اتهم المفكر ونقيب الصحفيين الأسبق/ عبد الباري طاهر رأس الحكم في صنعاء بإدارة مشاكل وأزمات البلاد, وقال إن ما يحدث من مصائب ومشاكل في مختلف مناطق اليمن هي من رأس الحكم الذي يستفيد من كل مصائب الناس. وأكد في لقاء تضامني, نظمته نقابة الصحفيين صباح أمس الخميس, تضامناً مع الصحفية الهولندية المختطفة/ جوديث سبيخل وزوجها, أن أرباب العمل وهم المتصارعون على السلطة والموجودون في رأس الحكم يستفيدون من الاختطافات بالتعويضات التي تسلم لهم، مستنكراً تدخل دول خليجية بالتعويضات ودفع ملايين الدولارات, معتبراً أن هذه هي المصيبة الأكبر في موضوع الاختطافات واستثمارها, مشيراً إلى أن من يقومون بالاختطاف من القبائل مجرد أدوات لا يأخذون سوى الفتات "المشقاية" وزاد أن المصيبة فيما يحدث للصحفيين من اعتقال, ومحاكمات, وتخوين وتكفير, لأنهم العيون التي تنقل الأحداث- حد تعبيره. من جهته, أمين عام نقابة الصحفيين مروان دماج, أكد ما طرحه طاهر وقال: نشعر فعلاً أن هناك قوى ومراكز نفوذ موجودة في صنعاء تعمل عمل العصابات, وتطورت طرقها في العمل إلى اختطاف الصحفيين. وأضاف: المعلومات التي لدينا تقول أن الجماعة التي كانت تشرف على مخيمات التحرير وملعب الثورة هم من يقومون بهذه الأفعال, ونحن نرفض أن يتحول موضوع اختطاف الصحفيين كما السياح ويخضعون لعملية ابتزاز, وعندما اختطف الصحفيون في مأرب طالبنا بعدم مكافأة المختطفين, وحسب علمنا لم تتم مكافأتهم. وعبر عن قلقه من خطورة اختطاف الصحفية الهولندية وزوجها ومن عدم الإفصاح عن مكانهما ومصيرهما, والجهة الخاطفة. من جهته قال الصحفي/ محمد الغباري: جوديث تعيش بيننا منذ سنوات, تعتقد أنها أصبحت جزءاً من تركيبة اليمنيين, تدعم استقرار اليمن, كانت فرحة بذلك الحضور الكبير للمرأة اليمنية في الثورة, ما حدث لها مرعب ومقلق, فنحن لانعرف مصيرها وما حدث لها, إلى اليوم لا نعلم من نفذ عملية اختطافها وهل هي جماعات قبلية أو جماعات متشددة؟!. وأوضح أن اختطاف جوديث, ومن قبلها الصحفيين اليمنيين في مأرب, أمر مدبر, واستغرب من أن تختطف من منطقة تخضع لرقابة أمنية مشددة في حدة, ومن جوار قسم شرطة, ولا احد يعرف عن الحادثة شيء, لا مكان ولا وقت اختطافها.. متسائلاً: في تلك المنطقة المشددة أمنياً, والتي لا يمكن تجاوزها, كيف اختطفت وكيف مر بها الخاطفون؟. وقال إنه ذهب إلى منزلها وسأل الحارس, قال له أتيت يوم السبت وهي غير موجودة, منوهاً إلى أنها لا تخرج إلا برفقة كلبها الموجود الآن في المنزل, وتساءل: هل يعني أنها اختطفت وزوجها من المنزل؟ وهل كان الاختطاف السبت صباحاً, أم مساء الجمعة؟. واستنكر الغباري استخفاف النظام السابق والحالي بعمليات الاختطاف, ودخول دول خليجية على خط دفع ملايين الدولارات, وهو- حسب تعبيره- ما فتح شهيات أطراف كثيرة نحو مزيد من الاختطاف, كما حدث في قضية النمساوي والأجنبيين اللذين اختطفا من قلب صنعاء في التحرير وبيعا للقاعدة, وتم دفع الفدية لإطلاق المختطفين.. داعياً إلى ضرورة اتخاذ مواقف شجاعة ورافضة لهذه الممارسات. الكاتبة/ أروى عثمان, رئيس فريق الحقوق والحريات في الحوار الوطني, قالت: يبدوا أننا أمام برنامج مرعب لإسكات الصحفيين, وكأننا أمام مشهد مسرحي لاختطاف اليمنيين والأجانب, وواصلت: هناك جماعات لا تريد إلا استثمار خوفنا, وأحلامنا, ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا, هناك استثمار للكوارث في اليمن, فهي عملية مربحة.. متسائلة: كيف لأحدهم أن يفكر باختطاف جوديث تلك الملاك التي توزع ابتسامتها وحبها على اليمنيين؟. وتحدثت عن بدء علاقتها بجوديث, حيث التقت بها في إحدى المسيرات بشارع الرباط, بداية الثورة, وحين بدأ الضرب والاعتداء إلى المسيرة دخلت وجوديث وآخرين إلى محل تصوير وهناك تعرفت عليها, وكانت جوديث الأكثر شجاعة- حد تعبيرها. وزادت: رأيناها أيام المذابح والمجازر, كانت تبكي وهي ترى تلك المجاز, تخاف على اليمنيين, وأضافت نشعر بالأمان حين تتواجد جوديث, لا لأنها أجنبية, بل لأنها تملك قلباً كبيراً يتسع لكل اليمنيين, ووجدتها في مصر تتنقل في ميدان التحرير بين شباب الثورة. ودعت أروى السلطات للقيام بواجبها بوقف العبث بأرواح اليمنيين والأجانب, كما دعت جميع القوى المدنية للتوحد والعمل معاً لمواجهة ما يحدث, وقالت: الوطن ليس عمارة, الوطن نحن, أنا وأنت وابني وابنك, واختطاف جوديث ليس إلا حالة أخرى لمستقبل مظلم ينتظر أبنائنا, اليوم جوديث وبالأمس الزكري وزملائه وغداً أحد منا. وكيل نقابة الصحفيين, سعيد ثابت, أعلن تضامنه مع صديقة اليمنيين جوديث التي تقيم في اليمن منذ سنوات, وقال: واجبنا وواجب نقابة الصحفيين التحرك وأن تصعد , سنبدأ برسالة رسمية إلى وزارة الداخلية, تحمل الوزارة السلطات الأمنية حياة ومصير الصحفية الهولندية, وهي مطالبة بالكشف عن مصيرها, كما يتم توجيه رسالتين إلى جهازي الأمن القومي والسياسي, باعتبارهما جواسيس يحسبان علينا حتى النفس, عليهما أيضاً أن يقولا لنا أين جوديث!, نحن صحفيون ليس لنا خصوم ,لا ننظر للغة ولا للدين ولا للون, مهنتنا الصحفية عقيدتنا التي تجمعنا. واتفق الصحفيون على توجيه رسالة من نقابة الصحفيين تحمل الأجهزة الأمنية مسئولية حياة الصحفية جوديث سبيخل وزوجها, وبسرعة الكشف عن مكانهما, والتصعيد حتى يتم الكشف عن مصيرهما. وروى الصحفي/ ياسين الزكري واحمد الشميري, اللذان اختطفا بمعية زملاء آخرين في مأرب, كيفية اختطافهم, وابتدأ الزكري بإعلان تضامنه مع الصحفية الهولندية المختطفة قائلاً: نتضامن مع جوديث, كوننا جربنا ماذا يعني الاختطاف.. وتحدث عن كيفية اختطافه وزملائه, حيث قال: قلنا لهم نحن صحفيون والحكومة لن تأبه لاختطافنا على العكس سوف تشكر الخاطفين, مشيراً إلى أن موضوع اختطافه وزملاء له أمر رتب له.