في الوقت الذي نجد الآخرين يولون الرياضة المدرسية جل اهتمامها ويعطون النشء في المدارس الرعاية الكاملة وإشراكهم في كافة المناشط التربوية اللاصفية ومنها الرياضة التي يفترض أن تكون الأفضل على بقية الأنشطة بحكم الحب لها والرغبة في التعاطي معها من قبل كل الفئات العمرية ، نجد العكس في واقعنا التعليمي والتربوي ، نجد الرياضة المدرسية لازالت “ رجساً من عمل الشيطان” ولازالت في خانة المضيعات للوقت ولازلت حصة هامشية في مدارسنا سواء بنين أو بنات . هذه مشكلة نعانيها كثيراً في التوجيه الرياضي فكل ما قلنا سيكون العام الذي يليه أفضل من سابقه نجد أنفسنا ندخل دائرة أكثر تضييقاً وأكثر تناسياً وتهمشياً لحصة التربية الرياضية ، فلا مدرسين لها ولا مساحات لممارستها ولا صالات تحتوي هواتها وعشاقها . وهذه المعاناة تتواصل في الوقت الذي يلمس المسؤولون في الوزارة المنافسات العربية في الرياضة المدرسية وآخرها المشاركة الخارجية للمنتخب المدرسي في البطولة العربية المدرسية الخامسة لكرة القدم بتونس وحصول المنتحب المدرسي اليمني على المركز الثاني ، وكذلك ظهور وفاء عبد القادر مشوارها في البطولة العربية للفئات العمرية المقامة في الأردن ، وغيرها من المنجزات التي تتحقق خارجياً لرياضتنا ولكن واقعنا المحلي محبط للرياضيين وللرياضة بشكل عام. البعض يقول هناك ما هو أهم من الرياضة وإضاعة الوقت في ممارستها لأن الطلاب بحاجة لاستكمال مناهجهم الدراسية وبدلاً من اللعب يفضل جعل وقت الرياضة لحصة مادة من المواد ، وتناسى أصحاب هذا الرأي ان مقدرة الطالب على الاستيعاب للمعلومات لا يحتاج لمزيد من الحشو فممارسة النشاط يعمل على تجديد النشاط لدي الطالب فيبدأ في الاستيعاب بشكل أفضل مما كان عليه قبل الممارسة للرياضة ، فالدماغ بحاجة لتجديد النشاط الذي يكون بممارسة أنشطة لاصفية ومنها الرياضة . وحسب دراسة بعنوان “ تقويم التربية الرياضية في المرحلة الإعدادية بالجمهورية اليمنية” للباحث أ /نجيب صالح مصلح جعيم حصل من خلالها على درجة الماجستير من جامعة حلوان بمصر قدم الباحث عدداً من التوصيات والمقترحات التي يمكن الاستفادة منها في معالجة المشكلات التي تخص التربية الرياضية في الجمهورية اليمنية ،ومنها : وضع منهاج للتربية الرياضية مبني على أسس علمية ومناسب للإمكانات المتاحة في المدارس. اشتراك كل من المدرس والموجه والخبراء في التربية الرياضية في وضع المنهاج. وضع حصص التربية الرياضية في مكانها المناسب بالجدول الدراسي. توفير مرجع مرشد للمدرسين يتضمن معلومات تفصيلية شاملة حديثة لمنهاج التربية الرياضية. توفير الأدوات والأجهزة الخاصة بالتربية الرياضية حتى يتم تحقيق أهداف المنهاج من خلال دروس التربية الرياضية. زيادة ميزانية التربية الرياضية من قبل وزارة التربية والتعليم وذلك للعمل على رفع كفاءة العملية التعليمية. ضرورة توفير الميزانية المخصصة للتربية الرياضية في المدارس بداية العام الدراسي. ضرورة اعتبار التربية البدنية والرياضية مادة أساسية تدخل في مجموع درجات المواد الدراسية. توضيح مدى أهمية التربية البدنية والرياضية إعلامياً وثقافياً. نريد في النهاية أن نخلص لنقطة مهمة تتركز في أهمية التوافق بين وزارة الشباب والرياضة والتربية والتعليم كون الشباب والرياضة مصدر نجاحها يصنعه نجوم يخرجون من مدارس التعليم، وبالتالي فتوجيه الاهتمام من الوزارتين للرياضة سيعطي دفعة قوية للعمل المشترك لإيجاد قاعدة رياضية مدرسية قوية تنافس ولا تحتك ، ولذلك لابد من الإسراع في تحقيق مخرجات مؤتمر الرياضة الأول الذي شهدته تعز. عمق الهامش : هناك نجوم مارسوا الرياضة في مختلف الألعاب وهم الآن بلا عمل ولا يستفاد منهم في شيء، فلماذا لايتم العمل على جلب أولئك النجوم كل في مجال لعبته التي مارسها ويتم تأهيلهم من جديد لكي يتحولوا إلى معلمين أو مدربين للتربية الرياضية في المدارس بدلاً من بقاء الحال معوجاً وسيئاً بالصورة التي نراها كلنا؟.. سؤال نتمنى أن نجد صداه على أرض الواقع . قبل أيام كنت في مهمة توجيهية لمدرسة باكثير حيث كانت التربية الرياضية في المدرسة تمارس بقوة وفي كل الفعاليات لأن الشهيد عزي عبده مرشد العريقي رحمه الله كان هو الدينمو المحرك لها وهو من كان يقوم بكثير من الجهد في تفعيل الأنشطة الرياضية رغم الواقع المحبط ، فهل يمكن أن نجد نسخاً ل« العزي» في كل مدارس المحافظة ؟. [email protected]