قليل من المدرّبين من يجد التدريب متعة ووسيلة لتغيير سلوكيات الآخرين والتأثير فيهم من خلال تعامله وتعاطيه مع المحتوى التدريبي الذي يقدّمه لهم، ولأن التدريب موهبة وفن وحب ورغبة؛ فإن مدرّبنا الذي سيكون في مساحتنا المعتادة برغم أنه خريج علوم قرآن إلا أنه استطاع أن يوظف كثيراً من المهارات لديه لجعل الآخرين يتأثرون بما يقدمه لهم، وهو مدرّب شاب يتمتع بصفات الفكاهة والطرافة والمرح وحب التعايش مع الجميع، ولديه سرعة التأقلم مع الناس أياً كانوا، واستطاع خلال تدريبه أن يكون متواجداً بقوة في قلوب المتدربين.. فهو شاب ويجيد لغة التخاطب مع الشباب ويعرف كيف يطرق قلوبهم بضحكته وابتسامته الصادقة وتصرُّفه العفوي مع الكل دون أن يكون لسوء الظن مكان فيه - هكذا نحسبه ولا نزكّي على الله أحداً - مدرّب التنمية البشرية: مختار عبدالله سعيد حسن والذي بدأ التدريب منذ سبع سنوات، ويرى أن التدريب بالنسبة له هو نقل الدين بطرق شبابية جديدة ومميزة، متأثراً بالمدرّب المحترف عصام الحمادي، والمدرّبة وفاء الصلاحي، مؤكداً أن الدافع لخوضه غمار التدريب منطلق من الإعاقة الفكرية والنفسية عند بعض الناس. المدرّب مختار يقدّم برامج متعددة منها برامج: دبلوم التخطيط - دبلوم اصنع تغيير حياتك - دبلوم تطوير قوة أحلامك – دبلوم هندسة الحياة - دبلوم استراتيجية المهارة الذاتية - دبلوم اصنع عالمك - دبلوم أراك على القمة - دبلوم ماذا سيخسر العالم بموتك - دبلوم ماذا ستكتب على جدار الزمن - دبلوم الإرشاد الأسري. وهى برامج كلها تلامس طموحات وأحاسيس وتطلُّعات الشباب اليوم؛ ولذلك فهو يؤكد بقوله: التدريب حقّق لي أكبر طموح في حياتي، وترك أكبر بصمة في حياته وهى نقل الشباب إلى أرض الوجود الإنساني. ولأن الواقع مليء بالمنافسين له كمدرب وفي تقديم الجودة؛ لأن لكل مدرب طريقته وأسلوبه في التدريب، فهو يرى أن التنافس جعله يدرس المسرح - التصميم - المونتاج - المقامات الصوتية، ومن خلال تلك المناشط التي تدربها فإن التدريب لديه صار فيه من المشوّقات الكثيرة للمتدرب حتى يكمل برنامجه التدريبي، فالمدرب مختار يغذّي برامجه بكثير من الفكاهات والحكم وكثير من القصص التي مرجعها القرآن الكريم والتراث وقصص الماضي؛ فلذلك تراه في قاعة التدريب صورة مبتسمة للجميع؛ يعرف متى يكون جاداً ومتى يكون مبتسماً سهل التعامل، ويؤكد أن هناك من جعل التدريب وسيلة للتكسب واستعراض العضلات في التدريب، لكنه نفى أن يكون منهم، فهو يقول: نعم هذا موجود، أما نحن أصحاب رسالة تربوية. وبالنسبة لمواصفات المدرّب الناجح من وجهة نظره فهو يراها في حركة البرامج - الثقافة الشبابية - العلمية - توسع الأفق. وعن تقييمه لواقع التدريب في اليمن، يقول مختار: التدريب في اليمن قوي جداً؛ لكن يحتاج إلى تبنّي, والمال ليس رسالة، ولذلك فهو يقوم بين فترة وأخرى وحسب طلب الكثيرين بتقديم البرامج التطوعية التي يحددها هو بقوله: نعم كل برامجي تطوعية مثل «الثقة بالنفس - كيف تحل مشاكلك؟ - التطور الذاتي - التطور النفسي - الإدارة الحكيمة - نقطة تحول - بداية جديدة» ويرى أنها فعلاً برامج لبّت أقوى رغبة في حياتهم، المزيد يحتاج إلى تبنّي لهذا المشروع. وعن وجهة نظره في دخول المرأة في تدريب مجالات متعددة من التنمية البشرية، فهو يرى أن المرأة لا يصلح لها مجال التدريب كله؛ لكن الجانب الإنساني والأسري ممكن. وحول كثرة المدرّبين في الميدان لم يحدثوا تغييراً لأنه يرى أنه هناك من المدرّبين من لا يوجد عنده رؤية وكذلك يحتاج إلى تأهيل؛ ولذلك فهو يوجّه نصيحته إلى المدرّبين الشباب اليوم، فيطلب منهم الانضباط العاطفي والبحث وراء الرسالة الخالدة في نقلها وليس الشهرة والمال، ويرى أن التدريب بعد عشر سنوات سيكون في قمة التطور والتقدم الإيجابي. ويضيف: إن الآثار التي يقدّمها الإنسان للمجتمع هي آثار دينية، إنسانية، وقد حلّت مشاكل كثير من أبناء العالم الأجنبي والعربي. وعن الرسالة التي يحملها بين أضلعه للمجتمع يقول: رسالتي هي أن أتواجد في قلب كل متدرّب.. واختتم بقوله: أريد من المؤسسات والتجار أن يهتموا بهذا الجانب الإنساني؛ لأنه يخدم أبناءهم ويطوّر ذواتهم، ولكلِ مدرّب: تعلّم أكثر وتوثق دينياً.