على أفق الحياة ومعتلاها وقفنا كي نحدّق في مداها حزرنا خلف أنسجة الغيوم ملامح لا تشئ بمحتواها ندقق في مجرات المنافي لنقرأ ما تيسر من رؤاها .. نشق الغيم نوغل فيه لحظاً .. نفتق ما ترتّق في سماها ، وكنا نجمع الماضي خطوطاً على عدساته المنفى محاها نمد يد الفحولة في فضاء كأن النار فيلق مرتجاها اذا أعطت لرائي الأفق عزماً سرى بالضوء آفاقاً وتاها يمرّ به الصبا وصداه وشم لعانسة يشكّك من يراها خطا في لجة الأيام خطواً إضافياً وأبحر في سناها ويملأ جرة الدنيا عناءً وينزف قلبه الأسمى أساها بقلبه ما لقلبي من حنين لحرّ الدمع كي تبكي صباها فكم من دمعة سحت بخدي تهزّ النخل تستجدي أباها لزهر باهت الألوان يخفي لظى الأحزان يسقى من لظاها على سفر عليك رحلت عمراً تجرّ قوافل الدنيا وها.. ها تعبت الآن يا فلق الليالي ولا يأتيك منها مشتهاها تخاصمك البحار على ازرقاقٍ بعينك كان يعلو مستواها أطعت مداك واستلقيت فيه طعيناً منه آلاماً رماها كأنك ابن سيدة ليوم وخادمة لدهر انتساها هي الأقدار لكن كنت نبضاً يرن صداه أقوى من صداها ولما كنت للساعيّن سهماً يشير لها ويألف مقتضاها ورثت الحزن يا شغف المرايا و دونك ناشز عنها نفاها فلا يأتيك من يرجو نصيباً من الأحزان أو يبكي هواها ولا يمتد للقربى بعيد كما تنقط ذو القربى أزاها على بعد من الدنيا وقرب ترى ما في البداية منتهاها