يحيى وهاس حدّقْتُ أوجعتُ المدى تحديقا لا الطرْفُ كَلَّ ولا عبَرتُ مضيقا وبحثتُ في القاموس عن لغتي التي تمتص من زهر اللغات رحيقا ترتاد آفاقي تلخّص عالَمي في نصف سطرٍ ، تكره التلفيقا ذَبُل الربيعُ الغضّ ، أدمَى صفحتي من ذا يعيد أريجه المشنوقا؟ حدّقتُ .. لا أحدٌ هناك سوى أبو ظبيٍ يضجّ بها الهوى تصفيقا وتمدّ للغرباء من أكنافها ظلاً ، وتفترش الفؤاد طريقا ماذا هناك ؟ شواطئٌ ونوارسٌ بيضاءُ تتخذ المساء صديقا ورؤىً لأرباب البيان تضيء لي حرفي ، تُفتّقُ مُعجمي تفتيقا أغمدتُ ليل الحرف في أجفانها حتى تألّق ، وامتشقتُ بريقا لا يمتطي بَرْقَ القصيدة شاعرٌ حتى يذوق شُواظَها .. ويذيقا حواس سهير السمان هنا حيث المقبرة كانت إحداهن ترقد على استحياء لم يكن قبرها معروفاً أتقنت دور التخفي قبل أن تدخل قبرها.. تعود حواسها للحياة تستطيع الآن أن ترى جسدها النائم .. دون قيود. يتحلّل من أقمشة الحياة المصطنعة. يتحد بذرات وجود آخر من هذا الذي بعثر ترابه لها؟ وهيأ لها النزول الأخير؟ كم كانت بلهاء حين لم تتعرف على جسدها إلا في لحظة رحيله. وكم كان غريباً عنها حين كان ينبض. وهي الآن تراه عارياً تحاول أن تتجوّل فيه فلا تستطيع أن تفك شفرته! تراه الآن مجرداً من أوهامه . تغزل الديدان منه رحلة البقاء الجديدة. عامر السعيدي يروقني الصمت أكثر .. حتى وأنا أتوجع لا أفكر في الصراخ .. لا يناسبني الكلام عن وجعي المقدّس .. وعندما أتذكّر المشفى .. أتذكر صراخ الممرضات في وجوه الأطفال .. لذلك لا أفكر في زيارتها .. لكنني أحياناً أخرى أنوي المرور بها .. لعل الطريق إلى المستشفى تأخذني إليها .. أو لعلّ مشرطها هذه المرة يستأصل قلبي تماماً .. لتحتفظ به في حقيبة يدها على الأقل ردفان المحمدي جامع المظفر تعز