ينتهي دوما سيناريو الزواج, والاستقرار في بيت أهل الزوج, بهذه الجملة التي تكون إما مفتاح الاستقلال, والاستقرار في عش زوجي مستقل عن هيمنة العمة أم الزوج, أو تكون بمثابة النهاية لتلك الزيجة برمتها.. في حال تعنت أهل الزوج ورفضهم استقلال ولدهم. ترفض العديد من الزوجات السَّكن مع أهل الزَّوج في ذات المنزل، لكن بعضهنَّ يقبلن في البداية، على مضض على وعد ونية الاستقلال في حال تحسنت أمورهم المعيشية, والمادية, لكن قبل تحقق ذاك الوعد تعصف بالحياة الزوجية مشاكل, وخلافات, تسبب توتراً في العلاقة بين الزوجين, وبينهم وبين ذويهم.. تنجح كثيرات في تحقيق الاستقلال بحياتهنَّ بعيداً عن أهل الزوج فيما بعد وبعد مشاكل كثيرة، وتفشل أخريات ويعشن واقع المشاكل كروتين يومي و أمر واقع لا مفر منه.. لأني لم أنجب بعد تقول (ر. م) متزوجة منذ خمس سنوات : إنها تعيش في بيت أهل زوجها حصاراً أشبه ما يكون بحال معتقل بداخل سجن تتدخل أم زوجي في كل تفاصيل حياتنا الصغيرة والكبيرة حتى أننا لا ننعم بخروج للتنزه أو حتى وجبة جاهزة دون أن يكون بعدهما مشروع مشكلة كبيرة تصل دوماً إلى حد ذهابي إلى بيت أهلي لفترة حاول زوجي مراراً إقناعهم باستئجار منزل خاص بنا لكن دون جدوى فهم دوماً يضعون أمامه حلولاً وشروطاً تعجيزية ,وعراقيل كالبناء مثلاً لا الاستئجار وآخر مبررات رفضهم أني لم أنجب بعد لذا لا استحق أن يكون لي بيتي الخاص ومملكتي المستقلة أهل زوجي يضغطون عليه الآن لتطليقي على أن نستقل بمنزل خاص بنا رغم أننا منسجمون وليس بيننا مشاكل. تقارير دخول وخروج (أم رغد) قبل الزواج بنى زوجي غرفتين وحماماً فوق بيت أهله بعد البناء تزوجنا وكنا نأكل ووالدته سوياً كونها وحيدة ومع ذلك لم تترك لنا بالاً يهنأ لنا كنت لا استطيع حتى ضرب مسمار في جدران الغرفتين التي بناهما لي إلا وتعارض عمتي وتحدث مشكلة بحجة أني (أخرب البيت) ولأنها تسكن تحتنا كنا في الدخول والخروج نقدم تقارير أين سنذهب؟ ومتى سنعود؟ وماذا سنشتري وفي حال اشترينا شيئاً أقامت علينا الدنيا بحجة أني أهدر مال ابنها وسأدمر مستقبله لدرجة أنها كانت أحياناً تبكي بسبب ذلك ظللنا هكذا لست سنوات ثم انتقلت إلى بيت مستقل بالإيجار وتركنا ما بناه زوجي بسبب مشاكل عمتي والآن نحن وهي على وئام وانتهت المشاكل والحمد لله. بالحيلة تمكنت تعترف( أم نجوى) وهي ربَّة بيت بتفننها بافتعال المشاكل، وإقناع زوجها بأنَّها على حق؛ حتى استطاعت أن تستقل بشقَّة خاصَّة بها، حيث تقول: «لم أكن أرغب أن أسكن مع أهل زوجي، ولكن أصرَّت والدة زوجي على ذلك بحجَّة أنَّ راتب ابنها قليل، ووافقت على ذلك حتى تتم مراسم الزَّواج، وبعدها بدأت بالتَّخطيط والتَّدبير كيف أستقلُّ بحياتي بعيداً عنهم؟ كنت ألتزم غرفتي ولا أخرج منها إلا لضرورة الأكل والشرب، وعندما يسألني زوجي أقول: «شقيقاتك يكرهين وجودي معهن»، وغيرها من الأمور، لكنَّه في البداية لم يهتم، وأصبحت أبكي وأحبس نفسي في غرفتي، وعندما يحضر ضيوف لا أخرج حتى للسَّلام عليهم؛ ما جعل أهل زوجي يتضايقون من تصرُّفاتي؛ ويطلبون منه أن ينتقل لمنزل خاص بنا مما اضطر زوجي إلى استئجار بيت والآن نحن نسكن في منزل خاص بنا. زوجة ابني .. تطردني من بيتي جميلة .. ليست زوجه لكنها أم زوج تقول عن نفسها: إنها ضحية لزوجة ابنها وتضيف : بأنها حاشا أن تكون بشراً بل هي الشيطان نفسه كان ابني محباً ومطيعاً باراً بي لأبعد الحدود بعد زواجه منها بفترة بسيطة انقلبت أموره وأصبح شخصاً ثانياً لا اعرفه صار يسمع كلامها في الصغيرة والكبيرة ويراها وهي تصرخ في وجهي وتشتمني بل وتطردني من البيت زاعمة أنه بيت زوجها وإنها لم تعد تتحمل بقائي فيه دون أن يتدخل أو يمنع ذلك استمر الأمر كذلك لسنتين كانت آخر مشكلة قبل العيد صمته عن أفعالها اضطرني لأن اطلب من عاقل الحارة التدخل وطردها من البيت هي وولدي. صبرت حتى استطاع زوجي الاستقلال «أم رنيم » موظفة في قطاع خاص قالت: «منذ أن تقدَّم لي والد رنيم، كان شرط أهله أن أسكن معهم في نفس المنزل؛ لأنَّ مستواهم الماديّ ممتاز ومنزلهم كبير جداً، خصصوا لي غرفة وحماماً قبل الزواج لم أكن راضية عن ذلك لكن أهلي أقنعوني بالموافقة، وبالفعل تزوَّجت وأنجبت ثلاث بنات، وولداً وطلبت من زوجي أن نخرج من المنزل، أو يتم زيادة عدد الغرف؛ لأنَّ أبنائي بدأوا يكبرون، وكان في نفس الطَّابق الذي أسكن فيه غرفتان لشقيقاته اللاتي تزوَّجن، واقترحت عليه أن تكونا غرفة نوم للأولاد إلى جانب الغرفة والحمام أعجبته الفكرة، وعندما ناقش والديه، رفضت والدة زوجي وبشدة ، وحدثت مشكلة كبيرة، واتَّهمتني فيها بأني أخطط لأخذ الدور العلويّ بأكمله، وطلب زوجي مني حينها أن أصبر؛ معاملة زوجي الحسنة معي جعلتني أنتظر، والحمد لله تمكَّن من بناء منزل خاص بنا واستقلَّت حياتنا واستقرت والحمد لله. أجد متعه في السَّكن معهم «أم لينا»، وهي ربَّة بيت «تزوَّجت منذ 7 سنوات، وعشت في منزل أهل زوجي، والحمد لله لم أشعر يوماً أنني مقيَّدة بمن معي؛ لأنَّ عمتي امرأة طيبة جداً لدرجة أني اسميها بالملاك لا تتدخل في شئوني أبداً كذلك هم اعتادوا مني أن أجلس معهم في أوقات محددة، وأذهب أنا وزوجي وابنتي وأسافر ولا أشعر بالتقيُّد بهم، ولكن تتغيَّر بعض مواعيد زيارتي لأهلي أو صديقاتي إلا وفقاً لأهميَّة الضُّيوف الذين يزورون أهل زوجي. رفضت العيش معهم «هناء» طالبة جامعية: «اتفقت مع زوجي بعد عقد النِّكاح أن نؤجِّل الزَّواج إلى أن يُنهي تجهيز عش الزوجيَّة؛ لأنني رفضت أن أعيش مع أهله، فأنا أريد الاستقلال بحياتي الزوجيَّة منذ البداية، وأنصح الفتيات المقبلات على الزَّواج بأن يطلبن الاستقلال بحياتهنَّ بعيداً عن أسرهن سواء أهل الزَّوج أو أهل الزَّوجة؛ حتى تقلّ المشاكل والتفرُّق بين العائلات، فالزَّوجات وأهل الزَّوج للأسف في كثير من الأحيان يقومون بتفريق الأهل؛ بسبب خلافاتهم على أمور تافهة. من بداية الارتباط أم هشام «أنا مع الاستقلال في السَّكن منذ بداية الارتباط، بل قبل عقد القران، إذ يجب أن يكون عش الزوجيَّة مستقلاً ولو بأقل الإمكانات؛ حفاظاً على الخصوصيَّة، ومن ليس لديهم القدرة الماديَّة، فمن الأفضل أن يؤجلوا الزَّواج إلى حين التمكُّن من توفير جميع متطلَّباته المعنويَّة والماديَّة؛ للحدِّ من تحايل البعض للاستقلال والمشاكل التي تحدث إلى حين حدوث ذلك. مملكتي الخاصة وترى «فاطمة معلمة» أنَّه من حق المرأة الاستقلال بحياتها، وبحثها عن منزل خاص بها، وتضيف «من وجهة نظري، لا يوجد أيّ تحايل من النَّاحية الاجتماعيَّة، وإنَّما هي اتفاقيَّات بين الطَّرفين لتيسير الحال، وأيةّ فتاة طبيعي أن تحلم بأن يكون لها مملكتها الخاصة بها وتكون هي ملكة هذا العش الصَّغير بعيداً عن تسلط الأهل وصلفهم وتدخلهم في كل شيء حتى في تربية الأطفال. الزواج والاستقلال صفوت ، مدرس يقول: «للأسف أصبح هذا اليوم شرط كثير من الفتيات وأهلهنَّ عندما تخطب ابنتهم، هو أن تسكن في منزل خاص بها بعيداً عن أهل الزَّوج، أنا لست ضد الفكرة، ولكن يجب ألا يشترطوا إلا في حال وجود مشاكل خصوصاً أن تكاليف الحياة وغلاء المعيشة وارتفاع الإيجارات كل هذا جعل من الزواج والاستقلال أمراً بالغ الصعوبة خاصة مع ثبات دخل الموظف ينبغي أن يدرك الآباء والأهل أن الاستقلال والزواج هذه الأيام ينبغي أن ينظر إليه مثل حكم الحج لمن استطاع إليه سبيلاً .. يسروا ولا تعسروا. رأي اجتماعي وترى الأخصائيَّة الاجتماعيَّة «منية عبد الحليم » أنَّ على الأزواج الذين سيسكنون مع أهلهم أن يكونوا على دراية بكيفيَّة التَّعامل معهم، وأن يحاولوا قدر المستطاع عدم إدخالهم في تفاصيل الحياة الزوجيَّة اليوميَّة وإيجاد استقلالية بقدر المستطاع حتى لا تحدث الكثير من الصدامات فيما بينهم ويجب أن يحاول كل زوجين يعيشان مع أهل الزَّوج الاستقرار بحياتهما وتكييف ظروفهما، وأن يضعا حدوداً لتدخُّل أهل الزَّوج في بعض الأمور التي تخصُّهما.