إصابة مواطنين ومهاجر إفريقي بقصف متجدد للعدو السعودي على صعدة    قطر تؤكد دعمها لكل الجهود الهادفة إلى حفظ وحدة اليمن واستقراره    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    تحليل في بيانات الحزب الاشتراكي اليمني في الرياض وعدن    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    توتر جديد بين مرتزقة العدوان: اشتباكات مستمرة في حضرموت    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    صنعاء.. تشييع جثمان الشهيد يحيى صوفان في مديرية الطيال    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    مدرسة الإمام علي تحرز المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لطلاب الصف الأول الأساسي    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    تعز أبية رغم الإرهاب    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    صنعاء تحتفل بتوطين زراعة القوقعة لأول مرة في اليمن    3923 خريجاً يؤدون امتحان مزاولة المهنة بصنعاء للعام 2025    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بالفيديو .. وزارة الداخلية تعلن دعمها الكامل لتحركات المجلس الانتقالي وتطالب الرئيس الزبيدي بإعلان دولة الجنوب العربي    الإعلامية مايا العبسي تعلن اعتزال تقديم برنامج "طائر السعيدة"    الصحفي والمناضل السياسي الراحل عبدالرحمن سيف إسماعيل    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    ويتكوف يكشف موعد بدء المرحلة الثانية وحماس تحذر من خروقات إسرائيل    باكستان تبرم صفقة أسلحة ب 4.6 مليار دولار مع قوات حفتر في ليبيا    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    بيان بن دغر وأحزابه يلوّح بالتصعيد ضد الجنوب ويستحضر تاريخ السحل والقتل    الجنوب العربي: دولة تتشكل من رحم الواقع    ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    ذمار.. مقتل مواطن برصاص راجع إثر اشتباك عائلي مع نجله    النائب العام يأمر بالتحقيق في اكتشاف محطات تكرير مخالفة بالخشعة    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    لملس يتفقد سير أعمال تأهيل مكتب التعليم الفني بالعاصمة عدن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    وفاة رئيس الأركان الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة في أنقرة    البنك المركزي يوقف تراخيص فروع شركات صرافة بعدن ومأرب    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لموقع عدن الجغرافي.. وصلاحية مينائها جعلها عرضة للأطماع الأجنبية
الاحتلال البريطاني لعدن

بحكم موقع عدن الجغرافي الذي يربط بين طرق التجارة العالمية شرقاً وغرباً.. جعلها عرضة للأطماع الأجنبية ذات الأهداف الاستعمارية التي تتصارع على مواقع النفوذ الدولي منذ 1513م ونظراً لذلك فقد تعرّضت عدن للعديد من الغزوات الحربية الهادفة لاحتلالها إلا أنها لم تتمكن من السيطرة عليها، وعلى هذا ظلت محل اهتمام دول العالم في العصر القديم، حيث قدم إليها عدد من البعثات العلمية والاستكشافية أهمها البعثة الاستكشافية الدنماركية تلا ذلك الغزو البريطاني لموانئ اليمن منذ 1799م وحتى 1839م حينما احتلت القوات البريطانية عدن.. ثم أبرمت مع الحكام المحليين «35» معاهدة حماية و«90» اتفاقاً يقضي بتبعية مناطق الجنوب لسلطة الاحتلال وتمخض عنها إنشاء حكومة اتحاد الجنوب العربي الفيدرالي “المزيّف”.. واستناداً إلى ذلك لنا أن نشير هنا إلى الأسباب الحقيقية لاحتلال عدن ومنها أولاً : الأهمية الاستراتيجية.
حينما كانت حكومة التاج الملكي البريطاني الممتدة مستعمراتها ومتناثرة في أصقاع كثيرة داخل الكرة الأرضية وكانت أكبر مستعمراتها الهند والتي كانت تسمى آنذاك “درة التاج الملكي البريطاني” ولذلك كان لزاماً عليها إيجاد موقع جغرافي هام يربط بين كبرى مستعمراتها ولأجل تموين سفنها التجارية بوقود الفحم الحجري، وقاعدة عسكرية، لأن سفنها التجارية كانت حينها تتعرض لعمليات القرصنة البحرية، ولأن باب المندب ممر بحري هام وهمزة تواصل بين بريطانيا وكبرى مستعمراتها الهند.
لأن موقع عدن جغرافياً قد أضفى عليها أهمية بالغة وكان في تلك الفترة سبباً في ثراء مواطنيها لأنها تربط بين طرق التجارة البحرية ومن ذلك بين الوطن العربي وقارة آسيا شمالاً وبين الوطن العربي وأفريقيا جنوباً عن طريق باب المندب.
ومنها إلى بلدان العالم الأخرى ومن شبه الجزيرة العربية وإيران وعبرها إلى شمال آسيا ومنها إلى شمال الكرة الأرضية، لأن البضائع كانت تصل إليها بسفن تجارية كبيرة وتمر منها عبر سفن صغيرة إلى بلاد الشرق ووادي النيل لأن البضائع التي كانت تصل إليها حينها من الضروريات والأقمشة والعقاقير الطبية والأغذية من قمح وغيره من المستلزمات الأخرى فصارت عدن سوقاً ولذلك أقام فيها التجار الأجانب وأسسوا فيها شركات للبضائع التي كانوا يستوردونها ثم يصدرونها إلى بلدان العالم الآخر.
ثانياً : صلاحية ميناء عدن
لقد عاصر شعبنا اليمني مرحلة جديدة هي بداية حكم الأئمة “الدويلات المستقلة” بعد ما استقلت اليمن عن الدولة العباسية في عام 1528م الموافق 935ه وكانت لحج خاضعة أو ملحقة بتلك الدويلات المتعاقبة.. وكانت هي الميناء الذي ترسو عليه السفن الكبرى، نظراً لخاصية ميناء عدن، وتميزه عن غيره من الموانئ الأخرى بشبه الجزيرة العربية فقد ميزها الله سبحانه وتعالى بموقع طبيعي هام ومرموق لتكويناته الصخرية والتي جعلته محمياً من الرياح والعواصف بسبب السلسلة الجبلية التي تحيط به من كل الجوانب.
السلطنة العبدلية
يعتبر مؤسس السلطنة العبدلية التي حكمت لحج آنذاك هو “علي بن صلاح بن سوام” الذي عين من قبل الإمام “المنصور بن حسين بن قاسم” بعد توليه السلطة بصنعاء في بداية عام 1728م لكنه بعد فترة انفصل عن الحكومة المركزية بمساعدة السلطان الفضلي وسلطان الحواشب، وأصبح تابعاً لهما لفترة قصيرة ثم تخلص من تبعيتهما، وأصبح سلطاناً مستقلاً.
الأطماع الأجنبية لعدن
إن الأهمية الجغرافية التي تتمتع بها عدن جعلتها آنذاك عرضة للأطماع الأجنبية ذات الأهداف الاستعمارية التي تتصارع على مواقع النفوذ الدولي ونتيجة لذلك كانت قد تعرضت للعديد من الغزوات الحربية الهادفة لاحتلالها ابتداءً من عام 1513م ومروراً بعام 1517م وعام 1524م وكذا بعام 1530م وأيضاً في عام 1538م وهي كالتالي :
1 1513م غزاها الأسطول البرتغالي بقيادة “ الفونسو البوكيرك ري” ولم يتمكن من احتلالها.
2 1516م غزاها الأسطول الدنماركي بقيادة “فان دي بروك” وأخفق في الاستيلاء عليها.
3 1524م حاول الاحتلال التركي غزوها لكنهم بعد ذلك أرجأوا مسألة الاحتلال وبقيت قطعهم البحرية بخليج عدن.
4 1538م تم احتلال عدن من قبل القوات الغازية التركية بعد سقوط عدد من الشهداء والجرحى وتم إعدام الحكام الطاهريين، شنقاً وتعليقهم على إحدى السفن من بينهم “عامر بن داوود الطاهري ومرجان حاكم عدن واثنين آخرين” وبعدها تركوا مفرزة عددها خمسمائة جندي. وأبحروا لاحتلال باقي الأراضي اليمنية بالغزو العسكري الأول لكن الأهالي بعدن اشتبكوا مع الحامية التركية وحرروا الشهداء.
البعثات العلمية الاستكشافية
ظلت عدن محط اهتمام دول العالم في العصر القديم حيث قدم إليها العديد من البعثات الاستكشافية خلال الأعوام 1609م 1612م 1614م 1616م 1618م 1708م 1711م 1738م 1762م.
وكانت أهم تلك البعثات العلمية هي البعثة العلمية الدنماركية والتي أرسلت من قبل الملك “تيدور الثامن ملك الدنمارك” مرسلة خصيصاً لاستكشاف الجزيرة العربية تحت إدارة البروفيسور العالم “مارتن نيبور” والبروفيسور “نور هيفن” والعالم اللغوي البروفيسور “نور اسكال” والعالم في العلوم الطبيعية الدكتور كريمر والعالم في الرسومات الدكتور “بور نفند”.
كانت البعثة قد وصلت أواخر ديسمبر 1762م لكن العلماء أصيبوا بمرض الملاريا الخطير وبسببها مات البروفيسور «نور هيفن» في عام 1763م.. أما الرسام بور نفند فمات في وسط البحر قرب جزيرة سقطرى وكذلك توفي عالم العلوم الطبيعية الدكتور كريمر في 29 أغسطس 1763م في بومباي بالهند ولم يبق على قيد الحياة فقط سوى العالم مارتن نيبور فقد نجا من الموت واستطاع مقابلة الإمام عباس المهدي ملك اليمن في صنعاء.
مراحل الاحتلال
قدمت الحملة بقيادة العميد البحري جنوب بلانكث والكابتن مواري 1799م لكن جون بلانكث انضم للتعزيز بالسويس في 1800م بغرض إخراج الفرنسيين من قناة السويس.
1 مايو 1799م تم احتلال جزيرة ميون أو بريم سابقاً 1800م القوات البريطانية بعدن لأن جزيرة ميون ليس فيها مياه صالحة للشرب وذلك بضيافة السلطان محسن بن فضل بن عبدالكريم وفي عام 1802م اتفاقية مخزن للفحم الحجري بعدن.
2 اتفاقية عدن 16 سبتمبر 1802م أرسلت حكومة بومباي البريطانية آنذاك السفير البريطاني سيربوفام في أواخر أغسطس عام 1802م ثم طلب من السلطان محسن بن فضل تنفيذ طلب رغبة حكومة بومباي البريطانية في إبرام اتفاقية مع حكومة السلطان وبعد فترة وافق السلطان محسن شريطة أن تكون اتفاقية تجارية ومساعدة في المجال العسكري بالمعدات للسلطان لكي يتمكن من إحراز التفوق الحربي على أعدائه فقد كان حينها على خلاف مع السلطان الفضلي.. وتم إعداد اتفاقية من الجانب البريطاني بعد موافقة السلطان محسن بن فضل بن عبدالكريم بتكليف حاكم عدن أحمد باصل نيابة عنه والسفير سيربوفام نيابة عن الحكومة البريطانية وهكذا أحضر الأمير أحمد باصل الاتفاقية للسلطان محسن بن فضل فنظرها ووجدها مكونة من “18” مادة كلها تتحدث عن الجوانب التجارية ما عدا المادة “ 14” التي تنص عن بيع مدينة عدن للبريطانيين بمبلغ قدره السلطان.. وقد كان نص اتفاقية عدن عام 1802م بموجب اقتراح الطرف البريطاني نصياً على النحو التالي المادة “14” يتم التنازل عن الجزيرة الصغيرة الموجودة غرب الرصيف للأمة البريطانية مقابل مبلغ مالي..
يتم دفعه حال إقرار هذه المعاهدة.. بحيث تتمكن من تحصينها والدفاع عن الخليج ضد أي من أعداء السلطان الأوروبيين أو الخارجيين.
السلطان محسن بن عبدالكريم رفض بيع الجزيرة للبريطانيين , وفي اليوم الثاني رجع الأمير أحمد باصل حاكم عدن من عند السلطان أحمد عبدالكريم فضل إلى عدن ومعه المعاهدة موقعة من قبل السلطان، رافضاً فيها المادة “14” الخاصة بحيازة الجزيرة التي تقع على الجانب الشرقي من مدينة عدن.. والتي أبدى السلطان تحصينها على نحو ما يراه البريطانيون، حينها وافق السفير سيربوفام، وتم قراءة المعاهدة، بعد تعديلها من سبع عشرة مادة مستبعدين المادة “14” الخاصة ببيع الجزيرة، ثم وضع السلطان توقيعه وختمه على نسخة باللغة العربية وكذلك وضع سير سيربوفام توقيعه وختمه على نسخة باللغة الإنجليزية بعد ذلك قام سيربوفام بتحرير مذكرة إلى المركير” ولنري الحاكم العام للمملكات البريطانية في الشرق الأوسط” حيال رفض السلطان بالتنازل عن الجزيرة.. ما يلي نصها على الرغم من أنني اعتبر أن سعادتكم لن تكونوا راضين عن أي شيء أقل من حيازتها في أي وقت تختارون، إصدار الأمر باحتلالها، وفي هذا الشأن أعتقد إنه خلال وقت قصير سوف لن تكون هناك أي صعوبة.. فيما قال السلطان محسن بن فضل بن عبدالكريم: أهون على المرء أن يحرق جسده، أفضل من أن تقتطع قطعة أرض من وطنه..
3)1805م محاولة احتلال جزيرة كمران أو قمران.
4) 1817م 1820م محاولة احتلال ميناء المخا من قبل الكابتن بروس البديل للعميد جون بن انكت.
5)1833م محاولة احتلال جزيرة سقطرى أو “ سوقطرة” ورحيل القوات البريطانية منها في يونيو 1835م بعد إفشال محاولتهم من قبائل قشن المهرية بقيادة عامر بن سعيد الطوعري ضد محاولة بروس والمكلف بدلاً عن الكابتن موراي.
قائد السفينة الحربية كوت« الكوماندر بيتنورث استافورد هنس».
6)جنوح السفينة التجارية الهندية بغية سيلان.. بعرض البحر في خليج عدن في 8 فبراير 1834م “ دريا دولة” وتم إسعاف الركاب الذين كانوا فيها وجميعهم من الأجانب الغربيين وصاحب البضاعة التي عليها هندي يتاجر بها لنواب محافظة مدراس الهندية.. وتم إرسال رسول إلى سلطان لحج لأن عدن حينها كانت تابعة له، فأوصى برسالة إلى قاضي عدن علوي بن زين « العيدروس» بحل الإشكال وإنقاذ البضاعة لأن النوافذ « البحارة» رفضوا إسعاف البضاعة إلا باتفاق، فتم بعد ذلك تقسيم البضاعة إلى ثلاثة أقسام قسم لابن السلطان أحمد بن محسن بن فضل، لأنه كان له قارب كبير وواسع استطاع من حمل أكبر كمية من البضاعة، وكان هذا بحسب الاتفاق المبرم كتابياً بينهم.. وعندما الكوماندر بيتنورث استافورد هندس .. سمع بما حدث وهو في سقطرى أو اتخذ ذلك حجة على السلطان محسن بن فضل بن عبدالكريم فضل السلامي العبدلي.. وظل يبتزه مادياً، ورغم أنه تم دفع قيمة البضاعة مضاعفاً له، لكنه ظل يطالب بأكثر من ذلك، ويدعي بأن ركاب السفينة الأجانب أهينوا من قبل البحارة.. وأخذ ملابسهم ويريد التعويض عن الإهانة مادياً.. وبعد أخذ وردبا في الرسائل من قبل السلطان إلى قيادة القوات البحرية البريطانية، في بومباي، وحكومة الهند الشرقية البريطانية ثم حكومة بريطانية بلندن، وقد ساعده هندس “ هنس” أحد المسؤولين بالموافقة على الاحتلال..؟
وهكذا بدأت الإعدادات بأضخم أسطول بحري يحتوي على فرقاطات وبوارج حربية وقطع قتتاليه بحرية، وطرادات قتالية وسفن للذخيرة وأخرى للمؤن منذ نوفمبر « 1838م» توقفت العمليات الحربية البريطانية مؤخراً بسبب وفاة الملك يتدور الثاني ولما تولت ابنته الملكة فكتوريا الثانية، فأعطت الموافقة بحيازة عدن وضمها لمملكات التاج الملكي .. فتم حينها إرسال القطع البحرية الحربية المعززة لتنضم إلى القوات السابقة التي كانت تحاصر عدن من قبل وهي على النحو الآتي:
1 ثلاث فرقاطات لم تشترك بقتال جوي وإنما اشتركت بقتال بحري وأرضي وهي بناريوس وكوت وفولاج.
2 اثنتا عشرة سفينة حربية قتالية للقنص المدفعي الثقيل 3 اثنا عشر طراداً قتالياً.. تغلغليه وعائدة. 4)أربع سفن حربية قتالية 5) ثلاث سفن أخرى 6) اثنتا عشرة سفينة للمؤن والإمداد الحربي 7)اثنا عشر صفاً من السفن الحربية القتالية..
هذه القوة بقيادة الكوماندر بيتنورث استانورد هندس ، وقائد عملياتها الكابتن سميث، ونائبه الميجر بيلي.
الحسم النهائي .. باحتلال عدن..
بدأت العمليات الحربية البريطانية بواسطة البوارج الحربية تصب نيران حممها، ابتداءً من يوم “ السبت 11 يناير 1839م منذ الصباح الباكر، حتى فترة الظهيرة يومياً واستمر ذلك حتى 18 يناير 1839م لكن يوم الاثنين 19 يناير 1839 كان هو اليوم الحاسم للمعركة جرى فيه قتال ضار غير متكافئ من حيث التفوق التكنولوجي للأسلحة الحربية المتطورة بالإضافة للذخيرة المعدة بكميات كبيرة للمدفعيات والأسلحة المتوسطة والمؤن الأخرى علاوة إلى عدد كبير من القوات البريطانية.. المجهزة للقتال.. فضلاً عن القوة الهندية التي أحضرت للمساندة ..بينما كانت ذخيرة المدافعين عن المدينة قد نفذت من قذائف الأسلحة الفردية “ البنوت” خلال تسعة عشر يوماً، وما قبلها بشهرين، لكن الرجال صمدوا في وجه العدوان بقدر ما تضررت مواقع الدفاعات في قلعة صيرة، وبندر دراس، والحصون، والبوابة الشمالية وقرب جبل حديد، والبوابة الجنوبية وقرب البوابة الشمالية التي كان يتمركز فيها آنذاك اثنا عشر مدفعاً، لصد الهجمات عن مدينة عدن وهي:
اثنان منها نحاسيان بطول 18 قدماً عيار 64 رطلاً.
ثلاثة مدافع “ فوق قلعة صيرة” 1 مدفع عند “ بندر دراس” للسيطرة على الممر، مدفعان عند “ البوابة الجنوبية” مدفعان اثنان عند إطلالة الحصون في الجهة الشمالية من البوابة الشمالية مدفع قرب “ جبل حديد” أربعة مدافع صغيرة للمحافظة على الشاطئ من قرب.
نتائج المعركة
أما نتائج المعركة، فقد كانت على النحو الآتي:
1 استطاع أحد المدافعين إنزال العلم البريطاني، ووضع العلم اللحجي اليمني بديلاً له وسط الهجمات الحربية وطلقات الرصاص التي تطال جسمه..
2 ظلت بنادق المدافعين عن المدافعين عن المدينة الفردية “ البنوت” تطال الجنود البريطانيين حتى نفاد الذخيرة منها، بعد أن نفدت ذخيرة المدافع وتضررها من القصف المدفعي الثقيل من القطع الحربية البريطانية، ولم يأبهوا من التفوق التكنولوجي للمعدات الحربية والعتاد والعدة والمؤن بأسطول بحري كبير.
3 قال الميجر بيلي بعد تلقيه الأوامر من الكابتن سميث قائد العمليات المكلف بتصفية الجيوب وتجريد الأسرى، والسيطرة على المواقع، كانت النتيجة ستكون مرضية للجانب البريطاني رغم الخسائر بالأرواح، لكن اثناء تجريد 139 سجيناً عربياً، كانوا محاصرين بعد نفاد الزوارق ونزول القوة البريطانية.. وقد نفدت منهم الذخيرة والمدافع تقصف مواقع الخروج، حدثت أغرب حادثة لم يشهد مثلها أبداً، في وقت تجريد الأسرى، وقد تم حينها تسليمهم للميجر “ أزبون” المسؤول في تجريد الأسرى وأثناء تجريد السلاح الأبيض، أبدى الرجال الأسرى، مقاومة شديدة. فقد كتب بيلي.. وكان اللفتانت “دوبري” من فرقاطة صاحبة الجلالة “فولاج” وقد أرسلهم بصحبة الجنود، فاستطاعوا الهرب، بعد أن قتلوا ثلاثة من الجنود البريطانيين وجرحوا خمسة أخرين وولوا هاربين.. وتبقى حادثة محزنة أثناء تجرير 140 أسيراً وتم تسليمهم للميجر “أزبون” ابدى أحد الجنود البريطانيين خشونة في أخذ السلاح فسمعنا حينها صرخة مدوية، بعد أن اخرج العربي خنجره، وقتل الجندي وسمعنا طلقات الرصاص واستل كل عربي خنجره.. ووجهه إلى أقرب بريطاني.. حدث ذلك في دقيقة واحدة، وثم هرب بقية الأسرى، وكانت النتيجة بعد ذلك بأن قاوم البريطانيون بأسلحتهم النارية وبأي سلاح، حيث كان ثمانية من الجنود البريطانيين ممددين على الأرض اثنين صرعى والباقون جراحهم خطيرة.. جداً.. مات بعد ذلك واحد أو اثنين.
خسائر الجانب البريطاني
بقدر ما كانت النتيجة النهائية.. هي كالآتي:
1 15 قتيلاً بريطانياً منهم 8 من حادثة الأسرى الهاربين.
2 أصيب هندي “هنز” برصاصة مست رأسه لم تجرحه جرحاً بليغاً.
3 أصيب “سميث” برصاصة برأسه بجرح طفيف.
4 ومن ضمن القتلى: طعن رقيب بريطاني قتل على إثره، جرح أربعة جنود من الفوج الأوروبي، جرح المترجم البريطاني العربي، قتل رقيب من الفوج الأوروبي، قتل واحد من الفوج الأوروبي.
خسائر الجانب العربي
أما خسائر الجانب العربي هي:
1 40 فقدوا نهائياً.
2 25 جروحهم خطيرة.
3 جرح راجح العزيبي توفي بعدها في اليوم الثاني متأثراً بجراحه.
4 جرح علي بن سلام الذي كان يقود المعركة للدفاع عن المدينة.
5 استشهد 139 شخصاً.. حسب المعلومات من الجانب البريطاني..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.