عروض يومية، وجمهور وفير، لكن الأعمال الركيكة ما زالت مشكلة تعيش خشبة المركز الثقافي بصنعاء هذه الأيام أزهى أيامها، كون العروض المسرحية اليومية تستمر احتفاءً باليوم العالمي للمسرح، في ظل توافد وفير للجمهور المتعطش للمسرح، الذي يغيب طيلة العام ويظهر هذه الأيام، في ظل استمرارية لبعض العروض الركيكة التي لا تعبر عن فكرة ولا تحمل نصاً في جعبتها.. «فنون» كان متواجداً طيلة الأيام الماضية، ورصد الحالة هناك، وخرج بهذه الحصيلة:! افتتاح جميل، غاب عنه التنظيم! كانت البداية مع الدكتور محمد أبو بكر المفلحي- وزير الثقافة، الذي افتتح السبت الماضي والذي صادف ال27من مارس، افتتح فعاليات احتفائية اليوم العالمي للمسرح، وقدمت الفرقة الوطنية بصنعاء لوحة فنية جميلة، مع الفنانين المسرحيين الذي يشاركون في هذه الاحتفائية، بيد أن اللوحة نقصها قليل من التنظيم والترتيب- الذي كان غائباً للأسف- وهو ما تحدث عنه الجمهور بعد انتهاء العرض. وفي الافتتاح شدد الدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة على أهمية المسرح ودوره الحيوي والفاعل في تعزيز القيم الإنسانية العالية باعتباره احد الفنون العالمية الراقية التي تسلط الأضواء على مواطن القوة ومكامن الضعف ومكنونات النفس البشرية، موضحاً دور المسرحيين بكل أطيافهم من كتاب ومخرجين وممثلين وفنيين ومسؤولياتهم تجاه العمل المسرحي، ورسالته الإنسانية النبيلة، وتقديمها بأعلى درجات التميز والإبداع. من جهتها اعتبرت الفنانة الفلسطينية إيمان عون والتي ألقت كلمة المسرح العربي اعتبرت أن المسرح مطلب ملح لحماية مجتمعاتنا ونقلها إلى مستوى مختلف من التفاعل وردود الأفعال الواعية التي تساعد على صنع التغيير ، موضحةً انتقال التجارب المسرحية الواعية والمتميزة داخل الوطن العربي والتي ساعدت على النهوض بالحركة المسرحية العربية . وسردت ابرز أشكال العمل المسرحي في العالم العربي ومقوماته وضرورة إعادة الثقة بالمسرح وتطوير العمل المسرحي وإعادة تأهيله وفق رؤية جديدة تكفل ضمان استمراريته والاهتمام بالعاملين فيه لما من شأنه الارتقاء بهذا الفن الذي يعد مرآة الشعوب والمجتمعات. أولى الأعمال..البطل س! بعد ذلك تم افتتاح أولى العروض المسرحية في هذه الاحتفائية السنوية، بعرض مسرحية “البطل س” والتي فازت بجائرة رئيس الجمهورية للشباب في مجال المسرح للمخرج خالد الكريزي، وقدمتها فرقة المسرح الوطني بمحافظة اب، وهذه المسرحية كانت قد عرضت في العام 2006م، وهو ما استغربه البعض عرضها في حفل الافتتاح لهذه المناسبة الكبيرة، واعتبروه دلاله- من وجهة نظرهم- على أن إدارة المسرح في بلادنا لا تمتلك شيئاً جديداً تعرضه في مثل هكذا مناسبة، بدليل عرضها لمسرحية قديمة جداً في افتتاح هكذا يوم. عموماً المسرحية تناولت السلام من المحلية إلى العالمية، وسلطت الضوء على حقيقة أن الأساطير والأشباح دائماً ما تصنع أبطالاً وهميين وان البطل الحقيقي والأخير هو الشعب. إيمان عون وتجربة جديدة ! في ثاني أيام هذه الاحتفائية كان موعد الجمهور مع فرقة محافظة الحديدة، بالتعاون مع فرقة عشتار الفلسطينية، بقيادة الفنانة الفلسطينية إيمان عون، والتي قدمت تجربة جديدة للمسرح اليمني، بعرضها للمسرح التحريضي، أو كما أسمته مسرح ال” ممبر” حيث عرضت مسرحية “ يا معانا يا...” وهذا المسرح يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي للفنان البرازيلي”بول جويل” وان لم تشر عون إلى هذا الشيء بالمرة، ما أزعج عدداً من النقاد الذي كانوا متواجدين هناك. تجربة المسرح التحريضي تقوم على أساس أن المسرح يقوم بتقديم مشكلة حقيقة يعاني منها المجتمع، وبعدها يتوقف الممثلون ويطرحون إيجاد الحل لهذه المشكلة للجمهور، وتعتمد على أن الجمهور مشارك أساسي على خشبة المسرح، ويقوم بتأدية الدور الذي يرى أن فيه الحل لهذه المشكلة- من وجهة نظره الشخصية- هذه التجربة التي قدمت لأول مرة على خشبة المسرح اليمني سعد بها الجمهور اليمني، حتى أن إدارة المسرح قررت إعادة العرض في اليوم التالي، وهو ما حدث بالفعل. مسرحية الحرمان وغياب الرؤية! بعد ذلك قدمت فرقة مسرح الشباب بصنعاء، المسرحية الكوميدية” الحرمان” من تأليف وإخراج يحيى إبراهيم، وعرضت حالة الشباب الذي يطوقه التطرف من جهة، والعولمة والمفاسد من جهة أخرى، وكيف أن الجماعات الإرهابية تحاول استقطاب الشباب بحجة أنهم سينالون الجنة مقابل فعلهم هذا، وتعرض حالة من عدم اهتمام الأب بأبنائه، وعدم متابعتهم لما يقومون به، ما أدى إلى أن الأبناء ضاعوا في غيبات هذا العالم المليء بالكثير من المفاسد، والمفسدين. المسرحية تقدم رسالة مهمة للغاية، لكن الرؤية في طرح هذه الرسالة، وحسب نقاد مسرحيين قالوا إنها غابت، ما أدى إلى تشتت النص وفي السياق العام للفكرة، وجعلت الفنانين يشتتون فكرهم بأشياء لا داعي لها، ومن ضمنها خروج المسرحية من كونها مسرحية جادة تقدم رسالة إلى مسرحية كوميدية، كل ما يهمها هو إضحاك الجمهور وحسب، دون التفكير بسبب لهذا الضحك غير المبرر، وهو ما لاحظه الجمهور من خلال مشهد المولود الذي ولد وهو يتحدث، ويريد أن يتزوج، وأعده نقاد خروجاً عن الإطار العام للمسرحية. الولاء الوطني للفن الحديث بعدن وفي ثالث أيام العروض المسرحية قدمت فرقة الفن الحديث بعدن مسرحية” الولاء الوطني” من إخراج الشاب احمد علي يافعي، وللأمانة كان الشباب غاية في الروعة من ناحية الأداء، وإيصال الفكرة السلسة التي تحلى بها النص، وتدور أحداث المسرحية حول كيفية تعزيز الولاء الوطني لدى الشباب، وكيف أن الفقر يمكن أن يجعل الشباب الفارغ يقوم بأعمال تتنافى مع القيم والتقاليد، وتجعله عرضةً للجماعات الإرهابية التي تستقطبه وتودي به في غيبات الموت، بيد أن ما يؤاخذ عليه المخرج وجود قطع في كثير من مشاهد المسرحية غير مبررة- حد تعبير النقاد وأحدثت تشوشاً للمتفرج. بيد أن الانطباع الإجمالي لدى الجمهور كان قد أشاد بالفرقة، وبالمسرحية. مسرحية الفيزة من حجة فيما عرضت في رابع أيام العروض المسرحية، والتي تحتفي باليوم العالمي للمسرح، عرضت مسرحية” الفيزة” لفرقة المسرح الوطني بمحافظة حجة، من تأليف وإخراج صالح طواف، وتدور أحداثها حول الجري وراء الفيزة، وحب السفر إلى الخارج من اجل تحسين الظروف المعيشية للمواطن. مسرحية عبكور مساء اليوم هذا وتستمر العروض اليومية في هذه الأيام المباركة للمسرح والمسرحيين في بلادنا، حيث من المقرر أن تعرض مساء اليوم على خشبة المركز الثقافي بصنعاء، مسرحية “ عكبور” للأطفال، من تأليف القاص منير طلال، وإخراج المخرج مبخوت النويرة.