حرصاً على الدور الثقافي الذيبات رديفاً لمدينة تعز الحالمة، وتعزيزاً للدور الهام التي تمثله المحافظة في نشر الوعي والرقي الثقافي وبالأخص بين أوساط الشباب، كون تعز الأم الحاضنة لكل أبناء المحافظات اليمنية، ولأنها تعز الأدب والثقافة.. تعز الأشرفية والمعتبية.. صبر والمظفر.. وضمن فعاليات تعز عاصمة الثقافة اليمنية .أقامت محافظة تعز مهرجان تعز محلى هواك الكرنفالي، على مسرح حديقة التعاون، الذي استمر للفترة من ثالث حتى سابع أيام عيد الأضحى المبارك.. تخلل المهرجان العديد من الألعاب الشعبية، المسابقات الثقافية، والجوائز، والموروث الشعبي التعزي الأصيل. استعادة الماضي في حفل افتتاح المهرجان تحدث وكيل محافظة تعز عبد الله أمير عن الموروث الأصيل، الذي ألتمسه من خلال مسرحية الصباح الريفي، التي حاكت الواقع بكل معانيه الجميلة، وبساطته، ونقاوته. وأشار إلى مدى حب وحاجة الناس لهذه الموروثات الشعبية؛ لاستعادة أصالة الماضي. كما أكدّ الوكيل الدور الفعّال الذي تقوم به المحافظة في سبيل تعزيز مبادئ الثقافة، وأشاد بالدور الفعّال الذي يقوم به محافظ المحافظة شوقي أحمد هائل في سبيل ترسيخ الأمن الوطني، والثقافة العقلية.. وفي ختام كلمته توجه بالشكر الممزوج بالإعجاب والاندهاش لجميع فريق العمل الموجود آنذاك، ولجهودهم الجميلة، وللشركات الداعمة المهتمة بهذا الجانب. أفرحتمونا أفرحكم الله كما تحدث مخرج المهرجان شكيب الأمير قائلاً: لعلّ أبرز ما ظهر به المهرجان هو لوحة الصباح الريفي، وفريقها الرائع، الذين جسدوا جماليات الموروث المتنوع لتعز الأرض والإنسان، هذا وقد تخلل الموال المصاحب للفتاة الريفية، وموال الفلاح الأصيل المحب للأرض الطيبة، ودوره في صياغة رشفات حب الأرض والوطن للأبناء والأحفاد. بالإضافة إلى الأسلوب الشيق الذي ذُهل الكثير من الأطفال وهم يشاهدون نموذجا من الألعاب التراثية الشعبية، الموروثة من عهد آبائهم القدماء، وقد مرت عجلة التاريخ بهم وعادوا إلى زمن القدماء، ومارسوا هذه الموروثات ولكن بلمسات جديدة تختلف عن الماضي.. ويضيف المخرج: “تعز محلى هواك” لم يتوقف هنا فحسب بل استمر للفترة المسائية، بمفاجآت عديدة قدمت للجمهور كوجبات ثقافية متنوعة بين المسرحية والغنائية، والمواهب المتميزة، والمسابقات الثقافية المتبوعة بالجوائز القيمة، بالإضافة إلى نجمي المهرجان مذيعي المهرجان الكرنفالي الأول بتعز المتميزة آية خالد، والمبدع سمير السروري المتألقين دوماً في سماء تعز، حيث أمتعانا وأغرقانا بالكثير من المفاجآت. واختتم حديثه بكلام منقول عن أحد الآباء اللذين حضروا المهرجان والذي عبر عن مدى سعادته بالمهرجان فقال: “أشكر المخرج الرائع شكيب الأمير، وكل المهرجان رعاة”، وأخيراً قال: “أفرحتمونا أفرحكم الله”. دعوة لتكرار التجربة ومن المخرج إلى الحضور، حيث حدثتنا أروى الشميري إحدى الحاضرات في افتتاح المهرجان قائلة: الفكرة كانت أكثر من رائعة، والحماس الشبابي لدى فريق العمل بأكمله ابتداءً من المخرج والمذيعين حتى طاقم لجنة النظام، لم يكن حماسهم سُدى وإنما كان لعمل أشياء، ومجهودات قيمة تساعد على إنجاح العمل بكل مقوماته، متمنين أن يتم تنفيذه في العام القادم، حتى وإن كان هناك أخطاء يجب تلافيها في المرة القادمة، ليس لأجل شخص أو جماعة.. بل لأجل تعز، وماذا أقول عن هذه المدينة التي تستحق أن تكون دُرة، لكن الإهمال دمرها، فمهما حاول المسئولون تلميعها وانتشالها من بؤرة الإهمال المتعمد نجد أنّ هناك من يريد لها البقاء كما هي درة يعلوها التراب، فلتكونوا أنتم من تعيدون لها البهجة ولأطفالها الابتسامة. وفي الأخير بصراحة أريد أن أشكر طاقم العمل الذي بذل جهدا رائعا رغم كل الصعوبات والمعوقات. الرعاة وتكاتف الجهود بعدها أشار مجيب المعمري من شركة ماس للدعاية والإعلان إلى أنّ المهرجان الكرنفالي الأول “تعز محلى هواك”، لم يتم بجهد شخص معين، بل بتكاتف لجهود العديد من الأشخاص جاءت؛ لتبرز جماليات الموروث الشعبي المتميز لمدينة تعز الحالمة، وبالتزامن مع إعلان تعز عاصمة الثقافة اليمنية، كان لابد لنا من وضع بصمة، وتوضيح مفهوم عاصمة الثقافة، وإظهار ما يجهله الكثيرون عن تعز من موروث، وثقافات، كما أنّ الفكرة أتت؛ لإخراج الناس من جو الحزن والخوف إلى الجو الفرائحي العيدي؛ لقضاء أروع أربعة أيام عيدية في تعز محلى هواك، بدلاً من السفر إلى خارج المحافظة؛ لقضاء إجازة العيد.. وأضاف المعمري: كان اختيارنا لحديقة التعاون نظراً لمساحتها الكبيرة الممكنة؛ لاستهداف كل الطبقات الاجتماعية، ولأن تكاليفها المادية تناسب الجميع.. كما أكد أنهم ما زالوا يقيسوا نسبة نجاح المهرجان، ومدى تحدث الناس عنه، وعليه سيتم تحديد إمكانية تكراره في العام المقبل أم لا. فريد من نوعه الدكتورة الصيدلانية حنان خالد التي تحدثت عن مدى إعجابها بالمهرجان وقالت: يعد هذا المهرجان فريدا من نوعه في محافظة تعز، وخصوصاً في ظل الأجواء التي نعيشها، حيث جذب العديد من سكان تعز، وذلك لما احتضنته من الفقرات العديدة من ترفيهية وترويجية التراثية الممتعة، إضافة إلى التراث الشعبي الذي جعلنا نشعر أننا حقاً في تعز العز، متمثلاً في الديكورات والفقرات واللوحة الفنية الصباحية المسمية ب”الصباح الريفي”، إضافة إلى المذيعين المتألقين سمير وآية وظهورهما الجميل، وملابسهما تكاد أن تنطق قائلة: “أنا تعزي”. وأشارت إلى أنها حضرت اليوم الأول مما أجبرها على حضور 4 الأيام على التوالي، وقالت: لم أشعر أبداً بالملل، فكل يوم كنت أرى إطلالة جديدة لم أرها في اليوم السابق، ولعل أبرز ما أعجبني هو كلمات المذيعين، التي كانت جميعها مقتبسة من الفن اليمني القديم. أصالة وجمال رحاب السبئي إحدى الفتيات اللاتي حضرن المهرجان حيث تقول: بالتأكيد محلى هواك، كان جداً رائعا وممتعا للغاية وفكرته كانت قوية وجديدة، ولم يسبق لمحافظة تعز، وإن شهدت مثل هذا الكرنفال المتميز، حيث تناول أشياء كثيرة منها: التعريف بتعز عاصمة الثقافة اليمنية، كما أنّ التوقيت الزمني كان مناسبا في أيام عيد الأضحى المبارك، والكثير من الناس يقبلون على مثل هذه الفعاليات عادة في الأعياد، والعطل الرسمية، فقد قضينا وقتاً ممتعاً في ظل وجود مستقبل تعز وشبابها الأحرار، ونجومها الساطعة على سماء الأكوان، وفي ظل كل هذا جهود الشركات الرائعة في تقديم الهدايا العديدة. وأضافت السبئي: بالنسبة لي لم أكن في البداية متحمسة للحضور، كون الفكرة لم تكن واضحة لدي، لكن عندما ذهبت تمنيت الذهاب كل يوم؛ لما فيه من المتعة والفائدة، والتراث التعزي الأصيل بعينه، أستطيع أن أصفه بالجمال الأصيل كل شيء فيه دل على الإبداع (مخرج – فريق عمل – ألعاب شعبية – مسابقات – لجنة نظام وأمن – مذيعين لديهما مهارة شق القلوب والدخول إليها بأساليبهم الراقية.. ومهرجان “تعز محلى هواك” ذكرنا بتراث كنا قد نسيناه في ظل التطورات العصرية، باختصار المهرجان: أصالة وجمال في إبداع. روعة وإبداع وإلى رمزي الشرعبي المخرج المسرحي الذي جاء من محافظة صنعاء لحضور المهرجان حيث قال: من ناحية تسمية المهرجان كان من الأفضل من وجهة نظري تسميته بالمهرجان “التسويقي تعز محلى هواك”، هذا من ناحية التسمية أما من ناحية الجهد فإن المهرجان عليه شغل رائع تنظيماً وإعداداً، وحتى تاريخ ووقت واختيار حديقة التعاون بجميع الأحوال قفزة نوعية هائلة، حيث اهتموا بها وعادوا لها الزوار بعد أن كادت تكون مجهولة، وأغلب زوارها هم ذوي البساطة والدخل المحدود، وإقامة المهرجان في منطقة كانت شبه مهجورة، وبتعز محلى هواك عادت إليها نوع من الحياة. مهرجان العام وكل عام هذا ما أوضحته الآراء السابقة بأنه يجب أن يتكرر مهرجان “تعز محلى هواك” في كل عام، كما نطقت الآراء شاكرة للمخرج وفريق عمله.. إذن لعلّ هذا هو أبرز حل لاستعادة أصالة الماضي وهو العودة للتراث العريق، وبهذا يكون “تعز محلى هواك” السبّاق لنشر الثقافة في مدينة تعز، وسنرى القادم بإذن الله. انطلاقة الإبداعات مهرجان (تعز محلى هواك) مهرجان شعبي يحاكي الموروث اليمني، وتحديداً الريف التعزي، ويعتبر هذا المهرجان الذي استمر أربعة أيام ابتداءً من ثالث أيام العيد، وحتى سادس أيام عيد الأضحى المبارك، انطلاقة حقيقية لإبداعات أبناء الحالمة تعز، فكم حوى هذا المهرجان من فعاليات عاشها أبناء تعز من مختلف الأطياف والأجناس والمناطق، وذلك من خلال التنوع، فوجدت الألعاب الشعبية القديمة للأطفال والمسابقات والجوائز، ومشهد الصباح الريفي، الذي تألق به كعادته المخرج شكيب الأمير من خلال محاكاته للريف اليمني.. ولا ننسى بأننا عشنا منذ الوهلة الأولى لفكرة المشروع، ومن ثم البروفات الخاصة بالفعالية، وكلنا أمل وثقة بأن “تعز محلى هواك” سيكون المهرجان النوعي والمتميز، وخاصة أنه أُقيم تحت ظروف بيئية سيئة نوعاً ما على مسرح حديقة التعاون بالحوبان، وهي الأقل أمناً آنذاك من غيرها من المتنزهات، إلا أننا بفضل الله عز وجل وصلنا بالأخير بكرنفال بحلة رائعة جديدة متنوعة، وكذلك فريد بحضوره الرائع، حتى أن صداه أصبح يردد على كل أفق. بالنسبة لنا كنا في قمة السعادة حيث منحنا الثقة الكاملة لنكون مذيعين أساسيين نترأس الفقرات ونرحب بالحضور، ونقضي معهم ثلة كانت من خير الأوقات؛ لهذا الحدث حاولنا جاهدين أن نقدم هذا المهرجان بالصورة اللائقة وشهد الكثير لنا بذلك.. ففي اليوم الأول لافتتاح مهرجان “تعز محلى هواك”، ونحن على المنصة معاً نفاجأ بأن الجمهور عددهم فاق كل التوقعات، كما أنهم كانوا في قمة الحماس والتفاعل معنا فكانت أصواتهم تتعدى أصواتنا هاتفين: “تعز.. تعز” وتحينا.. سعدنا جداً بهذا الحضور الأكثر من رائع. بالأخير نتمنى أن يكون هذا المهرجان بداية لانطلاق العديد من المهرجانات ضمن فعاليات تعز عاصمة الثقافة اليمنية.