يعيش سكان مديرية المنصورية القريبة من محافظة الحديدة منذ خمس سنوات بين معاناة الإهمال الرسمي وبين ضجيج وإزعاج كسارات الأسفلت التي أطلق عليها الأهالي بكسارة “ الموت “ وبين سموم مسرطنة تلاحقهم في منازلهم مما أجبرهم على ترك منازلهم والانتقال إلى القرى البعيدة عن ذلك الضجيج المتواصل الذي لم يرحم الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن .. أهالي مديرية المنصورية أكدوا بأن الكسارات القريبة من مساكنهم، أزعجتهم كثيراً وتسببت لهم في انتشار العديد من الأمراض بسبب عمل تلك الكسارة الإسفلتية طوال ساعات الليل والنهار ودون مراعاة للمواطنين، مؤكدين إلى أنها تسببت لهم في مشكلات بيئية وصحية عدة، وانتشار الغبار والأتربة إلى منازلهم. ويشكو المواطنون مما أسموه ب “كسارة الموت” وهي خلاطة المواد الإسفلتية التي وضعها القائمو تجاور مساكن مواطني المنصورية والتي تنبعث منها غازات سامة ومسرطنة تلاحقهم وتهدد أبناءهم،، دون أن تقوم السلطة المحلية والجهات المختصة بوقف ذلك الضرر الناجم عن مخلفات تلك الكسارة ؛؛ مؤكدين أنها تحمل موادا كيماوية تضر بصحة الناس ومنها الربو وأمراض الرئة وأعظمها مرض السرطان ... وقال أحد أهالي القرية ويدعى( أ .ج ) بأن حياتهم أصبحت كالجحيم بسبب وجود تلك الكسارة بجوار منازلهم وأن حياتهم مهددة بالخطر جراء انتشار الأتربة والأمراض المسرطنة ... وأشار لقد تقدمنا بشكاوى كثيرة إلى المسئولين في الدولة تقدموا بها إلى محافظ محافظة الحديدة وحكومة الوفاق الوطني بأنهم ومنذ أكثر من خمس سنوات وهم يعانون أشد المعاناة من كسارة الموت في المنطقة والتي تبعث سمومها المسرطنة المنبعثة من تلك الكسارة والأتربة والأدخنة المتصاعدة منها، مما تسبب لهم بأوبئة صحية أثرت على صحتهم وصحة أبنائهم، الذين تعرضوا لأمراض في الجهاز التنفسي إلا أن معاناتهم مستمرة ولم يتم التحرك من قبل المسئولين وتوقيف تلك الكسارة عن العمل لكن دون جدوى وأن حياتهم معرضة للخطر جراء بقاء تلك الكسارة بجانب منازلهم ودون أن تحرك ساكناً حتى اللحظة . فيما قال المواطن أحمد عبدالله علي من مديرية المنصورية بأن وجود الكسارة في وسط المدينة سببت لأهالي المنطقة أمراضا كثيرة وتثير المخاوف من أنتشار العديد من الأمراض القاتلة نتيجة تلك الأتربة والغبار الناجم عن تلك الكسارة . وأشار: المطلوب من السلطة المحلية وحكومة الوفاق التدخل العاجل وتوجيه الجهات المعنية بإيقاف تلك الكسارة عن العمل، لأن معظم أصحاب الكسارات لا يهتمّون براحة وصحة السكان،، وإن كنا نحن من يدفع ثمن الإزعاج المتواصل الذي تتسبب فيه تلك الآلات، وفقدان الراحة، وعدم القدرة على النوم والقيلولة وكل السبب في ذلك كسارة الموت في المديرية» ... ولا يختلف الأمر عند المزارع مقبول الأهدل ، فقد أصيبت مزرعته ومحاصيله الزراعية بخسائر فادحة نتيجة ما أفرزته تراكم الغبار على أشجار الخضراوات في أرضه وأفسدت محاصيله الزراعية وأصبحت مزرعته مهددة بالانقراض نتيجة الغبار والأتربة المتواصلة . وناشد أبناء المنصورية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وكل الوزراء المعنيين(وزير المياه والبيئة – وزير الإدارة المحلية – وزير الأشغال العامة والطرق – وزير الصحة العامة والسكان – وزير الداخلية ) والهيئة العامة لحماية البيئة وكذا محافظ الحديدة أن يسارعوا بالتوجيه بإزالة الضرر ونقل هذه الخلاطات القاتلة بعيداً عن السكان, قائلين للمسئولين في الدولة “ أتقو شر الحليم اذا غضب “ , وانتم المسئولون عن رعيتكم . فالشعب اليمني ومنهم أبناء تهامة في مديرية المنصورية المتضررين من هدية نظام المخلوع المتمثل في هذه الخلاطة الإسفلتية القاتلة .تجدر الإشارة إلى أنه قد سبق وأن وجه رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة بمذكرة إلى وزير الأشغال العامة والطرق لاتخاذ اللازم لحماية مواطني المنصورية بالحديدة من التلوث البيئي الناتج عن الكسارة وخلاطة المواد الإسفلتية الواقعة على “ تبة “ تحاذي مساكن المواطنين المكونة من بيوت شعبية إلا أن تلك التوجيهات لم تلق النور حتى اللحظة ... ويتساءل أبناء مديرية المنصورية بقولهم “ ماذا بعد أليس ما ورد بهذه التقارير يكفي لإزالة الضرر عن سكان مدينة المنصورية بدلاً من عودة التشغيل وبتوجيهات شفهية لا تأبه لموت الناس ولا لإصابتها وكأننا نعيش حرب إبادة بسموم فتاكة.