للكاتب الهندي: أوشو نقلاً عن كتاب «الحدس» كان أدولف هتلر شخصاً غبياً , غير متعلم , غير متحضر , أمر واحد فيه لم يملكه مثقفو ألمانيا و عقولها الفذة , لم يملكه هايدغر الذي عاصره .. الثقة المطلقة , صحيح انه كان شخصا مغفلا لكنه كان يستطيع طرح الأمور دون لو أو لكن , تصريحاته كانت قوية واثقة كما لو أنه يعلم كل شيء . مجنون , لكن جنونه كان يحمل طاقة هائلة غيرت مجرى التاريخ الإنساني بأسره … البلد الذي منح العالم أشخاصا، مثل كانط ، هيغل ، فيورباخ، كارل ماركس، فرويد، مارتن هيدغر — الفلاسفة وعلماء العظماء. مع ذلك فقد تمكن شخص غريب الأطوار ، كأدولف هتلر ، من استقطاب اهتمام و تأييد مثقفي البلاد . باعتقادي : لم تتعلم البشرية شيئاً من ذلك , إن لم تتعلم : يكرر التاريخ نفسه , إن تعلمتْ : يتوقف التاريخ عن تكرار نفسه . لا بد أن شخصا كمارتن هايدغر كان يعد من أبرز فلاسفة القرن العشرين و أكثرهم تميزا , هو لم يعاصر أدولف هتلر فحسب بل كان مؤيدا له، أمر لا يصدق ! الشباب – زبدة المجتمع- ذكاء ألمانيا و مثقفيها من أساتذة جامعيين و حملة الشهادات العليا , كلهم كانوا في صفه ، رجل غير متعلم، رجل رفض من كلية الفنون ، رفض من كلية الهندسة لأنه لم يكن ذكيا كفاية , أصبح هذا الرجل زعيم البلد الأكثر ذكاء في العالم ، وخلق أعظم إمبراطورية فاشية على الإطلاق . قتل ما يقارب العشرة ملايين إنسان ، و مع ذلك لم يفقد شعبيته أو دعم الناس له . لا بد من تحليل نفسي لهكذا أمر … ما هو السبب؟ هزمت ألمانيا في الحرب العالمية الأولى وتعالى جدال المثقفين في دواخلهم و فيما بينهم. وهم يزعمون ، يتمنطقون ، يتفلسفون ، لم يكن نشاطهم ماديا . و بذاتيتهم اعتقد كل واحد منهم بأنه قد عثر على سر الحياة . بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى ، أصبحت ألمانيا في حالة من الفوضى. هذه الفوضى أوجدت أدولف هتلر ، لأنه وعد ، ووفى بوعده : “أستطيع أن أجعل هذا البلد موحدا من جديد ، قويا من جديد ، قويا بحيث يسود العالم كله “. وجوده كأيقونة كان حاجة ملحة للمجتمع الألماني ، الناس لم تعد تعمل ، لم تعد تبدع و ازدادت أهمية ظهور من يعيد للبلاد إبداعيتها و انضباطها , هتلر ملأ هذا الشاغر و في 10 سنين أصبحت ألمانيا قوة عالمية من جديد غريب ، إذا أعطيت الناس حريتهم تركوا أعمالهم و نزعوا إلى الكسل . إذا أعطيتهم حكما فاشيا عملوا و أبدعوا ، توحدوا و استعادوا قوتهم من جديد . خمس سنوات من النصر الألماني المستمر ، إثبات كاف لصواب اتباع هذا الرجل . العالم كله في كفة .. و هو وحده يكفي في الكفة الأخرى ، أعطى الشريحة المثقفة منتهى أناهم كما لم يفعل غيره ، أخبرهم بأن النسل الألماني الشمالي هو النسل الآري النقي و مقدر له أن يحكم العالم مستعبدا من دونه من الأعراق الهجينة التي لا ترقى للإنسانية . كانت هذه الوعود مرضية لغرور الطبقة المفكرة، حتى رجل كمارتن هايدغر سقط في الفخ فقط بعد أن هُزٍم هتلر ودُمرت ألمانيا بمعظمها ، حتى بدأ الناس بالنظر إلى ما فعلوا ، أي نوع من الرجال قد دعموا : وحش , مجرم قتل ملايين البشر و قد يكون الأفظع في التاريخ . إذن تذكروا : الحرية ليست رخصة , الحرية مسؤولية .. إذا كنت لا تستطيع أخذ زمام تلك المسؤولية فسيأخذها أحد ما بالنيابة عنك ..عندها تبدأ عبوديتك ..