الفترة من يناير – أغسطس 2012م شهدت وقوع 1550 حادثة سير، كانت الدراجات النارية أحد أطرافها، توزعت على 965 حادثة صدام دراجات نارية مع سيارات أودت بحياة 221 شخصاً وإصابة 1284آخرين، و348حادثة دهس مشاة نجم عنها وفاة 27شخصاً وإصابة 379 آخرين و127حادثة صدام دراجات نارية مع بعضها أسفرت عن وفاة 16 شخصاً وإصابة 244 آخرين، و102حوادث انقلاب دراجات نارية توفي فيها 26شخصاً وأصيب 113آخرون، و3حوادث صدام بجسم ثابت أودت بحياة 3أشخاص وإصابة شخص واحد، بالإضافة إلى 4حوادث سقوط من على دراجات نارية توفي فيها شخص واحد وأصيب 3آخرون. وأرجع تقرير «المركز الأمني» أسباب وقوع حوادث الدراجات النارية خلال الأشهر الثمانية الماضية إلى السرعة الزائدة وإهمال سائقي الدراجات النارية، والتجاوز الخاطئ والخطر، بالإضافة إلى عدم تقيد سائقي الدراجات بالقوانين المرورية وأسباب أخرى. ووفق إحصائيات غير رسمية شهدت الفترة الماضية من العام 2012 وقوع نحو 1000 حادث بالدراجات النارية؛ ففي أمانة العاصمة يقع كل شهر من 60 - 90 حادثة، تكون الدراجات النارية سبباً فيها. وأدت الحوادث الناتجة عن الدراجات النارية إلى وفاة 294 شخصاً وإصابة 2022 آخرين في حوادث منذ مطلع العام الجاري 2012م وحتى شهر أغسطس الماضي. ومع هذا العدد الهائل من الدراجات يكون الإزعاج غير المحدود للمجتمع ولحركة المرور، حسب عدد الشكاوى المرفوعة إلى الجهات الأمنية والجهات المسؤولة المطالبة بوضع حد لهذه الظاهرة، وتخليص المواطنين والمدن من آثارها الضارة والسلبية المتمثلة في عدم التقيد بنظام المرور وقواعد السير والسلامة، وبما يؤدي إلى التسبب بحوادث كثيرة، فضلاً عن ضيق شوارع المدينة ومحدوديتها، خاصة مع فتح كاتم الصوت (المشرعة) الذي يسبب إزعاجاً مروعاً للأطفال والمسنين والمرضى، وتلويث البيئة جراء الأدخنة المنبعثة عن الدراجات النارية، والإخلال بالآداب العامة؛ كون نسبة عالية من الدراجات في أيدي مراهقين شباب. وكذا الاستخدام غير المقنن للدراجات النارية، وتوظيفها لأمور تتعارض مع الأخلاق العامة، والقواعد والقوانين الخاصة بجوانب الحياة والمعيشة المختلفة. وأشارت تقارير وبيانات رسمية صادرة عن جهات الأمن والسلامة وغيرها خلال الثلاثة الأعوام الماضية بخاصة العام 2009م شهد وقوع ما يزيد عن 806 حوادث مرورية، كما أشارت إلى أن نحو 51 حادثاً كانت الدراجات النارية تسببت في وقوعها كل أسبوع يسقط من جرائها ما يزيد عن 60 شخصاً بين قتيل وجريح في مختلف محافظات الجمهورية. إلى ذلك أوضحت التقارير المرورية أن ما يزيد عن 80 % من الحوادث المرصودة كان سائقو الدراجات النارية هم المتسببون في وقوعها، وذلك بسبب عدم تقيدهم بالقوانين والآداب المرورية، بالإضافة إلى السرعة الزائدة والإهمال في اتخاذ إجراءات السلامة، وكذا قطع الطريق من قبل الدراجات النارية بصورة خاطئة. وبحسب الإحصاءات المتوفرة فإن جرائم السرقة المتعلقة بالدراجات النارية في بلادنا سواء تلك التي تتعرض لها هذه الدراجات أو تلك التي يقوم بها لصوص يستخدمون الدراجات النارية في القيام بجرائمهم؛ فقد شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في مختلف المناطق والمدن اليمنية، حيث سجلت جرائم سرقة الدراجات النارية ارتفاعاً بنحو 40 % خلال العام الماضي2011م، أي بزيادة عددية مقدارها 124جريمة عما كانت عليه في العام 2010م. ووفقاً للتقرير الأمني الإحصائي السنوي الصادر عن وزارة الداخلية فإن العام المنصرم شهد وقوع 436 جريمة سرقة دراجات نارية ضبط منها 276جريمة وبنسبة ضبط بلغت 61.9 %، فيما بلغ عدد المتهمين بارتكاب هذه الجريمة 356متهماً من ضمنهم21طفلاً حدثاً، أما عدد المجني عليهم في جرائم سرقة الدراجات النارية فقد بلغ 450 شخصاً منهم 27طفلاً حدثاً وامرأة، وقدر التقرير الأمني الخسائر المادية الناجمة عن هذه الجرائم بما يزيد عن 32مليون ريال. وأشارت التقارير الرسمية إلى أن جرائم سرقة الدراجات النارية التي وقعت العام الماضي والبالغ عددها 436 وقعت في أكثر 16محافظة جاءت محافظة الحديدة في مقدمتها بعدد 133 جريمة، تلتها أمانة العاصمة ب89 جريمة، تلتها محافظة تعز ب79جريمة ثم حضرموت 40 بجريمة، وإب ب20جريمة وذمار ب19جريمة وسيئون ب18جريمة، فيما توزع العدد الباقي من الجرائم على المحافظات الأخرى وبأعداد متقاربة. وهناك جرائم يتم تنفيذها من قبل لصوص يستخدمون الدراجات النارية؛ حيث أكدت التقارير والإحصاءات أن نحو 100 جريمة سرقة ينفذها لصوص الدراجات النارية شهرياً وخاصة في صنعاء، ومن تلك الجرائم سلب حاجيات المارين أثناء تجوالهم في الشوارع العامة والأسواق، وعادة ما تكون النساء والمواطنون العرب والأجانب هم أكثر عرضة لمثل هذه السرقات من قبل لصوص الدراجات النارية. وفي الربع الأول من هذا العام 2013 لقي 134 شخصاً من مستخدمي الدراجات النارية مصرعهم في حوادث سير وقعت في عدد من محافظات الجمهورية، فيما أصيب 1014 آخرون بإصابات مختلفة في تلك الحوادث. حيث أشار تقرير صادر عن وزارة الداخلية إلى وقوع 753 حادثة سير كانت الدراجات النارية طرفاً فيها توزعت على الحوادث التالية: 477 حادثة صدام دراجات نارية مع سيارات نجم عنها وفاة 105 أشخاص وإصابة 668 آخرين، و164 حادثة دهس أسفرت عن وفاة 8 أشخاص وإصابة 179 آخرين، و50 حادثة صدام دراجات نارية مع بعضها أودت بحياة 8 أشخاص وإصابة 98 آخرين، و554 حادثة انقلاب دراجات نارية تسببت في وفاة 11 شخصاً وإصابة 62 آخرين، بالإضافة إلى 7 حوادث اصطدام دراجات نارية بأجسام ثابتة وسقوط من على دراجات نارية نجم عنها وفاة شخصين وإصابة 7 آخرين.