علي الشريف “ فلسفة التاريخ” لدى هيجل هي اهم اصناف التاريخ ؛ وهو يرى ان الفكر بداية التاريخ ؛ ويعتبر المواقف الجزئية في التاريخ ليست أكثر من دوافع ذاتية لاثبات اخلاق معينة كالشجاعة والمروءه أو هي تنفيس عن احقاد وغيرها وهذا لايصلح لإضفاء بعد تطوري للتاريخ ؛ تحدث هذا الفيلسوف عن الفكر والعقل المطلق والروح وهي مترادفات لمعنى واحد عنده ؛ فالعقل المطلق عنده ليس العقل المتعالي عن الواقع كما هو عند افلاطون وليس هو العقل الملتصق بالطبيعة المنعكس عنها كما هو لدى ماركس بل يرى العقل المطلق هو العقل المحايث للتاريخ ؛ جوهر العقل المطلق عند هيجل هو “ الحريه” وشكله المتخلق في الصيرورة هي “ الدولة” ؛ الفرق بين هيجل وماركس مثل الفرق بين شخصين احدهما يمشي على قدميه والآخر يمشي على رأسه ؛ وكلاهما يؤمن بخطة كبرى للتاريخ ؛ الا ان هيجل يراها روحاً وفكراً استشرافياً يوظف تجارب البشر في شكل ديالكتيك فكري لتحقيق هذه الخطة وصولاً الى الدولة بينما ماركس يرى الوجود مادة وان خطة التاريخ تلك تتحقق بالصراع الديالكتيكي الطبقي وصولاً للشيوع وليس للدولة !! محمود ياسين ربما تكون بحاجة لقراءة مائة عام من العزلة مرة أخرى. ستجد آل بونديا وحروبهم لا تبعث على الانقباض مثلما تفعل حروب العائلات عندنا هناك في ماكندو حيث مزيج السلالة بالفتاة المستحمة ترتجف في حمام قديم عارية بين العناكب. مرويات الفن تمنح الواقع سحر ما وراء الخير والشر. البيانات القبلية والحوثية والحزبية جعلتنا أشبه بمن يأكل عصيداً متينة في الصياح ويمضي بقية اليوم مسدوداً وعلى أهبة الحمق لكن يمكنك الفرار لمائة عام من العزلة ترافق عمى اورسولا المستبصرة بدهاليز ايامها وقد انجبت تفاصيل عائلة ترك لها الغجر مخطوطة سنتصفحها آخر الرواية. المخطوطة التي يسميها البارع محمد الهيصمي”تميمة انتهاء العائلة” هل يقف ولعنا بالفن عند حد؟ انه يدفعنا لغفران كل خطايا واقعنا القبلي وبداوته غير الهيابة بين سمارة واقاصي الشمال اليمني لنجده هناك في كولومبيا ماركيز قرية للوله وتمجيداً لفحولة الكولونيل اورليانو الثاني الذي خاض عشرات المعارك وخسر أغلبها على مدى نصف قرن وانجب سبعة عشر ولداً قتلوا كلهم في ليلة واحدة ،ليعود اورليانو الى قريته يربي الدجاج ويصنع الاسماك الذهبية مكتشفاً مزايا البساطة. اورليانو ومرفقه الجاسر عندما كان لا يزال مراهقاً بداية الرواية في طاحون القرية حيث تمر امرأة في الطاحون برسغ اورليانو الهائل لتشعر انها حبلت منه دون ان تدري إنه لاحقاً سيوزع بذرة نهم حياة آل ماكوندو في الأرجاء سنتصفح”تميمة انتهاء العائلة”عندما يدع ماركيز للعنة قراءة تميمتها اثناء انقراض حقبة آل ماكوندو في قيام من تبقى من العائلة “فتى وخالته”بإنجاب كائن له ذيل. النهاية مقبضة بدرجة ما وتعليمية ايضاً ،،، لا تقرأها ،. انت لن تصل الى نهاية الرواية الملعونة الا وقد التقطت استعذابات ذاكرتك لحمامات طفولتك في بيت قديم حيث العناكب في شقوق الجدران الحجرية والباقي عليك ، ستجد فتاة بضة ممن عرفت استحضرها واجعلها ترتجف عارية في حمام الجدران والعناكب.