Abdulla Faris خاطرة اليوم: نحن نرفض أن نصدق أننا شعوب جيدة وفي أعماقنا خير وقدرة على مضاهاة أفضل شعوب الدنيا. في سويسرا (وأيضاً دول اخرى) وسائل النقل العام، انت من تدفع وانت من تقطع لنفسك التذكرة بدون شخص ما يراقبك، والشرطة تقدر ان نسبة واحد بالمئة قد يكونوا مخالفين لذلك النظام المعتمد على احترام الإنسان لذاته. لقد وصل الحال بهم الى وجود سوبر ماركات عريضة طويلة ليس فيها محاسبين او رقابة، اختر ماتشاء واذهب الى جهاز المحاسبة وادفع بنفسك، معتمدين على الثقة بالناس، ايضاً مطاعم واكشاك صحف، وكذلك سيارات اجرة بنظام الإكرامية، ادفع ماتريد. في تجربة فريدة خاضها الإعلامي القدير احمد الشقيري، قام بإعداد حافلة نقل في القاهرة، فوجد ان نسبة الأمانة الشعبية عند المصريين اعلى من تلك التي عند السويسريين، أي مأئة بالمئة، ولكن عند سؤال نفس الركاب انكروا نجاح التجربة وكرروا نها ستفشل مع انهم كانوا يعيشونها، وفي صلب احداثها. هشام المسوري وكما أثبتت التجارب والوقائع وضعف القوى الليبرالية والقومية شعبيًا ومجتمعيًا .. فالديمقراطية هي العدو الرئيس والأساس بل والأزلي لهذه القوى ، وبالتالي تنتهج هذه القوى سياسة العنف وخلق بيئات لا تسمح بممارسة الديمقراطية ،وتعمل على هدم كل ما قد أنجز في مسار البناء الديمقراطي وشيطنة الإسلاميين كأحد أهم ثمار الديمقراطية ، بل وإنتهاج سلوك إجتثاثي بحق القوى الإسلامية القادمة من عمق المجتمعات والمتميزة بتأييد قطاعات شعبية واسعة ، خصوصًا في ظل غياب توازن قوة أيًا كانت هذه القوة على أن تكون قادرة على لجم أي حالة تقدم نفسها خصمًا لنتائج الديمقراطية .. تقول التجارب ، إن من قتل ونكّل واعتقل واستبد وظلم، يوجد لديه استعداد بالإخراج ديمقراطية على شكل مسرحية ، حدّدت الأدوار مسبقًاً ، بما في ذلك إعلان النتائج .. كما تثبت التجربة ، أنه إن كانت هناك قوى شعبية مدنية حقيقية تسعى لإقامة نظام ديمقراطي مدني ، فلن يتحقق ذلك في ظل غياب وسيلة قادرة على إحداث توازن ينتج إنتهاج آليات ديمقراطية سليمة وتحمي نتائج الديمقراطية . محمود ياسين في حكاية من الادب الشعبي الامريكي يحكى ان عقرباً اراد العبور للضفة الاخرى من النهر ولأنه لا يستطيع السباحة فقد طلب من ضفدع عابر ان يحمله على ظهره الى الجانب الآخر ، الضفدع اخبره ببساطة ان ذلك مخيف اذ قد يتعرض للدغته فاستخدم العقرب منطقاً بالغ الاقناع وهو”لو لدغتك وانا على ظهرك ستغرق واغرق معك “ حجة قوية كما وجدها الضفدع لحظة حمل العقرب على ظهره وبدأ يسبح وان بقي ما يخالج نفسه من ريبة وقلق ، في منتصف النهر لدغ العقرب رأس الضفدع فالتفت اليه وهو يحتضر “لماذا فعلت،سنغرق معا؟” مط العقرب شفتيه قائلاً: لأنني عقرب.