يأتي رمضان هذا العام وعلماؤنا الأجلاء لا يزالون في فرقة وشتات كما هو حال الأمة اليوم، كلٌّ يرى نفسه على هواه وانه في الجنة وغيره في النار , ومن المساجد والجوامع ينطلق الخطاب الديني الموجّه الذي يلقى طريقه كالسهم في نفوس من يرى انه إلى قلبه أقرب , ولخطورة المرحلة التي تمرُّ بها الأمة الإسلامية على وجه العموم واليمن على وجه الخصوص كان هذا اللقاء الموجز مع وزير الأوقاف والإرشاد الأستاذ/ حمود محمد عباد، حول الدور الذي تقوم به وزارته في ترشيد الخطاب الديني، ودوره في تشكيل الوعي الوطني القائم على الوحدة والهدف ، بالإضافة إلى بعض مهام الوزارة تجاه أراضي وعقارات الأوقاف فإلى نص اللقاء: وجدان الأمة يشكّل الخطاب الديني حالة الفكر والمعتقد لدى العامة، فهل وزارة الأوقاف باعتبارها الجهة الأولى على حالة من الإدراك بمدى الخطورة والأهمية لهذا الدور الذي تتصدره المساجد في اليمن عبر خطبائها البعض منهم ذوو توجهات سياسية وحزبية ؟ - الخطاب الديني له تأثيره الكبير في تشكيل الوعي الوطني وفي خلق إما حالة من الوحدة أو حالة من الفرقة ولاشك إن هذا الخطاب قد لمسته تراكمات طويلة من العمل الصالح وغير الصالح ولابد من أن يكون الخطاب متمركزاً على حالة الأمة أكثر منها حالة الذات سواءً الذات الحزبية أو الحالة العصبوية أو الذات المذهبية.. نحن يجب إن نخاطب وجدان الأمة، نخاطب فيها إيمانها، عقلها وعيها في السياق الذي يساعد على لمّ الشمل وعلى إيجاد أرضية مشتركة للبناء والتعايش والنجاح والحوار الخلاق الذي من شأنه بناء الأمة وفقاً لأسس صحيحة , ولذلك نحن في وزارة الأوقاف والإرشاد قدمنا رؤية استراتيجية فيها موجهات إرشادية حول كيفية مضمون الخطاب الإرشادي في المساجد والخطاب الإرشادي العام الديني سواءً من خلال مؤسسة الأوقاف والإرشاد أو من خلال المؤسسات الثقافية , الإعلامية , الشبابية , ومختلف المؤسسات التي من شأنها تصويب روحية هذا الخطاب ومساره ونتائجه ومدخلاته ومخرجاته, وكذلك أنا أثمّن ما تقومون به كصحفيين من رسالة مهمة تساعد على تصويب هذا الخطاب الإرشادي الذي نحرص على أن يأتي قادم المسجد وتكون طبيعته كاسم الجامع الذي يجمع الأمة ويجمع روحيتها ووجدانها وفكرها في الاتجاه الصائب إن شاء الله. تصوُّر استراتيجي ما قصة الأوقاف في اليمن؟ - قصة الأوقاف قصة إنسانية من أرقى ما يكون لكنها حزينة، الوقف يتعامل مع قضايا التنمية والإنسان والمعرفة والحياة بشكل لامثيل ولا نظير له في تاريخ البشرية هذا أولا ً، وثانياً نحن وضعنا كوزارة أوقاف تصوراً استراتيجياً أمام حكومة الوفاق الوطني , ومن ثم قدمناها إلى مؤتمر الحوار الوطني أردنا هذه الاستراتيجية أن تكون متحررة من أناء الذات والحرب والجماعة والعصبة على اعتبار إن هذا المكان لايصلح إلا لخطاب الأمة، يخاطب الأمة في مجموعها بجوامعها وفي سيرها نحو التغيير. نبذ الفرقة هل هناك توجُّه لاعتماد خطباء متخرجين من مراكز ومعاهد تتبع الأوقاف والإرشاد واستبدالهم بغير المتخصصين؟ - هناك معهد التوجيه والإرشاد ، متخصص لإخراج المرشدين وأيضاً المرشدات بشهادة الليسانس وهناك دورات إرشادية عديدة جداً , أجرينا في العام المنصرم عشرات من هذه الدورات التأهيلية لخطبائنا ووضعناهم أمام مسئولياتهم تجاه بناء المجتمع ليس فقط تجاه الإثارة ولكن تجاه الخطاب الراشد الذي يحفز الأمة نحو بناء يمن حقيقي قائم على التعايش والمحبة والتسامح وعلى نبذ الفرقة إن شاء الله. موجّهات إرشادية هل يوجد قانون ينظّم وظيفة المرشدين في المساجد؟ - هناك مشروع قانون قدّم إلى الحكومة والتي ناقشته في الفترة السابقة وسيجري إعادة مناقشته وطرحه على مجلس النواب، يضع ملامح الموجهات الإرشادية والواجب عمله من قبل هذه المؤسسة وحتى المخالفات وغير المخالفات لكننا نعوّل كثيراً على ضمائر هؤلاء المرشدين والخطباء ومدى ارتباطهم بالله أكثر من ارتباطهم بأهوائهم. مقاصد نقدية بالنسبة لأراضي الأوقاف ماذا بشأنها؟ - قدمنا استراتيجية للحكومة في الفترة الأخيرة تتعلق ببرنامج وطني للمحافظة على ممتلكات الأوقاف وكيفية انتزاع ما اُخذ غصباً والمحافظة على ماهو باقٍ , وكيفية تثمير هذا الوقت , وكيفية استبدال الأصول القديمة المتدنية الإيجار بالأصول الجديدة تحقق مقاصد نقدية عالية للأوقاف، كيف نحيي مؤسسة وقفية متعددة الأغراض والمقاصد والمفاهيم وفيها تلامس العلم والصحة وبناء الإنسان وتلامس احتياجاته وتلامس المساجد وكل القضايا التي تساعد على بناء التنمية الاجتماعية. تركزون على أراضي الأوقاف في المدن .. ماذا عن الأراضي الزراعية الموقوفة في الأرياف ،لماذا أنتم غير متواجدين فيها؟ - وهذا ما قدّمه البرنامج الوطني، لكن الأراضي الموجودة في الريف هي ريعية تعتمد على الأمطار وعطاؤها ربما يكون في عوائدها، قليلة لأنها تعتمد على الزراعة , والزراعة في بلادنا تعتمد على الأمطار والمعطيات أو نتائج الزراعة ليست ربحية بالمستوى الذي يحقق مقاصد الوقف ولكنها أوقاف الآن في اتجاهات قوية جداً للمساءلة والمحاسبة والربط التقني الآلي لمصروفات الأوقاف على مستوى القرية والعزلة والمدينة والمحافظة هناك الآن برنامج وطني بهذا الشكل. مكبِّرات الصوت هناك من يستاء من مكبّرات الصوت التي تنبعث من المساجد خارج أوقات الفروض كالأمراض والأطفال والجيران هل هناك توجّه لحل هذه الإشكالية ؟ - المسألة نسبية، هناك من يعتبر هذا مستحباً وهناك من يطلبه في المجتمع وهناك من يعتبره بالنسبة له أذية، وعلى أية حال نحن إذا تلقينا شكاوى ندرسها بعين الحرص والتقييم ونحيلها إلى الإدارة المحلية لأن المجالس المحلية من خلال إداراتها المتخصصة في ضبط أي اعوجاج سواء في إطار الأوقاف أو غيره نحن نضع موجهات وعلى كل المكونات المحلية أن تسعى إلى تطبيق هذه الموجهات ولن نسمح بأي ضرر على أية حال إذا جاءتنا شكوى فإننا سنتعاطاها بجدية ولابد من تحديد الحالة والمكان ودرجة الضرر للتدقيق في الموضوع بطريقة صحيحة. لماذا لا يكون فتح مكبرات الصوت في الإطار الداخلي للمساجد وفتحة عند إقامة الفروض الواجبة للصلوات الخمس؟ - هذا رأي صائب قاله بعض الفقهاء وهي محل اختلاف والحقيقة هذا محل الدراسة.