ماذا يريد الحوثي؟    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    الوزير الزعوري يتفقد سير العمل بمشروع إعادة تأهيل شوارع ومداخل مستشفى المعاقين ومركز العلاج الطبيعي عدن    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    قيادات الدولة تُعزي رئيس برلمانية الإصلاح النائب عبدالرزاق الهجري في وفاة والده    تعز.. وقفة احتجاجية لأمهات المختطفين للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن من سجون المليشيا    - البرلماني حاشد يتحدث عن قطع جوازه في نصف ساعة وحرارة استقبال النائب العزي وسيارة الوزير هشام    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    ريبون حريضة يوقع بالمتصدر ويحقق فوز معنوي في كاس حضرموت    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    وكيل قطاع الرياضة يشهد مهرجان عدن الأول للغوص الحر بعدن    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    من هو اليمني؟    خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اختطاف الحقيقة.. هل سيشكِّل تحدّياً للصحفيين اليمنيين والأجانب..؟
نشر في الجمهورية يوم 24 - 09 - 2013

من خلف خوفها المسبق من سيارات التاكسي اختطفت ..لم يكن لديها سوى زوجها وقلمها وحقيبتها التي ربما لن تكفي لأسابيع عدة ..لكنها اختطفت .. لم يكن همّ خاطفيها الأموال التي بحوزتها أو المجوهرات التي ترتديها –هذا إن وُجدت- ثمة شيء آخر كان يبحث عنه الخاطفون ..لم يجدونه في صحفياتنا ،إنه هوس الابتزاز، مقايضة الحقيقة بالدولار .. جوديث ، الصحفية الهولندية التي أحبّت اليمن أرضاً وإنساناً، منذ عشر سنوات وهي تنشر حبّها في الصحف والإذاعات الأجنبية , هي الآن مختطفة من قبل أشخاص لا يعرفون للوطن طريقاً سوى طريق المال ،لم يدركوا إنهم بفعلتهم هذه يخنقون آخر كناري غربي كان يغنّى ويشدو بحبّ اليمن .
في الوقت الذي غادر فيه جميع الصحفيين والعاملين الأجانب من البلد بحجة أن الوضع أصبح أكثر خطورة ،بقيت هي لتثبت للجميع أن اليمن بلد مسالم وأبناءه بسطاء ،«لا شيء يستدعي القلق» هكذا قالت ،غير مدركة ما خبّأه لها القدر.
عُرف لا يعمل
العُرف القبلي السائد على القانون في البلد والذي يطبّق في أغلب النزاعات والمشاكل الكبرى يعجز هذه المرة أمام تحرير حرية شخص لا يملك من أمره شيئاً سوى قلمه الذي جعله يجوب البحار والقارات نقلاً لحقيقة هو يراها مقدّسة وتستحق العناء لكنه لم يدرك أن آخرين يعتبرونها مغنماً.
في الآونة الأخيرة كثرت المشاكل حول ادعاء بحقوق لم تُصرف بعد ..لكن البعض لم يجدوا وسيلة مثلى للضغط فلجأوا إلى تخريب المصالح العامة والاعتداء عليها مثل ماحدث في مارب من الاعتداء على خطوط الطاقة الكهربائية ومحطاتها ،ومثل ما يحدث في ذمار والضالع من قطع للطرقات..اليوم يُختطف الصحفيون كرهائن للمقايضة على حياتهم بالمال ..فعلى من تعود المشكلة ،على الصحفي الذي دخل البلد في ظل ظروف مضطربة أم على الخاطفين، أم علينا نحن اليمنيين ككل كما سيقول أصحاب المنطق السليم؟.
تحدٍ كبير
في بلدان العالم الثالث الذي تقوم اقتصادياته على الاستثمار والسياحة تشكّل عملية الاختطاف عائقاً كبيراً أمام حركة النمو والتطور للبلد .. المستثمر..السائح .. لايطلب منا سوى الأمن ..،ليأتي وينفق أمواله في بلدك .. ثمة أشياء يبحثون عنها ..،الترفيه ،المتعة ،الاكتشاف ،المغامرة، والحقيقة كما كان همّ الصحفية الهولندية جوديث ،لكن آخرين يرون أن هؤلاء يسعون الى دراسة المجتمع لغزوه كما تقول الجهات التي تنفذ هذه العمليات.
المجتمع اليمني بطبيعته مجتمع متدين وتشكل الأمية ما يعادل 70% من نسبة سكانه لذلك تجد مثل هذه الدعوات قبولاً عند البعض ،خاصة في ظل الحروب التي تقودها أمريكا وحلفاؤها على أفغانستان والعراق ومن قبلها على القضية المحورية «فلسطين » .. فنجد هذه الجماعات تستغل مثل هذه الظروف..تعالوا نرى ما قاله المختصون :
جرائم بشعة
قال رئيس مركز التأهيل وحماية الحريات الصحفية، محمد صادق العديني : جرائم الاختطافات ،التي تعتبر بشكل عام من أكثر الجرائم بشاعة وخطورة ،تهدّد حياة السلم العام للمواطن وللصحفي لكنها اكثر خطورة بالنسبة للأخير لأنها تؤثر على أسرته وعلى عائلته وأطفاله وعلى وضعه الأسري بشكل عام.
وأضاف: المتورطون بارتكاب جرائم استهداف الصحفيين ،جهات عديدة معروفة وليست مجهولة ،واعتقد أنها ترتكب جرائمها في وضح النهار ،كما يحدث لكثير من المواطنين.
وتابع : رسالة الاختطاف قوية جداً حينما توجّه الى الصحفي وعائلته، يعود الصحفي في حالة تم الإفراج عنه من حالة الاختطاف ، خاصة وأنه لا يجد أجهزة الأمن تقوم بمهامها في حمايته والبحث عنه ،يعود إلى عائلته فيتعرّض لضغط كبيرجداً من عائلته فيتوقف عن ممارسة مهامه خوفاً على حياته وحياة أسرته.. وعن كون الظاهرة فردية أو مجتمعية قال : لا أدري ماذا أقول؟.. هل هي خصوصية يمنية أصبحت ظاهرة فردية على ظاهرة مجتمعية على جماعات؟.
تقاعس
واستطرد العديني ليقول: « أتحدِ الآن وأنا اشعر بمرارة على زميلتنا الإعلامية والصحفية الهولندية وزوجها خصوصاً إننا لا نعلم إلى الآن أين هم؟ » بمرارة قالها.
من وسائل الإنتاج
الحقوقي والمسئول الإعلامي في المرصد اليمني لحقوق الإنسان وضاح الجليل قال: إن الاختطافات في المجتمع اليمني وسيلة من وسائل الإنتاج تدر أموالاً على الخاطفين يتم الاختطاف مقابل الحصول على فدية ،بعد ذلك يتم إطلاق سراح المختطف ،وأضاف :« هناك أسباب ودوافع أخرى للاختطاف أيضاً كالتهديد ،إيذاء المختطفين ،منعهم من ممارسة أعمالهم أومزاولة مهنهم التي تكشف الفساد و تضر بمصالح بعض القوى النافذة, وتابع :حتى الآن لا يوجد توصيف محدّد للمشكلة بواقعها ،لكن غالباً ما تقوم بها جهات قبلية تبحث على الحصول عن أموال طائلة وأيضاً قوى نافذة في البلد.
الاختطاف.. كثقافة
وعن كون الظاهرة فردية أو مجتمعية قال « لا نستطيع أن نصفها على أنها ظاهرة مجتمعية ولا أيضاً نقول: إنها ظاهرة فردية ،كظاهرة مجتمعية هي موجود لكن هذا لا يعني أن المجتمع بكامله يؤيد الاختطاف ويقف معه ،بالعكس هناك رأي شعبي سائد ضد الاختطاف يجرّمه ويعتبره عيباً اجتماعياً كبيراً وجريمة ،لكن هناك أيضاً قوى تستفيد من هذا الاختطاف وتعمل على تكريسه كثقافة، كواقع لممارسة أنشطتها وفسادها ،وأيضاً منع الآخرين من القيام بمهامهم والمناهضة لهذه الممارسات والانتهاكات.. وعن عمل المرصد اليمني لحقوق الإنسان تجاه قضية الاختطاف قال « نحن عملنا خلال السنوات السابقة على إصدار تقارير سنوية حول انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وكانت قضية الاختطاف واردة في هذه التقارير، أيضاً أصدرنا دراسة حول الدور السياسي للقبيلة وما تقوم به القبيلة من ممارسات سياسية ،اعتقد أنه كان هناك تطرّق لهذه القضية ،قمنا أيضاً بحملة للمطالبة بالإفراج عن الصحفية الهولندية جوديث وزوجها ،الحملة تضمنت مناشدة للمجتمع للوقوف ضد الاختطاف وتجريمه والعمل على مناهضته.
تخوُّف على حرية التعبير
الباحثة المتخصصة في اليمن والكويت، قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش بلقيس واللي قالت في تصريح خاص للجمهورية : عندنا تخوّف على حرية التعبير.. ونحن في منظمة هيومن رايتس ووتش نشتغل على الانتهاكات التي تمارس ضد الصحفيين اليمنيين بشكل عام ، وأضافت :اذا ما في انتهاك ضد الصحفيين اليمنيين راح تكون مساحة الحرية أكثر.
مشكلة كبيرة
وعما عملته منظمة هيومن رايتس ووتش تجاه قضية الصحفية الهولندية جوديث قالت « نحن لم نشتغل على هذا الموضوع ،أكيد هذه مشكلة كبيرة وان شاء الله أنها تتحرّر قريباً ،ولكن هذا المهام تقع على عاتق الحكومة اليمنية والحكومة الهولندية ».
وقالت واللي: إن وزير الإعلام اليمني علي العمراني قال لها في احد اللقاءات بينهما « إن الانفتاح الجديد للإعلام خلق وضعاً فوضوياً وزاد الأمور سوءاً..، وأشار الوزير إلى ان الجماعات الإرهابية أو القبلية تستخدم الصحفيين في تنظيم عمل دعائي حول حملات شعبية بغرض التحريض » ،« إذا لم يتم وضع حد لهذه الانتهاكات فإن المناخ الجديد حول حرية الصحافة سوف يتم خنقه ».. قالت واللي.
وكانت واللي قد عقدت مؤتمراً صحفياً صباح الخميس 19 سبتمبر بصنعاء ناقشت فيه التقرير الذي أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش حول الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون اليمنيون في عهد الحكومة الجديدة.
جهات سياسية
رئيس منظمة حرية للحريات الصحفية، خالد الحمادي قال: إن قضية الاختطاف في اليمن تقف خلفها جهات سياسية بحتة.
وأضاف: « أنا ضد الفدية حتى ولو كان هذا الأمر سيعرّض الصحفي المختطف للمشاكل وسيطيل من فترة اختطافه لكن هذا سيثمرجهوداً حقيقية ضد الخاطفين ومشاريعهم المستقبلية..ولاخوف على حياتهما لأن جميع حالات الاختطافات التي حدثت من قبل لم تتعرّض لأية حالة قتل من قبل الخاطفين، لأن هذا ليس في مصلحتهم وليس من شأنهم.
وأكد الحمادي أن :« ضعف الدولة وعجزها في الوقت الحالي عزّز من قوة القبائل والجماعات المسلحة، وأعطى فرصة أكبر للجماعات المسلحة للقيام بمثل هذه العمليات.
وعن جهود منظمته قال : « في 2012 وثّقت المنظمة 260 واقعة منفصلة ضد تحركات الصحفيين ووسائل الإعلام ،ما بين التهديد والتضييق والشروع بالقتل ، وتعرّض حوالي 19صحفياً للملاحقة بسبب كتاباتهم، ولاحقت البعض بتهمة التشهير الجنائي التي قد تؤدي إلى أحكام بالسجن ..وسجلت المنظمة 144حالة اعتداء وأفعالاً عدوانية أخرى في النصف الأول من العام 2013 بحق صحفيين وصحف وغير ذلك من المنافذ الإعلامية.
ظاهرة.. المستفيد منها الوسيط
الدكتور فؤاد الصلاحي – أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء – قال: إن كثيراً من رموز النظام السابق وحتى الآن كانوا ينكرون أن الاختطاف ظاهرة ،ويعتبرون أنها أعمال فردية وهذا غير صحيح ،بعد 1994م وحتى اليوم هناك اكثر من ألف حالة اختطاف يمني وأجنبي ،إذن نحن إزاء ظاهرة منتشرة بقوة وتتم في أمانة العاصمة وفي مختلف المحافظات مارب وشبوة وصعدة وحجة وغيرها ضد أجانب وضد يمنيين في نفس الوقت وضد مدراء مؤسسات.
وأضاف : هناك ضعف وعجز حقيقي في الحكومة لا حدود له ،وهناك فراغ امني بكل معنى الكلمة، أضف على الاختطاف انه اصبح هناك اختطاف على الطرق الرئيسية ولأول مرة خلال أربعين سنة هناك متقطعون على طريق صنعاء- تعز التي كانت الآمنة بين الطرق ،الآن صنعاء، تعز ،صنعاء، ذمار ،صنعاء، إب ،ومن إب إلى تعز هذه المسافة الصغيرة كلها متقطعون ..هذه الطرق لم تكن تعرف ظاهرة الاختطاف من قبل.. هناك قوى لها مصلحة في تعميم العنف والخوف داخل البلد.
وعن دور القبيلة من الاختطاف قال: القبيلة لها دور سلبي دائما ،ليس هناك دور إيجابي للقبيلة مطلقاً ،المفروض الدولة التي يجب أن يكون لها الدور، هذا منطق معكوس ،الناس يطالبون بحضور الدولة وحضور الحكومة ،لأن القبائل مؤسسات ما قبل الدولة ،والصراعات اليومية الثأرية المستمرة تؤدي إلى استمرار الثأر هذا كلام غير منطقي.
وأضاف: قضية اختطاف الأجانب الذي زادها وهجاً ،إنها تعالج عبرالمال ومادامت السفارة تدفع فلوساً فإن الآخرين ينتظرون ثلاثة اشهر أو أربعة اشهر ويفعلون حادثة اختطاف وبالتالي كسبوا المال .،المستفيد هنا الوسيط ..الوسطاء الذين يتدخلون بين الخاطف والسفارة أو الدولة هم المستفيدون ،ابحث عنهم، ابحث عن أسمائهم ،ستكتشف أن الاختطاف اصبح ظاهرة مربحة جداً.
الصحفي.. ضحية
الصحفي ضحية للوضع العام في البلد ،وهو عرضة للانتهاك لحقوقه في الرأي وفي الحاجيات المادية وأخيراً ،وصل إلى أن تُصادر حريته بشكل مباشر حتى جسدياً مثلما حدث في 2011 أو ما بعدها.. قال جابر الغزير ،وأضاف ،«ما حدث للصحفية الهولندية هو أمني ، حيثيات الاختطاف أو العملية توحي بشكل قاطع إنها اختطفت من مكان راقٍ في حدهة وهناك أكثر من حاجز امني وأن جهات تقف وراء العملية أوسهّلت العملية ، وسواء كان المختطفون من جهات قبلية أو من القاعدة، فالأجهزة الأمنية مخترَقة من قبل هذه القوى بشكل واضح.
وتابع-عضو لجنة المطالبة بإطلاق سراح الصحفية الهولندية المختطفة - « إن عملية الاختطاف تخدم الأطراف السياسية التي ترى أن القضية تخدمها ،مثل النظام السابق الذي يريد أن يشوّه وجه النظام الحالي ويظهر على أن إدارته كانت في المرحلة السابقة ذات كفاءة وانه يضبط الوضع ، بينما كان الوضع لا يختلف عن هذا الوضع تماماً.. أيضاُ يخدم جهات لها عداء واضح مع الحكومة مثل، تنظيم القاعدة ،أيضاً الحوثيين الذين يرون أن التوافق السياسي الحاصل لا يخدم قضيتهم ولا يخدم وضعهم السياسي في البلد ..لكن المسؤولية المباشرة تقع على عاتق الأجهزة الأمنية مع تقديرنا للوضع الأمني الهش.
وعما اذا كانت عملية الاختطاف سلوك فردي أو ظاهرة قال :أنا أؤمن انه سلوك فردي ولا يمكن للعادات الأصيلة أن تقدم على هذه العملية ،حتى بشكل تاريخي لا يمكن للقبيلة أن تقوم بمثل هذه الأمور إلا اذا كان هناك عداء بينهم أو بعض الإشكاليات لكن انهم يختطفوا بعض الأجانب نادراً ما يحصل لابتزاز الحكومة أو لإخراج مساجين أو للمطالبة بمشاريع خدمية ..لكن الفعل بحد ذاته فعل همجي لا يمكن أن يقبل به حتى القبائل وحتى اذا ذهبت لشيخ قبيلة ما سيدين العملية بشكل واضح ،لأنه في عادة معترفة عندهم أن الضيف لايمكن أن يُعتدى عليه بهذه الطريقة الهمجية ،لكن قد تحصل نتيجة التباسات سياسية عند بعض القبائل ..أوتوجهات سياسية.
وعن سؤالنا عن الوسائل اللازمة لحماية الصحفيين في الوضع الراهن قال : لا أعتقد أن الصحفي يحتاج لحماية لكن عليه أن يناضل مثلما يفعل الكثير من الذين حاولوا أن يفعلوا شيئاً للبلد هذا أو يغيروا صورة من صور التخلف المتراكم ،والسلوك القبلي البدائي داخل البلد هذا ،الصحفي عليه أن يقاوم وأن يناضل بشكل لا يخضع لأية جهة أو للشفقة ،إنما على الصحفي أن يتضامن مع زميله في حالة حدث له اعتداء كما حدث مع الصحفي عبد الإله شائع، مما أدى إلى خروجه وان كان دور الصحفيين ضئيل أو متكاسل بشكل كبير في مثل هذه القضايا.
وعن رفع القضية إلى مؤتمر الحوار الوطني قال « نحن تكلمنا مع أروى عثمان، مسئولة الحقوق والحريات في المؤتمر ،فقالت: انهم وضعوا مادة لتجريم الاختطاف لكن في النهاية ستظل حبراً على ورق .. ومازالت الأجهزة الأمنية لا تقوم بدور ،وما دام الوضع الأمني سيظل على هذه الشاكلة مش قادر تركن على أي تشريع أو قانون أو غيره.
وعن عمل اللجنة التي كونتها نقابة الصحفيين قال:« اللجنة متخاذلة بشكل فاضح وانا أتكلم هنا برأي شخصي نحن شكّلنا لجنة من نقابة الصحفيين لكن لا يوجد تجاوب ، لم نلق دعماً حتى الآن ،الدعم هو الذي يعيقنا لنقوم بتحويل القضية إلى رأي عام تضامن معنا مراد سبيع كفنان محترم نشكره على دوره في وضع لوحات رسومية على جدران وصلت إلى مستوى لا بأس به عند الناس ،إنما نقابة الصحفيين معروفة بتخاذلها تجاه زملائهم لا نعوّل عليها ،إنما سنعمل في إطارها حتى نلاقي دعماً بشكل رسمي.
وعن الخطوات القادمة التي ستتخذها اللجنة لتصعيد القضية قال : « قد نلجأ نحن إلى طرق شعبية لتصعيد القضية من خلال علاقاتنا ببعض الصحفيين وبعض الشخصيات ونحوّلها إلى رأي عام من خلال توزيع لوحات وملصقات على الشوارع ،لوحات جدارية مثلما فعل مراد سبيع ،أيضاً التعاون مع بعض الإذاعات والقنوات للتحدث حول هذه القضية ،أيضاً تصعيد إعلامي على مواقع التواصل الاجتماعي ،ووقفات احتجاجية.
خطط مستقبلية
وفي تصريح سابق لإحدى القنوات قال مدير عام العلاقات العامة بوزارة الداخلية/العقيد الدكتور محمد القاعدي، إن لدى وزارته خططاً مستقبلية ستتيح تحقيق نتائج إيجابية، وستكفل حماية الأجانب سواء كانوا سياحاً أو دبلوماسيين أو موظفين لدى شركات ومؤسسات يمنية.
وأعلن في أول ظهور إعلامي له في مقر مؤسسة حرية بصنعاء للحريات، عن تضامنه معها وقال “سأخرج في أية حملة من أجل إطلاقها وسأدفع أي ثمن من أجل ذلك لأن هذه الزميلة الصحفية يجب أن تعود إلى ميدانها وعملها الصحفي.
وطالب الخاطفين بإطلاق سراحها فوراً ولا يجوز أن تبقى في محبسها سواء مع زوجها أو لوحدها ويجب إطلاق سراح جوديث شبيخل فوراً لأن هذا لا يصح لا في عاداتنا القبيلة ولا في قيمنا ولا في أخلاقنا السياسية”.
طائرة هيلوكبتر لمراقبة الطرق
يقول الدكتور فؤاد الصلاحي: يجب أن تكون هناك أولوية لتأمين الطرق الرئيسية داخل المدن وما بينها من خلال استخدام طائرات الهيلوكبتر في المراقبة وتأمين الطرق ومراقبتها في الصباح والظهر كما يفعل العالم أجمع ،ويجب أن تكون هناك دوريات ثابتة ومتحركة لحسم مثل هذه الحالة ،وأجهزة استعلامية تابعة للأمن والجيش يكون لديها أشخاص أقوياء فاعلين لتوصيل المعلومات عن أي ظاهرة .. في مداخل المحافظات ومخارجها.
الحكومة تتحمّل مسؤوليتها
ويرى وضاح الجليل: « إن المسؤولية تبقى على عاتق الحكومة ووزارة الداخلية ،تحديداً الأجهزة الأمنية ،ويفترض أن تقوم بتوفير الأمن ليس فقط للصحفيين الأجانب أو الأجانب بشكل عام لكن أن تقوم بالحماية لكل اليمنيين » هناك حالة انفلات أمني خطيرة تشهدها البلاد وأيضاً داخل العاصمة صنعاء تحدث جرائم قتل واختطاف وتقطع على بعد كيلو مترات قليلة من وزارة الداخلية التي لا تستطيع التدخل أومنع هذه الجرائم ،لذلك على هذه الحكومة أن تتحمل المسؤولية وخصوصاً وزارة الداخلية.
خالد الحمادي: المسؤولية المباشرة تقع على عاتق الحكومة وعلى وزارة الداخلية تحديداً ، في حماية الأمن وفرضه على كل أجزاء الدولة حتى نقلّل فرص الخاطفين.
حين تتذكَّرها الجدران ..!
الفنان مراد سبيع: إنني أتخيَّلها الآن وهي تقول لي: «اليمنيون ألطف ناس».
« أرواح بالأبيض والأسود » ليس مسلسلاً درامياً أوحلقة مفقودة من برنامج أسطوري يدوّن حكايا الموتى، إنه عنوان لتقرير كتبته الصحفية الهولندية المختطفة جوديث عن حملة “الجدران تتذكّر وجوههم” التي أرشفت وجوه المختفين قسرياً على جدران العاصمة صنعاء قبل عدة أشهر.. التقرير الذي جاء ممزوجاً بإحساس كاتبته، خلق لنا أرواحاً على الجدران، لكنها لم تكن تدرك أنها ستصبح روحاً على إحداها يوماً ما، وبريشة الفنان نفسه الذي صاغت عنه التقرير.
اللوحة التي اتخذت من الجدار المقابل لوزارة الشباب والرياضة بشارع الزبيري مكاناً لها، لم تكن لوحة عادية، إنها أرواح ترتعش في يد رسّامها، أنتجت لنا ألوانه جسدين يمتلئان بالبشاشة رغم الخوف المحيط بهما، إنه إحساس فنان حقيقي يرسم في أعماقه قبل أن يبدأ رسمه.
يقول الفنان مراد سبيع :« الاختطاف يؤثرعلى الاقتصاد اليمني وينقل صورة سيئة عن وطننا الذي تمتد جذوره في أعماق التاريخ ويفقدنا أصدقاءنا ، هذه نتائج قليلة من عمليات الاختطاف التي يقوم بها مجهولون، هذا لعب بالوطن.
ويضيف : «في جداريتي تظهر الصحفية الهولندية جوديث وزوجها باو اللذين اختطفا في اليمن مؤخراً.. ما عرفته عن جوديث في لقاء أجرته معي عن حملة “الجدران تتذكر وجوههم” والذي كتب فيه مقال بعنوان بالأبيض والأسود عن وجوه المختفين قسرياً، في ذلك اللقاء الذي استمر لقرابة الساعة، وجدت فيها الإنسانة ولم أشعر أنها متكلّفة.
جوار الجدارية خطت مقولتين كُتبت باللغتين الإنجليزية والعربية، الأولى كانت إحدى مقولاتها التي ترددها دائماً، «اليمنيون الطف ناس » هو تذكير لليمنيين بهذه الإنسانة النبيلة التي كانت تصفهم باللطفاء لكنهم اختطفوها، أما الأخرى فكانت مقولة: آسف كتبها الفنان جسدت أسف اليمنيين لهذه الإنسانة عما فعله الغرباء بهما « اليمنيون آسفون جوديث وباو لأنهم اختطفوكم »هي رسالة تهكّم وسخرية كبيرة لسلوك الاختطاف وجّهها الفنان على هذه الجدارية.
هي جدارية مملوءة بالحزن، عكست روح الفنان اليمني وتفاعله مع القضايا المحيطة به، إنه سلوك يعكس الثقافة التي ينتمي إليها المجتمع، وإن كان بعضهم يجسّدها بالرصاص.
إنني أتخيّلها الأن، وهي تقول لي: “اليمنيون الطف ناس”.
كلمات أحرقت قلب من سمعها
ليست دموعاً.. إنها دماء تذرفها من صميم قلبها العاشق لبلد أحبته بكل ما أوتيت من قوه لكنه يكافئها بالجحود.. ظهرت وزوجها في شريط الفيديو الذي بثّه الخاطفون على موقع التواصل الاجتماعي « اليوتيوب».. ليثير اهتمام كبيرمن وسائل الإعلام والناس ..حتى كبريات الصحف وقناة التلفزة العالمية تناولت الحدث.
قالت بضع جمل بلغتها الهولندية لكنها أحرقت قلب كل من سمعها.. ننشر هنا ترجمة لها:
“أنا بودواين بريندسن وأنا جوديث شبيغل، وقد اختطفنا هنا في اليمن ونواجه حالياً مشكلة كبيرة،في البداية، تحدثنا إلى السفير وشرحنا له ما هي الشروط للخروج من هنا وحتى الآن لم يحدث شيء ولم يكن هناك أيّ تحرك، بعد ذلك أعطينا مهلة 10 أيام لحل هذه المشكلة، لم يكن هناك أي رد فعل أو نتيجة...الآن ومرة أخرى لدينا 10 أيام، هناك 10 أيام لنفعل شيئاً، هؤلاء الناس مسلحون وإن لم يكن هناك حل في غضون 10 أيام فإنهم سيقتلوننا بإطلاق النار علينا، بودواين بريندسن : نحن حقاً حقاً حقاً خائفون، وعلينا جميعا أن نجد حلاً.. نناشد كل شخص في هولندا للضغط على الحكومة والسفارة من أجل التحرك و الموافقة على الشروط التي تم طرحها.
يوديت سبيخل : أناشد العائلة ووسائل الإعلام، والشعب الهولندي أن يفعل شيئاً علينا أن نخرج من هنا، بصمتكم وتصرفكم على هذا النحو لن نخرج من هنا وسنعلق إلى الأبد إن لم نُقتل بأي حال من الأحوال في غضون 10 أيام ..على الجميع أن يفعل شيئاً لمساعدتنا, افعلوا شيئا”.
لكنهم لم يفعلوا شيئاً حتى الآن .. ذكر لي أحد المصادر المقربة أن هناك مفاوضات تجري بين الحكومة وبين الخاطفين، لكننا لا نعرف إلى أين وصلت، كل ما نعرفه أن الاتحاد الهولندي للصحفيين رفض تصعيد القضية إعلامياً من أجل إنجاح التفاوض، ونحن لا نعرف ما المعيق في الأمر، كل ما نعرفه هو أن امرأة وزوجها مازالا قيد الاختطاف ولا نعرف حتى مكان اختطافهما والجهة التي تقف خلف هذه العملية.
ونحن هنا نتساءل: ما ذنب امرأة مسكينة وزوجها جاءا إلى هذا البلد من أجل نقل صورة للطرف الآخر.؟ ما ذنب من حمل قلماً وحرفاً ومشى في الشوارع العامة..؟ما ذنب
من جاء بهما القدر إلينا دون أن يدركا مصيرهما..، ما ذنبنا نحن حين نوصم بالخاطفين ونحن مسالمون؟..ما ذنب مجتمع بأكمله عُرف أهله بالطيبة لكن آخرين اختطفوها؟..

من تقارير الصحفية الهولندية المختطفة في اليمن جوديث:
اليمن تفاجئك .. وتشعرك بالبهجة دائماً
أسير في الشارع..تأتي درّاجة نارية صغيرة عليها رجل عجوز. نعلاه البلاستيك يتأرجحان فوق المحرك. حين يقترب مني يخفف السرعة.. يلوّح لي مبتهجاً ويهتف:
« love you » أحبك يا يمن.. ألا يهمك إذن أن تكون حبيبتك نظيفة؟
« أحبك يا يمن».. عبارة تراها في كل مكان، خاصة على الحافلات والسيارات الشخصية أوسيارات الأجرة..لم يسبق لي أن رأيت شيئاً كهذا في مكان آخر: أن تعلن حبك لوطنك أمام الجميع، ربما أكون مخطئة، لكني لا أتصور أن السيارات في أوكرانيا مثلاً تحمل على نوافذها عبارة “أحبك يا أوكرانيا”.. تعجبني هذه الملصقات اليمنية، لكني أتساءل: ما المقصود بالضبط بحب الوطن ؟ فما أن تراقب إحدى هذه الحافلات أو السيارات الشخصية، حتى ترى بعد لحظات قنينة فارغة تُرمى من شباكها على الشارع، الكلّ يفعل ذلك.
في البداية كنتُ أبدي تذمّري وأتمتم بكلمات احتجاج، وأحياناً كنتُ ارفع القنينة الفارغة من الأرض، وأعيدها إلى السائق، قائلة: “لقد سقطت منك هذه القنينة!”. وكان الردّ في أحسن الأحوال هو أن يرمقني بنظرات استغراب، وفي أسوأ الأحوال يغضب السائق مني، وفي كل الأحوال ترمى القنينة مرة أخرى إلى الأرض.
حتى لا يضطر الصحفيون الى النظر خلف ظهورهم باستمرار لحماية أنفسهم
هيومن رايتس ووتش : 20 حالة اعتداء، وحالة قتل..!
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته الخميس 19 سبتمبر 2013 م “ إن تزايد الاعتداءات على الصحفيين مؤخراً قد يطغى على التقدم الأخير الذي تم تحقيقه في مجال حرية التعبير، رغم أن الحكومة قد خففت القيود المفروضة على وسائل الإعلام كجزء من إصلاح أوسع في مجال حقوق الإنسان ،إلا أنها لم تستنكر أو تلاحق وقائع التضييق على الصحفيين والمدونين وغيرهم من المنتقدين، وتهديدهم والاعتداء عليهم من قبل جهات حكومية أو خاصة على السواء.. التقرير الذي جاء ب( 45) صفحة تحت عنوان مهنة خطرة على الحياة : الاعتداءات على الصحفيين، توصل إلى أنه رغم تمتع اليمنيين بصفة عامة بحرية تعبير أكبر منذ فبراير شباط 2012 ..، إلا أن هذه الحرية الجديدة جاءت مشوبة بمعدلات متصاعدة من التهديدات والعنف بحق وسائل الإعلام.
وأشار التقرير، « في الماضي كان الصحفيون اليمنيون يواجهون التضييق من قبل قوات الأمن الحكومية، إلا أنهم يواجهون الآن تهديدات من جهات أخرى أيضاً تشمل مؤيدي الحكومة السابقة، والمتمردين الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين والمتشددين الدينيين».
تقديم للعدالة
وقال جو ستورك القائم بأعمال المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: إذا كان للتقدم في مجال حرية التعبير أن يحدث أثراً حقيقياً ومستديماً في المجتمع اليمني فإن على الحكومة أن تدين كافة الاعتداءات على الصحفيين، وأن تحقق فيها باستفاضة وبما يضمن تقديم المسئولين عنها للعدالة.. ووثق باحثو هيومن رايتس ووتش اثناء زياراتهم لليمن بين فبراير شباط وأبريل نيسان 2013 م عشرين حالة اعتداء على صحفيين، وفي حالة واحدة قتل لصحفي معارض هو وجدي الشعبي 28 سنة، في منزله بعدن في فبراير شباط مع صديق له، وأن زوجة الشعبي سمعت طلقات نارية في الغرفة التي كان زوجها وصديقه يتحدثان فيها، وقالت الزوجة لمنظمة رايتس ،:رأيت رجلين في ثياب مدنية وسترات عسكرية ومعهما بنادق رآني الرجلان وبدأ يطلقان النيران باتجاهي، لكنني تمكنت من الفرار إلى غرفة النوم واختبأت مع صغاري » لم يلق القبض على أحد على ذمة هذه القضية.
وتابع التقرير “في كافة الحالات العشرين التي فحصتها المنظمة، قام الصحفي أو نقابة الصحفيين بادعاء شكوى لدى السلطة اليمنية المختصة.. غير أن السلطات إما أنها لم تجر تحقيقات جدية، أو جاءت استجابتها في أفضل الأحوال بطيئة وغير مجدية.. لم يتعرض أحد لملاحقة قانونية ناجحة في أي من الحالات.. قال صحفيون لهيومن رايتس ووتش: إن غياب المحايبة له تأثير خانق على الوسط الإعلامي ككل يؤدي إلى القلق والرتابة الذاتية.
التحدي الأكبر للحكومة
قال مسئولون يمنيون رفيعو المستوى ل هيومن رايتس ووتش في اجتماعات بالعاصمة صنعاء في فبراير شباط: إن انعدام الأمن والاستقرار السياسي يظل أكبر تحدٍ يواجه.. وقالوا: إن هذا يعوق جهودهم للتحقيق في الاعتداءات لا على الصحفيين فحسب، بل أيضاً على قوات الأمن والوزراء أيضاً، واتهمت قلة من المسؤولين وسائل الإعلام اليمنية بغياب الاحترافية والإساءة إلى العملية الانتقالية في البلاد، كأنما لتبرير للاعتداء عليها.. وقالت هيومن رايتس ووتش: إن على الحكومة اليمنية أن تدين كافة الاعتداءات على الصحفيين وأن تجري تحقيقات سريعة وشفافة، ومحايدة في الاعتداءات، وأن تقدم المسئولين عنها إلى العدالة، وعلى البرلمان أن يعدل أو يحذف القوانين التي تقيد حرية التعبير ووسائل الإعلام، وأن يلغي القانون الخاص بالصحافة والمطبوعات، الذي تسبّب دون وجه حق في ملاحقة وسجن صحفيين بتهم جنائية.. وقال جو ستورك: “لا يكفي مجرد إزالة القيود المفروضة على حرية التعبير لضمان أن يتمكن صحفيو اليمن من القيام بعملهم، بل هناك حاجة إلى الاضطلاع بدور أكثر إيجابية بكثير لضمان ألا يضطر الصحفيون للنظر خلف ظهورهم باستمرار لحماية أنفسهم.
دافعت عن اليمن في شتّى المحافل الدولية وحاولت بكل جهدها تصحيح الصورة النمطية التي ارتسمت في أذهان المواطن الغربي.
«جوديث» في ذاكرة اليمنيين
بدا الكل متعاطفاً معها وكأنه يعرفها عن قرب ..ليس غريباً هذا الشعور المتبادل بين إنسانة احتكت بالناس ولامست عن قرب همومهم .. فنقلتها عبر تقاريرها ، لكنها لم تكن تدرك إنها ستصير مادة لتقرير يوماً ما.
الكثير من الكتاب والناشطين والباحثين استغربوا من عملية الاختطاف هذه ..وعبروا عنها بحروف أحرقت صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية والاجتماعية ..سنحاول هنا رصد ما كتبه هؤلاء حتى نعطي القارئ اليمني والعربي والأجنبي لمحة عما قاله اليمنيون عن هذه الإنسان وعن قضية اختطافها.
أمر معيب
الناشطة اليمنية توكل كرمان كتبت في وقت سابق على صفحتها في فيسبوك:« إن السلطة اليمنية عاجزة أو متهاونة أمام جريمة اختطاف الصحفية الهولندية جوديث وزوجها منذ شهور من قبل جماعة مسلحة اقتادتهم إلى مكان مجهول ، كلا الأمرين معيب بحق السلطة اليمنية.. وأضافت :نتمنى ان تقوم أجهزة الدولة المختلفة المدنية والأمنية والعسكرية بواجبها في الأفراج عن جوديث وزوجها، عاشقي اليمن وصديقي الجميع.
داعية رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إلى الاهتمام الشخصي بالأمر والعمل على تحريرهما إن لم يكن من أجل جوديث وزوجها فمن أجل سمعة اليمن التي تزداد سوءاً مع كل يوم يمر على اختطافهما وطالبت توكل الجميع بالانضمام إلى هذه الحملة المطالبة بتحريرهما.
عمل منظّم
قال الصحفي- أحمد الزرقة :إن عملية اختطاف الصحافية الهولندية وزوجها في صنعاء من قبل عصابة مسلحة هي عمل منظم متورطة فيه شخصيات أمنية وعسكرية وقبلية.
ويضيف :تتعمد الأطراف الخاطفة القيام بعمليات تصوير المختطفين بشكل يوضح تعرضهم لتهديد كبير وخطر يهدد حياتهم وهو أيضاً واقع الحال ففي موضوع المختطف النمساوي ظهر في التسجيل وبندقية مصوبة على رأسه ،وظهرت جوديث وزوجها وهما يبكيان.. طريقة تصوير الفيديوهات وإرسالها وبثها عبر روابط في مدونات هو عمل احترافي لا يقف وراءه مجموعة من الغوغاء بل هو قريب من طريقة نشر تنظيم القاعدة لتسجيلاته وإصداراته.
إنسانة بامتياز
كتبت الأديبة والكاتبة -بشرى المقطري: إن جوديث :لم تكن صحفية أجنبية رتيبة عاشت في اليمن طويلاً وبهرتها الحياة فيها فأرادت ممارسة عملها الصحفي كإسقاط واجب، لم تكن كبعض الصحفيين الأجانب الذين لا يرون في اليمن سوى القاعدة والإرهاب.
وأضافت تخاطبها : كنتِ مختلفة جداً، إنسانية بامتياز، تتناولين الهم اليومي لليمنيين ، فأنتِ لا تكتبين مقالاتك من خلف شاشة اللابتوب في غرفة فارهة ، بل كنتِ تنغمسين بوحل الأرض اليمنية ، في دفترك الصغير، تكتبين في الشارع والباص والسيارة وبين الناس، وفي حقيبتك الجلدية البنية هناك أيضاً رواية جديدة وجهاز تسمعين منه الموسيقى وكاميرا تصورين فيها المشاهد والذكريات لتحفظينها في ذاكرتك إلى الأبد.
وتابعت : زارت جوديث تعز في اقسى لحظات عاشتها المدينة ربما في تاريخها المعاصر، القصف والقتل والرعب اليومي ، جاءت تعز غير خائفة على نفسها ،وجابت المدينة بقلم رصاص ودفتر صغير وكاميرا وموسيقى ورواية أخرى لم تكمل قراءتها، أرادت جوديث ان تكتب عن تعز من قلب تلك الأحداث العاصفة لتنقل عبر عينيها تلك المشاهد المروعة.. التقيتها في شهر يوليو من 2012م ، وكان مازال صوت الرصاص والمليشيات تجوب شوارع المدينة.
وعن شخصيتها قالت المقطري: إنها كانت امرأة ذكية جداً، وتحب ان تكون لها روايتها الخاصة عن ما يجري، لم تكن تثق بآراء أحد إلا بعد تحليلها والكتابة عنها من تلك المسافة القادرة على الإلمام بكل شيء.. وعن الجهة التي تقف وراء عملية الاختطاف ،« لستً مقتنعة بأن القاعدة وراء خطف جوديث وزوجها ، ربما القاعدة الأخرى التي تظهر في وسط صنعاء متجوّلة في شارع عشرين اذا أرادت هذه القوى ابتزاز قلم صحفي حُر كجوديث أو ابتزاز بلادها. تظهر القاعدة واختطاف الصحفيين حينما تريد قوى سياسية ما أن تعيدنا إلى عصور الاختطاف والرهائن.
نداء استغاثة
الأستاذة أروى عثمان كتبت على صفحتها :من أجل جوديث وزوجها بو ، وكل أصدقائنا من أي بلد ، أو دين ومعتقد ، من أي لون وجنس ، الله محبة ، ولأنا نحب .. فلنسع بجهودنا نحن اليمنيين بإطلاق نداء استغاثة من أجل حرية جوديث وزوجها بو .. ليعيشان مرة أخرى بيننا .. اشتقنا لك جوديث .. نعم اشتقنا لضحكتك ، ولهفتك ، اشتقنا لقلبك العامر بمحبتنا.
لا يوجد تضامن
قال الصحفي- سامي نعمان : إن الوسط الصحفي يمر بحالة سلبية كبيرة، وكغيره من الأوساط السياسية والاجتماعية والفئوية، أصبح معظم منتسبيه لا يتضامنون إلا في إطارهم الضيق، وتحديداً عندما يمسّ انتهاكٌ ما، مقرباً أو صحفياً محسوباً على تيار أو اتجاه بعينه، وليس بالضرورة أن يكون هذا التمييز قائماً على أساسٍ سياسي، وتلك هي الكارثة الحقيقية.. وأضاف على صفحته على الفيس بوك : أمام جريمة كهذه كان حرياً بجميع الصحفيين أن يحرصوا على الحضور والتضامن، خصوصاً انهم اصبحوا ذاتهم عرضة لمثل هكذا جرائم.. هناك انتكاسة كبيرة في الوسط الصحفي أفقدته تماسكه وكثيراً من مقومات قوته، التي تميز بها قبل بضع سنوات في ظل ظروف قمعية أكثر سوءاً وبشاعة من هذه.
إنسانيون للغاية
ويتابع :« مشكلة جوديث سبيخل وكثير من نظرائها أنهم إنسانيون للغاية ويحبون اليمن بإخلاص وصدق اكثر من آلاف أبنائها للأسف.. كانت تتمشّى في أزقة وحواري صنعاء لكأنها في بلدها.. إنها تحسن الظن بنا كيمنيين، وتعيش حياتنا دون ان تدرك أنها معرضّة للمصير الذي تكتب أخباراً وتقارير عن حدوثها لغيرها، دون أن تتوقع أنها ستصبح يوماً خبراً وقصة مأساوية تروى وهي محورها.
تجارة الاختطاف
وأشار إلى أن ،« الفدية الطائلة التي يحظى بها الخاطفون وأدواتهم - إن تأكد يقيناً صحتها- ستفتح المجال أمام رواج وازدهار تجارة الاختطاف.. لن يحفظ الخاطفون وداً لأية دولة دفعت فدية سابقاً، ليتجنبوا أذية آخرين ينتمون لجنسيتها مستقبلاً، فمن يمارس هكذا جرائم لن يتورع عن تكرارها بحق كل هدف متاح يراه مهماً، خصوصاً إذا كان من ذوي الملامح الغربية دون اهتمام بتفاصيل الجنسية، بل إن من يدفعون فدىً لتخليص رعاياهم ربما يكونون أهدافاً أكثر إغراءً وتركيزاً من قبل مرتزقة الاختطاف».
واستطرد نعمان :« ثمة حلٌ آخر، لن نجهد نحن عديمو الخبرة بالخوض في تفاصيله ومبادئه، ويدركه جداً المعنيون بهكذا جرائم، عنوانه الأبرز حضور الدولة بكامل أجهزتها وقيمها.. هو حل سحري لوقف اختطاف الأجانب وغيرها من الجرائم التي تنكّل باليمني في مختلف تفاصيل حياته.. ولن تكون الوساطات والمداراة والفدية بديلاً عنها، وعلى أصدقاء اليمن، إذا كانوا يحرصون على مواطنيهم فعلاً التزام بعض قيمهم ومساعدة الدولة في تأكيد هذا الحل حفاظاً على مصالح الجميع.
خجل
كتب جلال غانم على صفحته يقول :«بت أخجل وأنا أرى الصحفية الهولندية جوديث شبيغل وزوجها بودوان برندسن مُختطفين حتى لا يتسنى لنا التضامن معهما، بت أخجل أن أرى شجاعة جوديث وحُبها لليمن كحضارة وتاريخ وجُغرافيا لنُقابل هذا الحُب بالإجهاز عليهم كضحايا وهدية من شعب قالوا عنه طيب وصاحب عراقة وأصالة... الخ».. وأضاف : جوديث شبيغل وزوجها المُختطف من قبل ما بات يُعرف جماعات الموت التي تقتات على موت سُمعة بلد وعلى قلوب الناس الطيبين، هؤلاء المُختطفون يستحقون التضامن أكثر من قِبل الأسرة الصحفية والحقوقية اليمنية.
شرعية قانونية
وأكد “إن إيجاد شرعية قانونية نعيش وفق صمام أمانها باتت اليوم ضرورية أكثر من أي وقت مضى كي يتسنى للناس العيش خارج تهديد القوى التي تعيش خارج هذا القانون، وتجهز عليه خدمة وانتصاراً لمشاريعها التي تنتهي بحربة وسكين حدهما الموت ».
ويتابع رسالته قائلاً :« نعتذر للشعب الهولندي، نعتذر لكِ سيدة جوديث وزوجك الطيب، نعتذر لمُمارستنا الحد الأدنى من التعاطي معكما ومع قضيتكما الأكثر من إنسانية».
ويضيف :« بادرتمونا ذات يوم بابتسامة الباحث عن تاريخ وحضارة بلد، لكننا بادرناكما بحالة تغييب نجيدها كأوغاد في بلد بتنا نخاف أن نعيش فيه في صباحاته البيضاء فكيف نعيشه كغُرباء داخل أوطاننا المُتسخة بعقليات عُصورالانغلاق والتبعية والتعامل مع الضحايا والرهائن كمكسب للارتزاق من حالة أمانهم وحياتهم الكريمة..!
واستطرد غانم ليقول : بتنا نُردد كالببغاوات لن يمر هؤلاء، لكنهم للأسف يمرون كُل يوم، ويضعون عناقيد موتهم فوق أكتافنا كي لا نقوى على النهوض ولو لمرة واحدة.. لم يعرف اليمني حدثاً كهذا ،جل ما عرف عنه إكرام الضيف والترحيب به ، كما كان يفعل جدهم حاتم الطائي ..،فمن العيب ان ننقض ثقافة أجدادنا ومن العيب ان يقال عن اليمن السعيد إنه أضحى حزيناً ويخطف زائريه وهو الذي قال فيه الرسول «ص»:( إذا داهمتكم الفتن فعليكم باليمن).. فكيف لنا أن نكون كذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.