برغم الهدوء والوقار الذي يتصف به ورغم الجدية في التعامل مع الآخرين إلا انه يتمتع بنظرة ثاقبة في تقييم الواقع ولديه من التواضع الجم الذي يحتوى من يتعامل معه ويأسره بابتسامته الصادقة، إضافة إلى ما يتمتع به من ثقافة وعلم في مجال التنمية البشرية فإن المدرب المتميز ممدوح عبد الخالق يعتبر من المدربين المؤثرين في الواقع على كثير من الشرائح التي قام بتدريبها، ولذلك فهو مدرب متمكن من مادته التدريبية ولديه القدرة للتكيف مع كل الأنماط التدريبية، وإضافة إلى ذلك فهو خطيب متمكن في الخطابة ومتمكن من إيصال الرسالة التي يريد من خلال المنبر.ممدوح عبد الخالق الحميري ارتبط بالتدريب منذ عام 2006م وكانت البدايات الأولى مع التدريب - حسب قوله: بحضور برنامج تدريبي مع ملتقى المرأة للدراسات والتدريب تم اختياري له ضمن مجموعة خطباء في موضوع حقوق المرأة في الإسلام، ثم تم اختياري في برنامج المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع الذي يهتم بإعداد مدربين خطباء في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، وحفزني لدخول هذا المجال شعوري بعمق تأثير التدريب كأكثر وسيلة من خلالها نستطيع النفاذ إلى القناعات والتأثير والتأثر. ويقول الحميري إن من أروع الشخصيات في مجال التدريب والذي ترك أثرا في نفسي على مستوى الفكر وعلى مستوى السلوك هو نجم التدريب الأول - في رأيي- على مستوى اليمن شوقي القاضي.. فهو نموذج للمدرب الإنسان الرسالي المتزن المتجدد. وله من العمل التطوعي الكثير ويقول: بالنسبة للدورات التي قدمتها تطوعيا فهي كثيرة ولا أستطيع تذكرها لكني أتذكر أنني لم أرد أحدا تقدم إلي بطلب التدريب في عمل تطوعي لدى الجهات التي تمارس العمل التطوعي وأسأل الله أن يتقبل ذلك. ومع ذلك يتحدث عن البصمة التي أحدثها في الآخرين من خلال التدريب بتواضع كبير فيقول: في الواقع لم يأت الشيء الذي أرضى عنه حتى الآن لكن يزعم الكثيرون أني كنت سببا في تغيير حياتهم، وهذا شيء أفخر به إن كان ولهم عليّ فضل إعانتي على أن أكون رقما في حياتهم، ويؤكد الحميري أن المدرب الناجح هو عبارة عن رسالة إنسانية وفكرة واضحة ومهنية وتطور مستمر، والتدريب من وجهة نظره، عمل يمارسه الكثيرون لأغراض متعددة منها الكسب المادي وهو هدف مشروع، لكنه إن طغى على غيره أنتج لنا ما نسميه مدرب أبو فأس الذي يقدم كل شيء ولا يتوقف عند مجال أو تخصص ولو لإعداد نفسه، أما المقارنة بين الأمس واليوم فأشعر أن التدريب كمجال يزداد عمقا ووضوحا وإن كثر منتسبوه - وهي ظاهرة صحية - إن تلاها تأهيل ذاتي لمواكبة الألقاب التي يحب البعض اجترارها. ويتحدث الحميري عن أبرز معيقات التدريب في بيئتنا فيقول - من وجهة نظري - ضعف الوعي بأهميته وكذا شحة دعمه وعشوائية التنفيذ وعدم البناء التراكمي للمتدربين.. والتدريب مهنة تحقق الكسب المادي ورسالة تقدم النفع الإنساني - مع عدم التعارض- وكل حيث يضع نفسه وهو لما غلب منهما. ويقول بالنسبة لي فرسالتي الأولى التي أسعى لتقديمها هي أن يفكر الناس، ففي رأيي آفتنا الأولى في المجتمعات العربية الخلل في منظومة التفكير والذي أنتج سلوكيات غير مرغوبة أو غير نافعة في أحسن الأحوال. وعن الظروف التي تعين على الإبداع في التدريب يقول الحميري بالنسبة لي هي: رسالة الميدان الذي أدرب فيه - الشعور بالتحدي خصوصا إذا كنت مع أسماء لامعة في مجال التدريب.. والتقييم المستمر من قبل الجهات التي تقوم على التدريب، فهذا يحفز في المدرب طاقاته الكامنة لتقديم أفضل ما لديه. ونصيحتي للمدربين الجدد أن يكونوا إضافة حقيقية لميدان التدريب وألا يكتفوا بالشهادات التي تذكر في السيرة الذاتية الخاصة بهم فهي دون حقائق تسندها تظل حبرا على ورق. ويختم بقوله: أتمنى لكل مدرب في هذا الوطن أن يتمثل قول الأميري رحمه الله: واصطنعني لغد الإنسان في الآفاق صورا.. فيكونوا الصور الذي ننفخ فيه روح القيم فتعيد للحياة بهجتها ونضارتها.