لعلي قد لا أبالغ إن قلت بأن الإنجاز الرياضي التاريخي لمنتخبنا المدرسي لكرة القدم الذي تمثل بإحراز مركز الوصافة في البطولة المدرسية العربية التي احتضنتها العاصمة التونسية تونس وانتهت مؤخراً بعد مشاركة فاعلة من أكثر من (12) منتخباً عربياً قد فاق كل التصورات، حيث لم يكن يحلم أكثر المتفائلين رياضياً بان يصل أحمرنا المدرسي الواعد إلى تلك المكانة وأن يخوض المباراة الختامية مع أصحاب الأرض والاستضافة بتلك الصورة المشرفة التي أبهرت الجميع بما فيهم الجمهور التونسي خصوصاً أولئك الذين توقعوا بأن تكون الخسارة كبيرة ومذلة أمام المنتخب الأقوى في البطولة والذي لم يكتف بهدف أو هدفين في مبارياته السابقة. وعموماً مبارك لرياضتنا اليمنية لذلك الإنجاز الرياضي المدرسي غير المسبوق والذي صنع ملامحه منذ المحطات الأولى وحتى الختام المدرب الوطني الطامح والذي لم تكتشف امكاناته الهائلة بمثل ما حدث في تونس. وإزاء ذلكم المنجز الرياضي الكبير قيل بأن وزير التربية ومعه وزير الشباب والرياضة قد احتفيا بذلك الإنجاز بتكريم المنتخب بثلاثة ملايين ريال.. وفي اعتقادي واعتقاد الكثيرين فإن مثل ذلك التكريم وذلك المبلغ لا يليق بحجم الإنجاز ومكانة وزير التربية الدكتور عبدالرزاق الأشول ولا بمكانة الوزير معمر الارياني ووزارته الرياضية، كما أنه لن يسهم البتة في تطوير امكانات المبدعين. الأهلي والجيل اليوم وعلى ملعب المريسي الذي ستتوجه الأبصار حوله من كل مكان يرنو الجميع لمشاهدة سمفونية كروية مرتقبه يتأهب لعزفها نجوم أهلي تعز وشباب الجيل في كرة القدم لتحديد الفريق الفائز ببطولة دوري الدرجة الثانية بعد تأهل الفريقين إلى دوري الدرجة الممتازة، ولأن الأهلي والجيل يمثلان عبق وأريج الرياضة اليمنية وكرة القدم التي أنجبت من خلاليهما أبرز وألمع نجوم كرة القدم اليمنية حتى قبل أن يحرزا أهم البطولات في سبعينيات القرن المنصرم حينما أحرز الجيل بطولة الدوري الشامل عام 78م ومن ثم إحراز أهلي تعز لبطولة العام 86م. إذاً مواجهة اليوم سوف لا تخلو من أجمل وأمتع اللمحات الكروية التي ستعود بنا إلى ذلك الزمن الجميل للجهمي وبن سلطان من الجيل والقاضي والعسولي من الأهلي، وبرغم أن هنالك من يقول بأن الظروف المادية وربما النفسية لكلا الفريقين قد لا تساعدهما على تحقيق القدر الكافي من الإمتاع والإقناع إلا أني على ثقة كبيرة بأن اللقاء سيكون بمستوى العراقة والتاريخ والقاعدة الجماهيرية الكبيرة لكلا الناديين، ولا أعتقد بأن الأزرق والأحمر سيتخليان عن حالة العزف الكروي الذي أمتع الكثير من العشاق وجذبهم على مدى خمسة عقود متتالية.. مع أطيب الأمنيات لهما بتحقيق أفضل النتائج والمراكز في دورينا القادم. عبدالله الهرر عبدالله الهرر هو أحد القامات الرياضية السامقة في جمهوريتنا اليمنية، فهو وزير الدفاع الكروي الأوحد في رياضة كرة القدم منذ إطلالته الأولى مطلع السبعينيات في نادي الوحدة الرياضي الثقافي بعدن ومن ثم المنتخب الوطني لكرة القدم والذي كان أهم أعمدته الأساسية في جنوب الوطن حينما حظي بشرف تمثيله كأصغر وألمع مدافع في ملاعبنا المستطيلة.. عبدالله الهرر قدم لرياضة كرة القدم جل الجهد والعرق وأرقى وأميز العطاءات ضمن كوكبة رائعة لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الرياضة اليمنية ووجدان الجماهير الرياضية التي طالما أطربها العزف الكروي البديع.. عبدالله الهرر هذا النجم الكبير في سماوات الرياضة اليمنية يرقد حالياً في فراش المرض كما هو حال الكثير من المبدعين دون أن يلتفت إليه أحد، ابتداءً من وزير الشباب والرياضة مروراً باتحاد الكرة وصولاً إلى المجلس المحلي ومكتب الشباب وفرع اتحاد الكرة بمحافظة عدن.. فهل آن الأوان لأن ينظر لذلك العملاق بعيون حانية ومنصفة تعيد إلى نفسه وإلى محبيه الأمل بأن عطاءاته لن تذهب هدراً وبأنه لن يترك وحيداً يصارع آلام المرض وأوجاعه..؟ نأمل ذلك وفي أقرب وقت ممكن إن شاء الله مع أطيب الدعوات المخلصة للهرر العملاق بالصحة والسلامة.