بالورود أيضا وبالمشاقر أيضا بالأزياء التراثية اختتم مهرجان الرياحين الخميس الماضي في نادي تعز فعاليات دورته الأولى التي بدائها السبت الماضي بذات المشهد في جبل صبر. المدير التنفيذي للمهرجان الأستاذ فكري قاسم الذي طلب من الحاضرين وقوف لحظة حداد وقراءة الفاتحة إلى روح الإعلامي الشهير يحي علاو قال إن مهرجان الرياحين في دورته الأولى حاول إستنهاض الحضارة العريقة التي صنعها الإنسان اليمني بالإنتاج والقيم النبيلة من خلال زرع شتلات الشقر والرياحين,والعودة إلى مخزن الموروث الشعبي من خلال مسابقات المهاجل والزوامل والرقص الشعبي والراوي الشعبي ومطبخ مأكولات السهل والساحل والجبل ,لأن اليمن عبر التاريخ موطن إنتاج ومحبة وسلام. وأضاف : أن السير في عكس اتجاه هذا الموروث الإنساني المثمر ,خلق لبلادنا كثيرا من المشاكل والحروب وطعن قلب اليمن الأخضر والسعيد ب" ثلة من الجهلة والمتزمتين "الذين عطلوا حركة الإنتاج , ودكوا الذائقة ,وساهموا وبشكل أشد قسوة في طمس هوية الإنسان اليمني الزاخر بالعطاء , وقدموه كإنسان كسول , يتكئ على " حزام ناسف " بحثا عن أقرب طريق للجنة . وإذ أكد أن قوة الإنسان اليمني لم تكن في رائحة البارود , أو في أحجار المنجنيق , بل في رائحة التربة التي زرعها, وفي ما تسرب من مطحن الذرة ,وأدخنة طهي قشرة البن الأصيل , وفي رائحة الشقر والبخور . دعاء باسم المهرجان رئيس الجمهورية ووزيري الثقافة والسياحة إلى في وضع حد للإهمال الذي طال متاحف محافظة تعز التي تشكل احدى مكونات هوية الإنسان اليمني في تعز. وأشار إلى أن : إبائنا الأوائل الذين طوعوا الطبيعة القاسية لصالحهم ,كانوا ايضا أرباب رحلة الشتاء والصيف , حيث كان الموسم أنيقا وحافلا بالعمل وبرائحة البخور والعطر وبمحبة الحياة ايضا . وأضاف : لا أحد اساء الى اليمن كما أساء اليها اليمنيون أنفسهم , تفجيرات وأعمال أرهابية متكررة , حروب في صعدة لمرات ست وتكاد السابعة أن تشتعل , وتقطعات قبلية , وحراك له نار وأدخنة بارود . وقال : لقد صارت اليمن لدى بلدان العالم " مسجل خطر " , في حين أننا أصلا أصحاب حضارة عريقة وأصحاب موروث غني وغزير , لكننا نسيناه وأستبدلنا الوردة بالبندقية , وأهازيج الزراع بأهازيج الحرب , ولم نعد نغني للوطن , بل للفرد .. وفي فعاليات الختام التي شارك فيها أكثر من 100 شاب وشابة , دعا وكيل محافظة تعز عبداللة أمير الى الحفاظ على الموروث الشعبي من أجل تشكيل قاعدة إنطلاق نحو المستقبل . وأستعرض أمير الموروث الثقافي والفكري لتعز عبر العصور , والدور الذي لعبه أبنائها في مختلف المجالات العلمية والتنموية والصناعية الى جانب دورهم البارز في التحرر من الأستبداد والأستعمار وإعادة وحدة الوطن أرضا وانسانا. وأشار الى أن الزهرات التي عرضت لوحاتها الجمالية في ختام المهرجان , تؤكد ان اليمانيون كانوا متطلعين الى عبادة السماء ,وعبدوا المقه وذات حميم . وإلقاء زيد النهاري كلمة مشرف وداعم المهرجان الاستاذ شوقي هائل الذي بدءها بالقول : فعاليات مهرجان الرياحين كانت نوعية ولها " صدى كبير " , مؤكدا أن المهرجان سيظل " تقليدا سنويا " ويقدم الجديد والكثير لأبناء تعز . وتخلل المهرجان الختامي , رقصات متنوعة بتنوع تضاريس ومديريات تعز , وملالاة شعبية وزوامل .وتكريم عدد من الجهات والمشاركين والمشاركات فيه. وكان مهرجان الرياحين سلط الضوء في فعاليات دورته الأولى على مدى ستة أيام على الموروث الشعبي للإنسان اليمني بتعز. وتبلورت رسالة المهرجان مبكراً حتى قبل أن ينتهي حفل افتتاح المهرجان السبت الماضي: تعز تجدد تأكيدها كمدينة للحب والسلام رغم الأزمات التي تشهدها اليمن. اذا اطلق المهرجان خطوته الأولى في جبل صبر بالورود والمشاقر، وبالفتيات التعزيات وبالأزياء التراثية وبنكهات الإفطار الريفي وأنغام الفنان أيوب طارش وزراعة شتلات الوردوالشقر ومعرض الصور الفوتغرافية للأستاذة أروى عبده عثمان. بالنسبة للمهرجان في أول دورة له فقد بدا لافتاُ الحضور الكبير لحفلي تدشين المهرجان والإختتام والفعاليات التي اقيمت بينهما والراجح ان الحضور الكبير وهو خليط من شخصيات فنية واجتماعية وإعلامية يشير إلى التوقعات والآمال المعلقة على هذا المهرجان. وكان المدير التنفيذي للمهرجان الزميل فكري قاسم اوضح في تصريح سابق اإن نجاح المهرجان وتفاؤل أبناء المحافظة ناجم عن كون المهرجان يدشن دورته الأولى في ظل أزمات وصدامات واضطرابات تعصف بالعديد من المحافظات اليمنية، وأضاف: اليمنيون في أمس الحاجة لحياة مليئة بالحب والسلام. وزاد : اعتقد أن هذا هو سبب وجيه لتفاعل أبناء تعز برسالة المهرجان التي تنادي لإحياء كل شيء جميل وأصيل، والمهرجان أيضا يؤكد على أن محافظة تعز ستظل داعية للسلام وحاضنة للحب وقيم المجتمع المدني. وعلى مدى ايام الأسبوع الماضي قدم المهرجان عروضا للمنتوجات الشعبية والرقص الشعبي والألعاب الشعبية والزوامل والمهاجل الشعبية والراوي الشعبي من مختلف مديريات تعز . الحرف التقليدية والفنون التراثية تضل دليل الأصالة رغم أي مستجدات أو مستحدثات في المجتمع ولذا كان الاهتمام بإحيائها في مهرجان الرياحين حيث تم عرض عشرات الحرف والمنتجات المرتبطة بالبيئة التعزية في خيمة المنتوجات الشعبية بحديقة الحوبان، وتشمل الحلي والمسوغات الفضية والأحجار الكريمة ومنتجات مصنوعة من اعساف النخيل وأواني فخارية مصنوعة من الطين كما شملت المعروضات على أعمال في النجارة والعسل التعزي والمعاوز والقطائف المصنوعة من الصوف بالإضافة إلى التطعيم بالصدف والنسيج اليدوي وعروض أزياء قائمة على الصناعات النسجية التراثية. تهدف خيمة المنتوجات الشعبية إلى التواصل بين الأجيال وتعليم الشباب والأطفال حرفاً قاربت على الاندثار حيث عرضت 22 جمعية حرفية منتجاتها على مدى أسبوع في خيمة المنتجات الشعبية التي نصبت في حديقة التعاون بالحوبان . ودشن رجل الأعمال شوقي أحمد هائل عملية التسوق وابتاع ما يعادل قيمته 2 مليون ريال من المنتجات. ويشمل المهرجان على 14 فعالية، ركزت جميعها على تراث المحلي لمحافظ تعز بهدف أحياءة والحفاظ علية من خلال توثيقه وتمجيد قيم الإنتاج والشراكة بين الرجل والمرأة التي تبناها الإنسان اليمني في تعز. كما شهد المهرجان فعاليات للألعاب الشعبية استمرت ليومين قدم مشاركين من 8 مديريات عروض فنية للعديد من الألعاب التراثية ونظمت وأعلنت إدارة المهرجان عن جائزة لفضل مديرية قدمت عروض في الألعاب سيتم الإعلان عن في حفل التكريم الذي تم تاجيله حتى عودة رئيس المهرجان محافظ محافظة تعز حمود خالد ناجي الصوفي ومشرف وداعم المهرجان الأستاذ حمود خالد الصوفي من الخارج. إلى الألعاب خصص المهرجان فعالية للزوامل والمهاجل التي تؤدى في مواسم البذر والحصاد وكذا في المناسبات الفرائحية مثل الأعياد والأعراس بمصاحبة الرقصات الشعبية والأغاني الشعبية استمرت ليومين. وتخللت فعاليات المهرجان حفلة فنية ساهرة لفرقة النورس بقادة هشام النعمان التي أقيمت في فناء فندق جبل صبر وقدمت مقطوعات من التراث الغنائي التعزي وأغاني الفرقة الخاصة بتوزيع كما احياء المنولوج الشعبي الكومدي الفنان محمد الأضرعي حفل مسرحي مساء الاربعاء الماضي في فندق جبل صبر. وعلى صعيد الرقص، قدمت 8 مديرات رقصات من التراث التعزي على إيقاع الطبل والدف والمزمار . يذكر أن انطلاق مهرجان الرياحين للموروث الشعبي في محافظة تعز يعود الفضل فيه إلى رجل الأعمال الأستاذ شوقي أحمد هائل عضو مجلس إدارة مجموعة شركات هائل سعيد أنعم الذي تحمس لفكرة المهرجان التي قدمها له الأستاذ فكري قاسم صاحب فكرة المهرجان. والمهرجان بما هو حدثاً ثقافياً يسلط الضوء على الموروث الشعبي للإنسان اليمني في محافظة تعز، هو ايضاً حدثاً من شانه إبراز أوجه هذا التراث المتعدد في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها كهدف من أهداف المهرجان الأساسية وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لأبناء هذا المحافظة على مدار أجيال سابقة إضافة إلى أنها تعتبر عنصر جذب سياحي للزائرين .