بدأت قناة «مريد الجنة» السلفية، بما أسمته مشروع أسلمة أفلام الكرتون وكانت البداية مع المسلسل الكرتوني المصري «بوجى وطمطم» والأسلمة من خلال الحذف والإضافة لتنقيته مما يتضمنه من مخالفات لايجب تربية الأطفال عليها، حسب وصفهم. وكتبت القناة - التي يرأسها محمد عيسى أبو قاسم، على موقعها الإلكتروني: “تمت أسلمة مسلسل الأطفال الشهير بوجي وطمطم حيث قمنا بحذف الموسيقى وبعض المخالفات التي لا ينبغي أن نربّي عليها أبناءنا». وجاءت النسخة الإسلامية من «بوجي وطمطم» - حسب الفيديوهات - التي بثتها القناة، خالية من الموسيقى التصويرية، حيث تم استبدالها بأصوات عصافير، ومنع ظهور أيّ وجه نسائي في العمل. واستقبلت هالة فاخر، أحد أبطال المسلسل، التعديلات التي قامت بها إحدى القنوات التابعة للتيار الديني السلفي بانزعاج شديد، ووصفت ما يحدث ب«كلام فارغ» وتشويه للعمل الذى يعد من تراث التليفزيون، مؤكدة أنها تعتز بهذا المسلسل وبشخصية «طماطم» التي قدمتها فيه. وانتقد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية، مصطلح «الأسلمة» الذى يطلقه الإسلاميون السلفيون لخدمة أغراضهم السياسية، وتساءل: «أي إسلام ذلك الذى يتحدثون عنه، وهل يعني عندهم فقط إزالة الموسيقى التصويرية؟»، معتبراً أن فهمهم للدين سطحي ويتسم بالسذاجة، وكله عبارة عن شكليات، كما أن انتشار وتوغل الثقافة الأجنبية سيكون أول العواقب الوخيمة لما يفعله هؤلاء المتأسلمون بالتعليم ومضامين الأطفال، حيث سيلجأ أبناء الطبقة العليا إلى التعليم الأجنبي أمام انتشار ثقافة الجهل بين الفقراء وهوما سيؤدى إلى عودة الطبقية بأسوأ صورها.