كثيراً ما تجد في صراحته الممزوجة بالمزحة والابتسامة العفوية الاطمئنان والرغبة في الاستماع إليه وهو يتحدّث معك، ارتبط بالتنمية البشرية كارتباط الرضيع بأمّه، وأصبح من المدرّبين الذين يُشار إليهم بالبنان، وأثبت مقدرته الفائقة على المواجهة في مواطن الخلاف والاختلاف دون أن يكره أو يسب أو يشتم مخالفيه، بل صار يتعرّض للنقد والتجريح من مخالفيه كثيراً خاصة وهو يتعاطى مع مواضيع الديمقراطية وحقوق الإنسان.. ومع كل تلك الحالات نجد أن المدرّب نادر محمد عبدالجليل قائد العريقي من مواليد لحج القبيطة 23101978م - ماجستير في القانون من جامعة أسيوط - مدرّب معتمد في حقوق الإنسان والتنمية البشرية، كانت نقطة انطلاقته مع التدريب عبر مجال الحقوق والمواطنة، ويقول: ثم دخلت بعد ذلك مجال التنمية البشرية ولي فيها ما يقارب 5 سنوات. كما أن كل مدرّب له محطة تحرّك منها خطوة نحو التدريب؛ فكذلك بداية المدرب نادر العريقي بعد حصوله على دورة تدريب مدرّبين TOT ثلاث مرات متوالية في عدة مجالات كان أهمها الدورة التي نظمتها منظمة (NODS) واستمرت لمدة ثلاثة سنوات، أكد العريقي بقوله: جمعنا فيها بين الجانبين النظري والعملي، ومارسنا فيها التدريب تحت إشراف خبراء تدريب، وسار بي الزمان حتى دخلت مجال إعداد الأدلة التدريبية وإعداد المدرّبين. ويتحدّث المدرّب نادر عن المحفّزات التي دفعته إلى خوض هذا المجال، والمتمثّلة في ثلاثة محفزات أولها: اهتمامه بالجانب الفكري والتدريب من أهم الوسائل وأقواها لإيصال المعرفة، وثانيها: تخصُّصه القانوني بدرجة ماجستير والذي مكّنه من التدريب في مجال القوانين والاتفاقيات الدولية، وثالثها: أن التدريب بقدر كونه رسالة فهو مهنة لتحصيل الرزق باختصار «رسالة ومهنة». ويؤكد أن الشخصية التي أثّرت فيه وجعلته يتجه إلى التدريب شخصان هما: على مستوى المهارة «المدرب المتألق: شوقي القاضي» وعلى مستوى النقد التدريبي «المدرّبة المتمكّنة: مسك الجنيد». وعن العمل التطوّعي يقول: لا أذكر عدد المرات التي درّبت فيها تطوعياً، لكني غالباً لا أتردد عن التدريب الطوعي أو بمقابل رمزي في حالة فراغي خصوصاً مع الجهات الخيرية أو في البرامج غير المدعومة. وعن البصمة التي يشعر بالفخر أنه وضعها في الواقع وكان التدريب سبباً في ذلك، يقول: التدريب جعلنا نصل إلى مختلف شرائح المجتمع والتأثير في أفكارهم وسلوكهم «محامين – إعلاميين – أكاديميين – مديري مؤسسات رسمية وأهلية – سياسيين..» وأذكر عبارة أحدهم في محافظة البيضاء قال فيها: «أنتم قادرون أن تقودونا إلى ما تريدون ببساطة..!!». وعن مواصفات المدرّب الناجح من وجهة نظره يقول: صفات المدرّب الناجح كثيرة؛ لكن أهمها من وجهة نظري: «التواصل الجيد مع المشاركين – الهدوء مهما احتد النقاش – البراعة في صناعة التمارين – الثقة العالية بالنفس – الابتسامة الدائمة – التمكن العلمي – المحافظة على حيوية المشاركين وتفاعلهم طوال الوقت». ولم يخفِ العريقي المعيقات التي تواجه التدريب، حيث يقول: افتقاده للنقد الموضوعي المتواصل – انحصار سوق العمل في العاصمة - اختيار المدرّب غالباً على أساس العلاقات وليس الكفاءة. وعن نظرته إلى التدريب اليوم وتقييمه يقول: أعتقد أن مساحة التدريب والاهتمام به بدأت تتسع نوعاً ما؛ إلا أن التدريب في بلادنا للأسف دخل فيه من يحسّن ومن لا يحّسن، وبمجرد حصولك على دورة TOT لأسبوعيين أو أقل ودون خبرة تتحوّل إلى مدرّب دولي، كما أن قلّة موارد التدريب دفعت الكثيرين إلى التدريب في عدة مجالات، وغاب التخصص والنوعية..!!. وعن رأيه في التدريب؛ هل هو مكسب مادي أم خدمات إنسانية يقول: كلاهما معاً، فكما ذكرت سالفاً التدريب «رسالة ومهنة» على أن تكون الرسالة حاضرة دائماً وإن غاب المكسب. وعن الرسالة التي يقدّمها إلى المجتمع من خلال التدريب يؤكد أنها: رفع الوعي – تغيير القناعات – إكساب مهارات – خلق اتجاهات، وهي أهداف التدريب التي تعلّمناها. وعن الظروف التي يشعر أنه يبدع فيها من خلال التدريب يقول: يسهم تفاعل المشاركين وتجاوبهم إضافة إلى بيئة التدريب في تشجيع المدرّب على تقديم أفضل ما عنده. وعن النصيحة التي يوجّهها إلى المدرّبين الجدد اليوم يقول: نصيحتي لهم باختصار، أن التدريب ليس دورة تحصل عليها؛ بل ممارسة تكسبك خبرة، وقاعدة التدريب الذهبية تقول: «لكي تكون مدرّباً متألقاً؛ تدرّب، ثم تدرّب، ثم تدرّب». ويؤكد العريقي أن التدريب رسالة ومهنة، التدريب تعلُّم وممارسة، التدريب فن وقيم، التدريب معلومة ومهارة، التدريب تمكُّن من المعلومة وتواصل جيد. إشارة: الدكتور ناصر محمد الأسد، المدير العام لمؤسسة رؤى للتسويق والعلاقات العامة، رئيس مؤسسة «ضع بصمتك» للتنمية، مؤسس والمشرف العام لمشروع «بصمة حياة» أول مشروع عربي متخصّص في نشر ثقافة الإنجاز، يواصل تكريم المدرّبين الذين ننشر بصماتهم من خلال هذه المساحة. [email protected]