طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    "نوخان شبوة" تُسقط شبكة مخدرات: 60 كيلو حشيش في قبضة الأمن    "طاووس الجنان" و"خادمة صاحب الزمان"...دعوة زفاف لعائلة حوثية تُثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مافيها(صورة)    الحكومة تطالب بتحرك دولي لوقف تجنيد الحوثي للأطفال تحت غطاء المراكز الصيفية    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    الدوري الاوروبي ... ميلان وليفربول يودعان البطولة    الدوري السعودي ... الشباب يكتسح ابها بخماسية    "لا حل إلا بالحسم العسكري"..مقرب من الرئيس الراحل "علي صالح" يحذر من مخيمات الحوثيين الصيفية ويدعو للحسم    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    انفجار مقذوف من مخلفات الحوثي في 3 أطفال في قعطبة    الحوثيون والبحر الأحمر.. خطر جديد على كابلات الأعماق مميز    مصرع وجرح عدد من العناصر الإرهابية على يد القوات الجنوبية بوادي عومران    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    لجنة الطوارئ بمأرب تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    إسقاط طائرة تجسس حوثية في شقرة بمحافظة أبين    تأجيل مباريات الخميس في بطولة كرة السلة لأندية حضرموت    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    عن العلامة اليماني الذي أسس مدرسة الحديث النبوي في الأندلس - قصص رائعة وتفاصيل مدهشة    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    ترحيل آلاف اليمنيين من السعودية    أضرار مادية وخسائر بشرية بسبب الفيضانات شرقي اليمن وإغلاق مدينة بالكامل    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    ليلة للتاريخ من لونين.. وخيبة أمل كبيرة لهالاند    أهلي جدة: قرار رابطة الدوري السعودي تعسفي    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    فضيحة قناة الحدث: تستضيف محافظ حضرموت وتكتب تعريفه "أسامة الشرمي"    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    ثلاث مساوئ حوثية أكدتها عشرية الإنقلاب    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    نيابة استئناف الامانة تتهم 40 من تجار المبيدات والأسمدة بارتكاب جرائم بيئية وتعريض حياة الناس للمخاطر    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اختلف «الأحياء» ودفع «الأموات» الثمن!!
مقبرة القطيع ب «كريتر»..
نشر في الجمهورية يوم 18 - 09 - 2013

مقبرة القطيع ب (كريتر) واحدة من عديد مقابر في بلادي.. تعاني الاهمال، بناء عشوائي يدك أسوارها العتيقة، ومجارٍ طافحة تتقدّم صوب الموتى بلا اكتراث، فيما الشباب المتسكّعون ،مدمنو الحبوب المخدّرة اتخذوها مقراً صامتاً لممارسة طقوسهم الشيطانية، أمام هذا التوغّل الموحش (الجمهورية) كانت هناك، غاصت في تفاصيل لافتة لا يصدّق حدوثها في (عدن) حاضرة اليمن السعيد، وفي المقابل مجلس محلي يسعى جاهداً لإعادة الاعتبار لرفات الموتى، ومواطنون غاضبون، وجهات ضبطية لا تكبح جماحهم..
إهمال
محمد عبد الله السدح (عاقل حارة العيدروس) والذي تحدث معنا عن المشاكل والهموم التي تعاني منها المقبرة قال: أول هذه المشاكل هو الإهمال من قبل المسئولين والجهات المختصة وأكثرها كانت تحدث في أيام القبّار السابق الذي كان يعمل على استغلال القبور من خلال نبشها والعبث فيها وإخراج عظام الموتى، عندما اكتشفنا هذه الجرائم المرتكبة بحق الموتى تم القبض عليه وتم تسليمه إلى الجهات المختصة ولكن مع الأسف تم الإفراج عنه.
وأشار السدح الى أن القبّار الجديد يقوم بعمله على أكمل وجه وبأنه يحترم مهنته كما أنه عمل على ضبط المقبرة من كل الأشخاص الذين ينتهكون حرمتها، وأفاد: إلى الآن لم تحدث إية عملية نبش لأي قبر، فالمشكلة الرئيسية التي نعاني منها إلى الآن هي عدم استكمال بناء سور المقبرة، لأن المقاول يتلاعب ببنائه منذ ستة أشهر، لهذا أصبحت المقبرة تأوي الشباب المدمنين على الحبوب المخدّرة، والذين يتعاطون القات، وأضاف: مكتب الأوقاف والإرشاد بعدن لا يأبه لتلك الجرائم، مطالباً ذات المكتب بتوفير حرّاس لبوابة المقبرة وذلك لحمايتها من السرقة ، وصرف راتب شهري للقبّسار الجديد.
كما أن السلطة المحلية حسب توصيف السدح لا دور لها في الجانب، رغم أنهم تقدموا إليها بطلب تشكيل لجنة للتحقيق مع المقاول ومعرفة أسباب عدم استكمال بناء السور الخاص بالمقبرة، وإلى الآن لم يروا من السلطة المحلية إية ردة فعل إيجابية، واكتفوا بالرد بأن مكتب الأوقاف هو المسئول عن بناء وتقوية السور، وأضاف: ونحن بدورنا نطالب المجلس المحلي بالنزول إلى المقبرة ومشاهدة ما يحدث فيها من انتهاك لحرمة القبور من قبل بعض الناس الذين انتزعت الرحمة من قلوبهم والخوف من الله ونقول لهم: كفاكم عبثاً بحرمة القبور.
مشاهد مخزية
يقول السدح: وبالنسبة لعدد القبور التي تم نبشها لا نستطيع أن نحصيها فهي كثيرة ومن ضمن هذه القبور التي تم نبشها هناك قبر كان يستخدم كمستودع لتخزين مجموعة من القوارير؛ وهذه القوارير تحتوي بداخلها أطفال السقط وأطفالاً غير شرعيين، وكذا أجزاء من جسم الأطفال ويتم بيعها للاستفادة منها حيث بلغ عدد هذه القوارير حوالي (2030) قارورة.
وأضاف: تم تسليم هذه القوارير إلى شرطة كريتر ولكن الشرطة لم تعمل على ضبط ومحاسبة هؤلاء الأشخاص الذين يتلاعبون بهذه القبور، مؤكداً بأن القبّار الجديد استطاع أن يضبط مجموعة وبحوزتهم عظام لجثة شابة، وقد تم القبض عليهم وتسليمهم إلى الشرطة، كما تم ضبط اثنين من الشباب يمارسون عمل الفاحشة بداخل المقبرة وتم تسليمهما إلى الشرطة، ولكن تفاجأنا بإطلاق سراحهما؛ وغيرها من القصص الغريبة قصص تقشعر منها الأبدان، وهذا كله بسبب عدم استكمال بناء السور والبناء العشوائي المنتشر بداخل المقبرة، وما تسبّبه من مشاكل كبيرة منها طفح المجاري على القبور وغيرها من المشاكل، وأثناء تواجدنا في المقبرة مع شيخ الحارة شاهدنا اثنين من الأطفال يقضون حاجتهم (التبول) أمامنا، وبصراحة كان الموقف مخزياً للغاية، كما شاهدنا بقايا القات وأكياس الشمة، والكثير من مخلّفات القمامة.
مجارٍ طافحة
من جهته عبد الله سالم العزيبي (القبّار الجديد)قال: منذ عام وأنا اعمل في هذه المقبرة باعتباري المسئول الأول عنها، لهذا اطلب من مكتب الأوقاف والإرشاد بعدن الإسراع في بناء السور الخاص بها، وكذا إصلاح أبوابها وتوفير حراسة لها كي نستطيع أن نضبط ونمنع كل من تسوّل له نفسه العبث بحرمة الموتى.
ويؤكد العزيبي القبّار أنه من اليوم الأول لاستلامه المقبرة وإلى يومنا هذا لم تحدث إية عملية نبش للقبور، أو إخراج عظام الموتى، أوحدوث أفعال مخلّة بالأخلاق، ولكن المشكلة تكمن في مياه الصرف الصحي (المجاري) التابعة للبناء العشوائي وطفحها الذي وصل إلى القبور القريبة من هذه البيوت.
وفيما يخص أسعار القبورقال العزيبي: إن الأسعار ثابتة سعر القبر الكبير (4000) ريال، والقبر الصغير (2000) ريال، وهناك قبور يتم فيها دفن الميت الفقير بدون مقابل، وعند سؤالنا عن سبب وجود البقع السوداء في جدران المقبرة أجاب: هذا نتيجة إحراق القمامة وبعض الخشب التي يتم جمعها بعد تنظيف المقبرة.
حرام
التقينا الشيخ عبد العزيز سلطان ليحدثنا عن حكم الشرع في التعدي على حرمة المقابر، فأجاب قائلاً: البناء على القبور محرّم وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وللقبر في الشريعة الإسلامية قدر كبير من الحرمة ولا يجوز لأحد التهاون فيها ولا الاعتداء عليها، لقد حرّم النبي صلى الله عليه وسلم الجلوس على القبر تحريماً شديداً فقد جاء في الحديث الشريف : (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر)،وهذه الحرمة تقتضي من المسلمين العناية بالقبر وبالقدر الذي يحفظ للميت حرمته ويصون كرامته ولا يعرّضه للأذى والامتهان.
الاعتداءات كثيرة
الرائد عمار العماري (مدير شرطة كريتر) قال: تم التبليغ عن قضيتين واحدة في عام (2011 ) وتم ضبط شخص وإحالته إلى النيابة وأما الشخص الآخر لازال هارباً وجاء ذلك بناءً على بلاغ مقدّم من قبل مكتب الأوقاف والإرشاد، كما أن هناك بلاغاً آخر في تاريخ 4/7/2004م وتم إحالة القضية إلى النيابة، وأضاف: تحدث الكثير من القضايا ويتم إبلاغنا من قبل المواطنين ومنها (نبش القبور، وإحراق عظام الموتى، ودفن شخص فوق شخص آخر) فتم النزول من قبلنا إلى الموقع الحدث (المقبرة) واتضح فيما بعد إتمام التحقيق بأنه تم إحراق بعض الخشب ولم يكن إحراق عظام الموتى كما جاء في البلاغ.
وأردف: طالبنا مكتب الأوقاف بعمل رسالة رسمية على أساس أن المقبرة لم تعد تتسع لاستقبال العديد من الموتى، ولابد من التوجّه إلى مقبرة (أبوحربة) كما تم ترتيب مجموعة من أفراد الأمن للمقبرة وتم سجن المسؤول عنها في حينه، إلا أن أهالي المنطقة لم يتجاوبوا مع القرار وقاموا بحمل جنازة رمزية هاتفين عليها (لا إله إلا الله العماري عدو الله).
وواصل العماري حديثه وقال: أما فيما يخص القضايا المخلّة بالآداب والأخلاق التي تحدث داخل المقبرة فيتم من قبلنا ترتيب مجموعة من أفراد التحريات وبما أنهم أصبحوا معروفين في المنطقة فبمجرد عملية ترتيبهم لا احد يقوم بدخول المقبرة، صحيح أن واجبنا منع الجريمة قبل وقوعها لكن نحن لا نستطيع أن نتدخّل ما لم يكن هناك بلاغ مقدم، وطالما هناك جهات معنية ومختصة في هذا المجال فمن واجبها التحرك لحل هذه الإشكاليات، وأفاد: كل دائرة أوجهة مسئوولة عن عملها وإذا نحن كجهات أمنية تدخلنا في الموضوع قبل الجهات المعنية نصبح جهة خارجة عن القانون، واذا تم إبلاغنا من قبل المواطنين أوالمسؤولين عن المقبرة بأن هناك مشاكل تحدث بداخلها غير أخلاقية فنحن مستعدون للنزول في أي وقت، علماً أننا سنقوم بالنزول والتفتيش المفاجئ للمقبرة إن شاء الله قريباً، أما بخصوص تراخيص البناء فهذا ليس لنا به أية علاقة به، إلا أذا قدمت إلينا بلاغات، علما بأنه قدّم لنا بلاغ قبل ستة أشهر من المأمور بوجود بناء عشوائي داخل المقبرة في اتجاه الجبل وفعلاً تم ترتيب حراسة مع البلدية وتم النزول إلى الموقع وهدم البناء.
إعاقة متعمّدة
كان لنا لقاء مع الشيخ/ فؤاد أحمد البريهي (مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بعدن) حيث قال: هذه المقبرة ضمن المقابر التي سعينا جاهدين بالاشتراك مع السلطة المحلية بمديرية صيرة الى الاهتمام بها بقدر المستطاع، فكان أول أعمالنا النزول معهم في الأعوام السابقة حيت بدأنا بقطع الأشجار التي كانت مأوى للثعابين والهوام المختلفة المتواجدة في داخل المقبرة، وهذا كان بالتنسيق مع قيادة المحافظة والمجلس المحلي بهدم السور الأول وإعادة بناء السور المتواجد حالياً على الطريق والذي توجد فيه شبوكات حديدية، والغرض منه أن تكون المقبرة مرئية بدلاً من السور القديم الذي كان يحجب رؤية المقبرة، ومن السهل أن تقام بالمقبرة أعمال المخالفة للقانون أو الأخلاق باعتبار أن السور يعمل على حجب الرؤية.
وأضاف البريهي: الهدف من المرحلة الثانية هو بناء السور الذي سيعمل على فصل البيوت العشوائية في أعالي المقبرة من الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية التي ترتبط بالبيوت العشوائية والتي تعتبر السبب الرئيسي للمشاكل التي تعاني منها المقبرة سواءً من خلال رمي القمامة أو تسرّب مياه الصرف الصحي إلى داخل القبور، أو استخدامها كممرات للطريق الموصل لهذه البيوت العشوائية، هي مسألة أخلاقية تتعلق بثقافة الناس بأهمية المقبرة وإنها شيء عظيم يجب أن يعظّم ويحافظ عليها من قبل الجميع وأيضاً يكرّم ويحترم من فيها من موتى لأنه الطريق الذي سيسلك إليه الجميع ، والحل الأمثل لحل هذه المشكلة والانتهاء منها إلى الأبد هو بناء السور الذي تم رصد المبالغ له وهذا بالاتفاق مع السلطة المحلية في المديرية باعتبارها الجهة المسئولة عن تنفيذ المشروع، علماً انه لا توجد إشكالية مالية ولا مشاكل فنية من تنفيذالمشروع وإنما هي مشكلة عملية تتعلق بفرض هيبة الدولة.
وأردف مدير مكتب الأوقاف: هناك بعض الناس يعملون على الإعاقة المتعمدة وذلك باستخدام القوة وغيرها من الأساليب في ظل أن السلطة تحاول أن تراعي هذا الجانب حتى لا يثمر نتائج سيئة، كما يجب أن لا يستمر هذا الوضع على ما هو عليه لأن كل يوم يمر علينا من الصعب أن ننفذ المشروع ،وذلك نتيجة ما يمكن أن يستحدث من أعمال بناء وغيرها والتي بدورها ممكن أن تعيق عملية بناء السور، ونحن نناشد الإخوة في السلطة المحلية وكل الشخصيات الاجتماعية باعتبار أن هذه المقبرة تهم المحافظة بالكامل وليس سكان القطيع لوحدهم، وعليهم أن يساعدونا في عملية استكمال بناء السور وفقاً للمخطط الفني المحدد لها من قبل المهندس باعتبار إن السور يمثّل الحاجز والحامي الفعلي للمقبرة، ومع الظروف الصعبة التي مرّت بها البلاد فمكتب الأوقاف اتخذ قراراً بإغلاق المقبرة بناءً على انتهاء المساحة المخصصة ، ولم تعد تستوعب الموتى باستثناء المساحة الجبلية الأخيرة وهي منطقة صعبة أما دون ذلك فالمقبرة ممتلئة.
تقصير المواطنين
توجّهنا بعد ذلك إلى المجلس المحلي بمديرية صيرة لمعرفة أسباب عدم استكمال بناء سور مقبرة القطيع، والتأكد عما يقال بأن المجلس المحلي هو المسئول عن تنفيذه، في البداية التقينا المهندس/ ضرام عبدالله البسوله (رئيس لجنة التخطيط والتنمية والمالية بمديرية صيرة) حيث قال: يعمل المجلس المحلي والهيئة الإدارية في المديرية وفق برنامج استثماري وقرض مقدم من مجلس الوزراء وكذا من مجلس النواب، فهذا المشروع هو ضمن برنامجها، وان هذا المشروع قد رست عليه المناقصة وعلى المقاول أيضاً وهذا حسب القانون والشروط المنصوصة في قانون السلطة المحلية وقانون المناقصات والمزايدات، والمشروع يرتكز على ثلاثة مسارات من أهمها وقف البناء العشوائي والحفاظ على حرمة الموتى، وكذا وقف العبث الحاصل في المقبرة باعتبارها ممر دخول وخروجاً للمواطنين، ومن أول يوم بدأ المقاول العمل فيها وقعت إشكاليات وصدامات مع المواطنين، وكذا بعض المتنفدين الذين يريدون أخذ مساحات من المقبرة على اعتبار إنها ملكيات خاصة.
وأضاف البسولة: إننا دخلنا في مفاوضات مع المواطنين و بدأ المشروع يشتغل ونفذ بالشكل المطلوب بشرط أن يكون الحديد الخاص بسور المقبرة مكشوفاً حتى يتمكن الناس من رؤية الداخل والخارج منها، كما عمل المجلس المحلي على توفير إنارة لأكثر من ( 56 ) مرات ولكن للأسف يتم استهدافها من قبل بعض الأشخاص الذين يستغلون المقبرة لأغراض غير أخلاقية وغير طبيعية، والمجلس المحلي حاول قدر المستطاع وقف التعدي على حرمة القبور، والأمين العام للمجلس المحلي بالمديرية أمر بإنزال هيئة الخدمات إلى الموقع أكثر من مرة، كما قمنا بإبلاغ الشرطة عن ما يحدث داخل المقبرة من تعدٍ على حرمتها ،وأفاد: بأن هذه القضايا قد تحوّلت إلى النيابة العامة، وعلى ضوء هذه القضايا تدخل مدير عام الأوقاف من اجل وقف هذا العبث في حرمة الموتى، وبالنسبة لمشروع الصرف الصحي فقد تمت مناقشته مع الجهة المختصة بذلك لكي نحد من تسرّب مياه الصرف الصحي إلى المقبرة، والمشروع سيكتمل إن شاء الله بتعاون المواطنين أولاً وكذا الجهات المختصة.
مؤكداً بأن المقاول يستطيع أن ينجز المشروع خلال شهر واحد، قد توقف بناء السور منذ (45) أشهر ولم ينجز منه الا (30%40%) ،وهذا بسبب سرقة بعض معدات البناء من الموقع من قبل المواطنين والذي من المفروض الحفاظ عليها من قبلهم، المجلس المحلي التقى بعقال الحارات وبعض المدرسين ومدراء المدارس وكذا أئمة المساجد وكذا منظمات المجتمع المدني وأيضاً بعض الجمعيات والشخصيات الاجتماعية وتم الاتفاق معهم على أساس يتم انجاز المشاريع وفقاً للفترة الزمنية المحددة لها بدون تدخّل من قبل المواطنين وفي وجود أية ملاحظات عليهم التقدّم إلى المجلس المحلي، ونتوجّه من خلالكم بنداء إلى كافة أبناء منطقة العيدروس ونقول: هدف المجلس المحلي هو خدمة المواطن، وعلى أبناء المنطقة الحفاظ على المنجزات التي تحققت بالمنطقة، والعمل على حماية المقبرة من ما يحدث فيها من عبث.
سرقة مواد البناء من الموقع
ياسر بن حميدة (المقاول والمسئول على بناء السور) تحدّث قائلاً: هذا المشروع قد وضعت له دراسة قبل أربع سنوات، وقد اصطدمنا مع المواطنين، حتى أن المواد التي جلبناها نتفاجأ في اليوم الثاني إنها غير موجودة ويتم سرقتها من قبل البعض، لأنه إذا نفّذ مشروع بناء السور انقطع على سكان البيوت العشوائية الطريق الذي يمرّون به إلى منازلهم، وقد تم إبلاغ الإخوة في المجلس المحلي باعتراضات المواطنين ووافق على طلبهم بالتغيير، وقد قمنا بتنفيذه في الجهة الأمامية للمقبرة رغم هذا مازالت مشكلتنا مع المواطنين حيث أصبحنا لا نعرف ماذا يريدون، والعمل متوقف منذ فترة طويلة لدرجة إننا تقدمنا بأكثر من رسالة للمديرية بأن عليهم تكليف مندوب من قبلهم أو من أعضاء المجلس المحلي بالنزول والجلوس مع المواطنين ويعرف ما هي مطالبهم حتى نتمكن من حل المشكلة، ولم يتمكن احد من النزول والجلوس معهم بسبب البلطجة والمسلّحين، ومن وجهة نظري أن المشروع سيتوقف حتى تحل هذه المشكلة بحضور عقّال الحارات وكذا وجهاء المنطقة ليتعهدوا بإقامة واستكمال المشروع.
لجنة لاستكمال المشروع
وفي الأخير التقينا الأخ/عوض بن عوض مبجر (الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية صيرة) حيث قال: مشروع مقبرة القطيع والذي بلغت تكلفته ه (14,600,000) ريال، له موصفات ودراسات خاصة، وعلى المقاول أن يلتزم بهذه الدراسات ، وهناك جهات مختصة لهذا المشروع، وله مشرف عام وهو من أفضل المهندسين في مكتب الأشغال العامة، دائماً نعاني من تدخل الناس في الأعمال وهذا يعد خطأً كبيراً حيث أصبح المواطن يتدخل في كل شيء؛ هناك بعض من يهمهم انجاز المشروع والبعض الآخر لا يريد ذلك فنحن نعيش اليوم أزمة أخلاق، وبالنسبة للمشروع سيقام ،سيقام، فهو لصالح حرمة الموتى الذي هو أصلاً من أبناء المديرية ولو تكلّم هذا الميت لقال :إلحقونا وارحمونا، ونقول للمواطنين: من الصعب أن نفتح أبواباً داخل المقبرة، فهذا طلب غير مستحب، نحن نريد أن نحمي ونحافظ على المقبرة من العابثين ونحن جادون في إخراج المقبرة من هذه المشاكل والعبث الحاصل فيها.
وأضاف الأمين العام قائلاً: نعاني من انتشار البناء العشوائي وطبعاً الفراغ الذي حصل أثناء الأزمة وكذا غياب دور الأمن الذي كان يلعب دوراً كبيراً في السابق، ولكن للأسف أصبح دوره سلبياً في هذه الأيام ولا يؤدي واجبه حتى بنسبة 5% من الواجب الذي عليه، ولا يستطيع أن يقوم بضبط وهدم البناء العشوائي والوقوف أمام هذه الانتهاكات لحرمة المقابر، كما أن هناك تراخياً من قبل مكتب الأشغال، وكلٌّ يرمي بالمشكلة على الطرف الآخر، وأؤكد: بأن بناء السور سينجز خلال شهر أوشهر ونصف، وسنشكّل لجنة بقيادة الهيئة الإدارية للمديرية ومدير عام مكتب الأشغال وكذا المهندس المسئول على الموقع وأيضاً عقّال الحارات في المنطقة وأعضاء المجلس المحلي، وبعض الأهالي المؤثّرين داخل المنطقة ونتمنى أن نخرج بحل لهذه المشكلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.