تعتبر قرية اللجم العدنة من القرى الواقعة في منطقة الحوبان بتعز من حيث وضعها الطبيعي الحالي، فهي تكاد تكون أكبر من ناحية تسميتها كقرية.. لكونها أضحت تحتوي بداخلها حالياً على العديد من المباني السكنية الحديثة، ناهيك عن المساكن القديمة، وهذا ما جعلها على تشكل فسيفساء جميلة ممزوجة، من حيث بنائه المعماري، والذي يغلب على بعض مساكنه الكثير من الفنيات الرائعة، الحديثة رغم ما يكتنف المنطقة العديد من الإشكالات في الوقت الحاضر، وخاصة من حيث غياب البنية التحتية.. إلا أنها مع هذا تمثل في حد ذاتها صورة نظرة لواقع جديد يتشكل في وسطه مجتمع يتوق إلى حياة هادئة ومستقرة، وبعيداً عما تعاينه المدينة اليوم من ازدحام وضوضاء وتلوث بيئي. نقص الخدمات وبالنظر إلى ذلك نجد بأن المنطقة لا تزال تعيش في حالة يرثى لها، وبالذات من حيث نقص خدماتها والتي لم تتوافر لسكانها حتى اللحظة ومنها: عدم توفر الطرق المسفلتة أو المعبدة أو المرصوفة، حيث أن طرقها ترابية، وهذا ما يؤثر على حركة السير للناس والمركبات.. وخاصة أثناء هطول الأمطار. عدم وجود مشروع لمياه المؤسسة المحلية بقدر ما هنالك مشروع أهلي متعثر ولم يصل إلى المنطقة. كما لا توجد شبكة اتصالات هاتفية.. فضلاً عن شبكة مجاري الصرف الصحي. الموقع.. وسكان المنطقة لكون المنطقة حديثة النشأة فهي تقع تحديداً في الاتجاه الجنوبي للشارع الرئيسي لخط الحوبان تبعد عنه حوالي 350متراً يقطنها حالياً أكثر من ستة آلاف نسمة، وتحتوي بداخلها على ما يزيد عن ستمائة بيت ما بين مبانٍ قديمة وحديثة. منطقة زراعية تحولت إلى سكنية وكما لا يخفى بأن المنطقة كانت إلى وقت قريب - منطقة زراعية خصبة ونتيجة للظروف وبروز العديد من العوامل والمتغيرات على مستوى واقع وأحوال الناس هناك تحولت في غضون سنوات قليلة إلى منطقة سكنية تكتظ بأعداد كبيرة من المواطنين، ولا تزال هنالك أيضاً مساحات من الأراضي الزراعية تحيط بالمنطقة من الجهة الأمامية تشكل حزاماً أخضر، وبالذات أيام مواسم الزراعة، مما يعطيها منظراً ساحراً وجميلاً، ويجعل الحياة فيها لطيفة إلى حد كبير خصوصاً أثناء ما تصطحب معها من رياح باردة، وهواء نقي، تنعش الإنسان في صباحه ومسائه، وتبعده عن ذلك الضجيج والصخب اللا متناهي الذي تعاني منه دائماً المدينة. تقسيم إداري مقلوب لكون منطقة اللجم تندرج في نطاق منطقة الحوبان، وتقع في الإطار الجغرافي لمديرية صبر الموادم، بينما تتبع إدارياً منطقة الضباب، وهذا ما كان وفق التقسيم الإداري السابق.. كيف حدث هذا لا ندري؟ ويلاحظ بأن أموراً كهذه كان ينبغي من الجهات المختصة بالتقسيم الإداري السابق أن تتوخى الأمر، فيما يتعلق بالمنطقة، وتراعي ظروف وأحوال المواطنين فيها لكن مسألة كهذه لم تؤخذ بالاعتبار، بل وضعت بطريقة هوشلية، وبصورة مقلوبة عماهو متعارف عليه.. زيارة ميدانية تعاني منطقة اللجم من مشكلات عديدة على مستوى واقع أوضاع خدماتها، ومن ذلك البنية التحتية بشكل كامل، والتي لم تتوافر لها، ولا تزال غائبة عنها حتى الآن.. رغم مرور سبع سنوات من المطالبة والمتابعة المستمرة من قبل أهالي المنطقة ولكن دون جدوى..! وعلى ضوء ذلك فقد ارتأينا من خلال زيارتنا الميدانية إلى هذه المنطقة أن نلتقي عدداً من المواطنين القاطنين هناك لنعرف من خلالهم ما تعانيه منطقتهم من حيث غياب الخدمات الأساسية، والمتمثلة بالبنية التحتية، وما ينبغي من الجهات المعنية بالمحافظة القيام به. الأخ أحمد مجاهد عبدالرحمن السامعي من أهالي المنطقة قال: نعاني إشكالات عديدة داخل هذه المنطقة كما ترى لازالت الطريق ترابية حيث إنها لم تسفلت، أو على الأقل تكون معبدة أو مرصوفة بالأحجار.. فضلاً عن تراكم القمامة، وهذا ما يعرض الناس فيها لأمراض عديدة، فيما أن بقاءها متروكة على حالها تجلب إليها الكلاب المسعورة، ناهيك عن الوحوش المفترسة آخر الليل لأنه لا يتم نقلها أولاً بأولاً بل خلال الأسبوع أو أكثر من ذلك، كما أن من ضمن المعاناة عدم وجود شبكة مياه محلية، بقدر ما هنالك مشروع أهلي متعثر، وكذا عدم وجود شبكة اتصالات، إلى جانب عدم وجود شبكة مجاري صرف صحي.. وغيرها. انتظار الجهات المعنية وأضاف قائلاً: ولذلك نحن نأمل من الجهات المعنية أن تقوم بدورها تجاه هذه المنطقة حتى لا يظل أبناؤها حتى الآن دون خدمات بقدر أن منطقة اللجم تتبع جغرافياً مديرية صبر الموادم، بينما تتبع إدارياً منطقة الضباب.. وتحدثت من جانبها أم فائز البعداني فقالت: نحن نعاني هذه المشاكل منذ سنوات طويلة رغم مطالبة أهالي المنطقة بتوفرها ولو بالقدر المحدود ولكن دون جدوى.. طيب وكم لك ساكنة في هذه المنطقة؟ لنا بهذه المنطقة حوالي 25سنة، ومع هذا كما أشرت سابقاً لم تتوفر لأهاليها أية خدمات حتى أن مشروع المياه وهو مشروع أهلي توقف عن الضخ، والآن يتم شراء المياه عن طريق الوايتات، وهذا أمر يثقل كاهل الناس إذا استمر على هذا الحال دون معالجات من قبل من يعنيهم الأمر.. ويقول عماد محمد علي: ما نعانيه اليوم أمر محزن جداً لأن أوضاع المنطقة لم يطرأ عليها أي تغيير، وخاصة من حيث بنيتها التحتية، رغم أن لي هناك 26سنة، ولكن لم تتوفر أية خدمات للناس، بقدر أن طريق المنطقة أثناء الأمطار تتحول إلى تربة لزجة، ومليئة بالمياه، ومن ثم لا يستطيع أحد من عبورها والوصول إلى بيته بيسر وسهولة إلا بعد طول انتظار.. ويضيف بقوله: وإذا كان الحال سيظل هكذا فباعتقادي بأنه سيؤثر على أهالي المنطقة كثيراً، وبالتالي لابد أن تكون هنالك حلول ومعالجات جادة وسريعة، حتى لا يظل الناس منشغلين بهذه القضايا، فيما كان ينبغي من توفرها قبل هذه الفترة. تعاني أشياء أساسية من جانبه قال عبدالحافظ أحمد محمد الزبيري: تعاني المنطقة منذ فترة أشياء أساسية، ومن ذلك المياه، وشبكة الصرف الصحي.. فضلاً عن أن الطرق غير معبدة رغم نزول التخطيط الخاص بشوارع المنطقة، إلا أنه لم يتم تنفيذ أي شيء في هذا الجانب. كما أن المياه هي تسحب أيضاً من المنطقة بحوالي ستة آبار للمشروع الرئيسي للمؤسسة، بينما المنطقة لا تتوفر لها.. حيث يتم شراء المياه، عن طريق الوايتات، كما أن شبكة الاتصالات غير متوفرة سواء ما يتعلق بخطوط الهاتف الثابت، أو خدمات الإنترنت. لم يتم تنفيذ أي مشروع الأخ أحمد قائد مثنى بدوره قال : أنا أسكن هنا بالحي منذ 25 سنة ورغم ذلك لم يتم تنفيذ أي مشروع داخل المنطقة حتى الآن بقدر ما كان يستوجب ممن يعنيهم الأمر القيام بالمتابعة لدى الجهات المعنية ولكن لا شيء من هذا القبيل حيث لا أثر لوجود مجلس محلي أو عاقل منطقة حتى يقومون بدورهم تجاه المنطقة نتيجة لما تعانيه وتفتقر إليه من الخدمات في الوقت الحاضر.. بينما المنطقة يقطنها حالياً أكثر من ستة آلاف نسمة وتوجد بداخلها أكثر من ستمائة بيت ولذلك أصبحنا لا ندري أين موقعنا من كل هذا..؟ لا نحن من الموادم ولا التعزية ولا نحن من صالة؟ ضمن خطة التوسعة ومن ثم حاولنا ان نعرف من خلال مكتب اتصالات تعز عن عدم توفر شبكة سنترال بمنطقة الحوبان وهناك أشار لنا مصدر بمكتب الاتصالات بقوله..بأنه تم عمل مشروع سنترال ألياف ضوئية لتنمية المنطقة سيكون ضمن خطة التوسعة لعام 2014م في منطقة الحوبان ويشمل ذلك منطقة اللجم مع حديقة التعاون والمستهلك وكذا المناطق المجاورة لها. المصادر الحالية غير كافية بعد ذلك التقينا المهندس هواش عبده محمد نائب المدير العام للشئون الفنية لنعرف منه عن عدم وصول مياه المؤسسة وكذا عدم تنفيذ شبكة مجارٍ بالمنطقة وبدوره أوضح قائلاً : بأن هناك خطة عمل لاستيعاب كل المناطق المحرومة من المياه، بحيث إن يكون ذلك من خلال مصدر دائم مستدام لأن المصادر الحالية غير كافية.. عملية التحلية وكيف سيكون هذا ؟ هذا سيكون ضمن عملية التحلية الجارية في هذا الشأن من المخا. لكن المنطقة لانزال دون شبكة خاصة بالمياه حتى الآن؟ نعرف بأن المنطقة دون شبكة للمياه إنما في حال تم توصيل شبكة دون أن تكون هنالك مياه فهذا سيؤدي إلى تخريبها. التنسيق مع السلطة المحلية وبالنسبة لشبكة المجاري هي الأخرى لم تنفذ؟ في هذا الأمر سيتم التنسيق مع السلطة المحلية بالمحافظة وذلك بحسب الاستثمارات الموجودة عندهم لأن الاعتمادات محدودة وتتركز في قطاع المياه. إهمال متعمد أحمد عبدالله طه السقاف أحد سكان الحارة يتحدث بمرارة عن معاناة منطقته من حجم الإهمال المتعمد لحارته، بالرغم من موقعها القريب جداً من قلب المدينة، ويقول : لم يشفع لحارة اللجم وقوعها بالقرب من الشارع العام وحديقتي الحوبان ودريم لاند، كل هذه المميزات تجعل حارة اللجم من الأطراف الحيوية لتعز الجديدة لكنها مع كل ذلك تعاني من إهمال حكومي في كل مستويات الخدمات وبشكل متعمد.. لا ماء.. ولا هاتف .. ولا شبكات صرف صحي ولا شوارع ولا حتى فيها مدرسة تحتضن من فيها من الأطفال صغار السن كأنها لا تتبع مدينة تعز ومن الأشياء التي تزيد الاعتقاد باستهدافها أنها خضعت لتقسيم سياسي بعيد عن عوامل الجغرافيا، فهي ورغم موقعها في جنوب شرق مدينة تعز ، تتبع إدارياً وانتخابياً منطقة الضباب في الغرب من تعز، ونائبها في البرلمان الشيخ صادق الضباب لا يعرفها.. وفي ظل عدم وجود السلطات المحلية من سيتابع مطالبها وسيتقبل هموم المواطن فيها؟! تفتقر للهاتف الثابت وأضاف متسائلاً : هل يعقل بعد 50 عاماً من الثورة والجمهورية ، وبعد ما وصلت الهواتف إلى كل القرى نظل نتوسل منذ أكثر من سبع سنوات مكتب الاتصالات للحصول على خط هاتف أرضي ونحن في عمق المدينة؟! وأكد العم السقاف: في البداية برروا بعدم وجود عدد كافٍ من المشتركين، واشترطوا طلب 30 مشتركاً على الأقل، وحين تقدم المواطنون بطلب أكثر من 100 خط، بدأت مماطلاتهم من عام إلى آخر.. وشخطوا لنا وجوههم قبل عامين على اعتبار أن إدخال خدمة الهاتف ستكون ضمن خطة العام 2012م.. لكنهم ضحكوا علينا، وأعطونا أجهزة نقالة هوائية بديلة بمبالغ كبيرة .. وطلعت تغطيتها ضعيفة جداً، لا تفي الحد الأدنى من الحاجة للتواصل مع الخلق، وفي نهاية المطاف أفاد مكتب الاتصالات بتعز بأن القرار بيد الوزارة والوزير بصنعاء. برميل قمامة وحيد أما النظافة فحدث عنها ولا حرج، وقد رأيت أمامك برميل قمامة وحيد لمئات المنازل وآلاف البشر، وهذا يتسبب في تكدس القمامة أمام المنازل أحياناً لمدة شهر، ولا تحضر سيارة القمامة إلا بعد اتصالات، ودائماً ما يتحججون بأن الحارة خارج الخطة.. وبقاء أكوام القمامة وتكدسها بهذا الشكل يؤدي إلى تكاثر البعوض والحشرات، وتجمع الكلاب المسعورة، والأطفال معرضون دوماً للإصابة بالأمراض المتعددة، كما أن بعضهم يتعرض لعض هذه الكلاب، والأخطر من ذلك اضطرار بعض الأهالي لحرق القمامة، وهو ما يزيد الطين بلة. استغاثة وأختتم: نأمل من المحافظ توجيه صندوق النظافة بتوفير براميل قمامة وإدخال الحارة ضمن خطة الصندوق لأخذها أولاً بأولاً حتى لا تصبح الحارة منطقة موبوءة.