أشاد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي ،رئيس الجمهورية بالدور الرئيسي والمهم الذي لعبته منظمات المجتمع المدني وقطاع المرأة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل سواء من خلال المكون الخاص بها أو من خلال عشرات المنظمات التي قامت بدور داعم من خارج مؤتمر الحوار. وأشار الأخ الرئيس إلى الدور الحيوي والبناء لمنظمات المجتمع المدني والذي تميّز في عملية المشاركة المجتمعية من خلال تمكين آلاف المواطنين من إيصال أصواتهم إلي مؤتمر الحوار، وذلك ما يؤكد بأن الحوار ليس فقط شأن المتحاورين داخل الصالات وإنما هو شأن كل اليمنيين. ولفت إلى أن المشكلة الأساسية لليمن هي التنمية الشاملة والدور المهم الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني في التنمية البشرية والدعوة الى الاستمرار في هذا الدور المحوري والتوسع فيه مستقبلا على أساس أن اليمن الجديد الذي سينبثق من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبقية استحقاقات المرحلة الانتقالية سيوفر كل الضمانات الدستورية والإدارية والقانونية لتشجيع عمل منظمات المجتمع المدني وتسهيل أداء رسالتها الوطنية. واعتبر الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي خلال لقائه أمس بمنظمات المجتمع المدني وقطاع المرأة الأعضاء في مؤتمر الحوار الوطني الشامل أن الحوار الوطني قد حقق إنجازات وطنية عظيمة ومثل حالة حضارية متقدمة بالقياس على ما كان عليه الوضع في اليمن قبل الحوار وكذلك بالقياس على ما يجري في العالم العربي. وشدد الأخ الرئيس على أن الحوار الوطني الشامل لم يوفر فقط تكلفة باهظة علي اليمن كما نراها تدفع الآن في بعض بلدان الربيع العربي، ولكنه أيضا أعطى كذلك لليمنيين أفقاً جديداً وحالة استثنائية وايجابية، وذلك بفضل الإرادة السياسية اليمنية الجامعة والمتمثلة بكافة قوى المجتمع اليمني وفي الطليعة بذلك قطاع المرأة ومنظمات المجتمع المدني فضلا عن الدعم الإقليمي والدولي منقطع النظير الذي حظيت به عملية التغيير والانتقال السلمي في اليمن. ودعا الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي إلى شحذ الهمم الوطنية من أجل تجاوز ما تبقى من التحديات التي لاتزال تواجه المرحلة الانتقالية رغم كل ما تحقق من أشواط وانجازات عظيمة، ومن بين تلك التحديات إيجاد الحلول الملائمة للقضية الجنوبية وشكل الدولة وإنجاح العدالة الانتقالية وطي صفحه الماضي بالكامل. ونبه الأخ الرئيس إلى أن على أبناء اليمن ان يقرؤوا بوعي كامل المشهد العربي جيداً لاستلهام الدروس اللازمة من أجل الحفاظ على روح التوافق والمضي قدماً في مواجهه التحديات الماثلة أمامنا. وجدد الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي إشادته بالإرادة الصادقة للقوى الحية باليمن وتغليبها المصلحة الوطنية العليا بعيداً عن الحسابات الضيقة وأهمية ذلك في تذليل الصعاب ومواجهة التحديات وتحقيق الأماني والتطلعات لأبناء الشعب اليمني. ونوه الأخ الرئيس إلى أن ما تحقق من أشواط في طريق تحقيق النقاط العشرين والإحدى عشرة هو تأكيد للنية الصادقة والرغبة الأكيدة في الأجواء الملائمة لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني وتهيئة المناخات لإنجاح ماتبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية. وأكد أن الهدف يتعدى تطبيق تلك النقاط إلى بناء واقع يمني جديد يلبي التطلعات والآمال لجماهير الشعب كافة والمتمثلة في الدولة المدنية الحديثة المرتكزة على الحكم الرشيد والعدالة والحرية والمساواة من خلال بناء منظومة حكم جديدة قوامها الحكم الرشيد والتداول السلمي للسلطة واحترام إرادة الشعب. ودعا الأخ الرئيس إلى ضرورة تواصل الجميع كل من موقعه نشطاء المجتمع المدني وقيادات المرأة اليمنية مع كافه شرائح المجتمع من أجل خلق الرأي العام الداعم لمخرجات الحوار الوطني الشامل وبث روح التوافق. واعتبر الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي أن ما يتم إنجازه اليوم سيمثل جوهر التغيير الشامل من خلال انبثاق منظومة عقد اجتماعي جديد يمثل نقلة نوعية شاملة نحو آفاق تاريخ اليمن المعاصر وبكل متطلبات الحداثة والقرن الواحد والعشرين وتأكيداً لانتصار إرادة التغيير التي يقودها أكثر من خمسة وثمانين بالمائة من الشعب اليمني والهادفة الى أمن واستقرار ووحدة اليمن. وقال الأخ الرئيس :العالم كله متفق معنا على المستويين الإقليمي والدولي ،بل ويدعمنا إلى حد كبير.. مضيفاً« إن اليمن ربما الوحيد في العالم العربي الذي دفع ثمن الحرب الباردة التي كانت تولد صراعاً جنوبياً جنوبياً أو شمالياً شمالياً او بين الشمال والجنوب ولفترة طويلة. منوهاً إلى أننا ومنذ نصف قرن منذ قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ماتزال مطالب الناس هي نفسها منذ ذلك الزمن، الكهرباء، المياه ،الطرقات ،الصحة العامة التربية والتعليم ،البنى الأساسية المتصلة بتطور المجتمع وثقافته ،واليمن بحاجة الآن الى استراتيجية أساسها البناء والتطوير والكف عن الصراعات والخلافات والانقسامات. وأشار إلى أننا أمام مرحلة حاسمة تصاغ فيها خريطة المستقبل المأمول وفقاً لأساسيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ودعم الخبرات والكفاءات الدولية وعلى مختلف مستوياتها القانونية والنظامية والاقتصادية.. وبيّن الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي طبيعة الاتجاهات العامة والتصورات للنظام الجديد وصولاً إلى الحكم الرشيد. وشدد الأخ الرئيس أن على الجميع نزع الخوف أو التردد، فعصر الخوف والتردد قد انتهى إلى غير رجعة وستكون لدي اليمن قريباً وثيقة دولية هي وثيقة الحوار الوطني الشامل في اليمن ستعترف بها الأممالمتحدة والعالم بأسره. واعتبر الأخ الرئيس أن الظروف التي نشبت فيها الأزمة مطلع العام 2011 كانت كارثية بكل المقاييس وكان الوضع فيها مهدداً بالكامل. وقال :اتصلت بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية وقلت له المسافة بيننا وبين الانتخابات الرئاسية المبكرة صعبه جداً جداً ولايمكن الوصول إلى يوم الاستحقاق الانتخابي بدون دعم خاصة بالنفط ومشتقاته ،لأنه حينها لم يكن هناك نفط ولا كهرباء ولا مياه، فوجه فوراً بتلك المساعدة السخية لثلاثة أشهر كانت بمثابة المنقذ للوضع بصورة لاتقبل المجادلة وجرت الانتخابات الرئاسية بعد ذلك ودارت عجلة الخطوات والقرارات والإجراءات المطلوبة وفقاً لمعطيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.. وأكد الأخ الرئيس أن على الجميع تحمل المسئولية الوطنية كاملة دون تردد أو حسابات خاطئة.. وشدد على ان تلاعب أي حزب في المستقبل على الديمقراطية او محاولة الاستفراد لم تعد واردة وأن النهج الديمقراطي الحقيقي والواقعي سيكون سيد الموقف ولابد من أن نمضي مع قطار القرن الواحد والعشرين دون تخلف.. معتبراً ان هذه الغاية هي أساس لنضالات اليمنيين من جميع القوى السياسية وقطاع المرأة ومنظمات المجتمع المدني بكل مشاربها واتجاهاتها وثقافاتها. بعد ذلك فتح أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الشامل الدكتور أحمد عوض بن مبارك فتح باب الحوار والمداخلات والنقاشات، حيث تحدثت عدد من الأخوات والإخوة، بحسب ما نقلته وكالة (سبأ)، حول عدد من النقاط والقضايا والموضوعات المتصلة بحيثيات مخرجات الحوار القانونية والاقتصادية والدستورية ومختلف المحاور ذات الصلة.