النهضة, هي روح تسري في مجتمع ما, أو تبعث أمة من العدم, من الموات, السبات, روح تجعل أفراد الأمة ينصهرون معاً, ويتوقون لتحقيق أهداف ومُثل وقيم هي أعلى بكثير من مجرد ارتفاع الدخل ومستوى الرفاهية، إنها المُثل التي تجد فيها الأمة كينونتها وماتتصوّر أنه الهدف من وجودها. “دوماً نعتقد أن الكبائر هي بالضرورة فعل فاحش، بينما هي أحياناً (لا فعل) على الإطلاق..ربما أكبر الكبائر (أكبر حتى من الزنى!) ألا تفعل شيئاً على الإطلاق في حياتك، أن تأتي إلى هذهِ الأرض وتمضي دونَ أثر إيجابي واحد يدل على أنك مررتَ من هنا، دونَ أن تجعل العالم أفضل مما كان يومَ جئتَ إليه..أو على الأقل حاولتَ ذلك.. شيء كهذا لا يمكن مسحه بمجرد أداء الصلاة، لأنه لا يندرج ضمن صغائر الذنوب.عندما تكون الصلاة فعلاً، إنها تساعدك على النضوج، على التحول، على إنجاز ما خلقت من أجله، على “حرق” المراحل باتجاه الاستواء.. إنها تأخذك إلى حيث التدرّج بالخلق وصولاً إلى ما خلقت من أجله..إنها في جوهرها عملية تغيير الذات، الصلاة بهذا المعنى هي عملية تغيير تشبه الاحتراق في شدتها” “الدعاء، في جوهره، هو أكبر وأعمق من مجرد أن يكون عندك طلبٌ ما، منه عز وجل. الدعاء في جوهره، هو أن عندك قضية.. لديك دعوة ما ، لديك هدف. لديك ما يملأ عليك حياتك لدرجة أنك تطلب منه عز وجل أن يعينك فيها،وهي ليست أية قضية.. إنها ليست قضية فحسب. بل هي قضية خير حصراً. إنها الانحياز إلى جانب محدد في الصراع الدائر في هذا العالم.. بل إن الأمر حتى أكبر من ذلك. أن تكون أنت حامل هذه الدعوة، حامل هذه القضية، أنت المنادي بها. وهي قضية خير دايم، لا انفكاك عن الخير فيها. تعبهر عنها من خلال “الصلاة”. لعله من نافلة القول هنا: إن إقامة الصلاة، بهذا المعنى، ستعني إقامة الخير، إنجازه وتحقيقه على هذه الأرض. والإقامة هنا، تعني تحقيق تلك الدعوة، تحويلها من “دعاء” إلى «واقع.» “إقامة الصلاة، بهذا المعنى، هي إقامة دورة تدريبية تستغرق عمرك بأكمله، منذ أن تبلغ سن الحلم.. إنها دورة تدريبية تلتزم بحضورها خمس مرات كل يوم. تقصيرك في الحضور سيؤثر حتماً في أدائك خارجها.. حضورك فقط لمجرد الحضور، ليُشطب اسمك من سجلات الغائبين، سيؤثر أيضاً في أدائك خارجها.. حضورك دونما تركيز، دونما اهتمام لقيمة التدريب، أو لأهميته فيما تفعله بعدها، سيؤثر حتماً في أدائك، وعلى دورك”. “الخشوع في حقيقته تغير عبر الصلاة، تغير داخلي عميق، يكون أحيانًا مؤلمًا لدرجة البكاء، ويكون أحيانًا أعمق وأكثر إيلامًاً مثل مخاض لا تجدي معه الدموع ولا الصراخ». “عندما يصير الإحباط مزمناً، فإنه يقوي نزعة “لا جدوى من فعل أي شيء” ونزعة “لا تفكر لها مدبّر”. وهما نزعتان تتقويان أصلاً بقوة السلب وسهولة اللا فعل.. مقارنة بصعوبة الفعل والمجازفات المتضمنة فيه. «كنت ومازلت دوماً أجد أنه من المؤلم أن الناس لا يصلون. خصوصاً عندما كنت أجدهم أشخاصاً طيبين.. أشخاصاً ذوي معدن أصيل..يتصرفون بنبل وشهامة, ومع ذلك لا يصلّون..”.