عندما يبدأ الإنسان يحب شيئاً لاشك إنه يتجه إليه بكل حواسه وجوارحه ويعمل كل جهده من اجل أن يجد نفسه وشخصيته في المكان الذي أحبه ويوظف طاقاته من اجل السير في طريق يرى أن الإبداع فيه سيكون سهلاً وسلساً ، كونه ينطلق من نقطة الحب له والرغبة في توظيف تلك الفكرة والهدف لخدمة الآخرين. ومن تلك المجالات التي يجد الإنسان نفسه فيها مبدعاً مجال التدريب حيث ضيف عمودنا اليوم عنصر نسائي شقت طريقها في مجال التدريب من إحدى المدارس الأهلية عندما وقفت أمام طلاب الصف التاسع من المرحلة تبعث فيهم الحماس وتثير فيهم الدافعية للتفوق الدراسي، ولم تكن – حسب قولها - قد اختارت مجال التدريب بداية ولكن بحكم عملها في الصندوق الاجتماعي للتنمية من الضروري أن تكون ملمة بالمهارات التدريبية.. ضيفتنا المدربة: أسماء علي أحمد سيف الجبري. أسماء رغم أنها لم تكن الأولى التي تفكر في أن تكون لها بصمة في المجتمع فهناك كثير لديهن بصمات لكنها ترى أن البصمة عندما يخرج المتدربون بقناعة لتغيير أوتعديل سلوك معين فهذه أروع بصمة ولذلك فهي تؤكد أنها من خلال التدريب حققت هدفها بقولها: نعم حققت احد أهدافي من خلال التدريب وهذا الهدف هو إسعاد الآخرين حتى ولو بشيء بسيط. وللجبري تقييمها الخاص لعملية التدريب اليوم حيث تقول: أقيّم عملية التدريب اليوم أن البعض أصبح يمتهن هذه العملية ولايهمه الكيف وإنما يهمه الكم، فمثلاً قد يقوم بعمل دبلوم في مجال ما ولأيام تدريبية قليلة وساعات تدريبية اقل فلا تحصل الفائدة المنشودة للمدرب أو للمتدرب وبالتالي تفقد عملية التدريب رونقها والهدف منها، كما أقيّمها بأنها من الضروريات في كل مجالات الأعمال و الحياة و أن هناك أساليب متجددة للتدريب.. وعن أهمية التنمية البشرية اليوم تقول: مع تعقُّد أساليب الحياة وقلة فرص العمل أصبح دور التنمية البشرية مهماً جداً للحصول على فرص العمل المناسبة والانطلاق نحو تطوير الذات وتعديل السلوك نحو الأفضل. ولأن المرأة لازال المجتمع ينظر إليها نظرة قاصرة خاصة عندما تقتحم مجالات يراها البعض أنها حكراً على الرجال وليس للنساء فيها مكان أوقدرة للعمل فيها ومنها مجال التدريب الذي يتقاسمه اليوم الرجال والنساء حيث تقول أسماء الجبري: بالنسبة لنظرة المجتمع من المؤكد أن أي أمر في البداية يقابل بالرفض وهذا هو مقاومة التغيير ولكن عندما يلمس الجميع أهمية ما نقوم به فالأغلب يعمل على تشجيعنا وحثنا نحو السير قدماً نحو العلياء في هذا المجال حتى انه في يوم من الأيام قال لي احدهم: إنه يأمن على أهل بيته طالما أن في هذا المجال أصبح موجوداً نساء وبالتالي لن يحرمهن من فائدة حضور مثل هذه الدورات.. الآن أصبحت نظرة المجتمع لي نظرة فخر واعتزاز.. وأدرب النوعين رجالاً ونساءً، شباباً وشابات، طلاباً وطالبات وأنا بحكم أن عملي يفرض بأن أكون مدربة وإذا لم يكن ذلك فمدرّسة بحكم تخصصي، ورسالتي للفتاة والمرأة يجب علينا أن نصقل مهاراتنا الحياتية وأن نتجاوز أية عوائق مهما كانت وعلينا أن نحدِّد أولوياتنا ونبدأ بالأهم فالمهم وأن نحدِّد لنا قدوة أيضاً.. ومن البرامج التدريبية التي تقدّمها المدربة أسماء الجبري: إدارة النزاعات والتفاوض والوساطة - وإثارة الدافعية - والعمل الجماعي - وكتابة وإعداد التقارير. [email protected]