عاش الإنسان اليمني أوضاعا مأساوية عاش حياة البؤس والفقر والذل بات الشخص يئن من وطأة الأسى والعسر والشتات عاش في وضع ضعف فيه أمل الوصول الى بر السلامة والأمان .. لم يتحمل هذا الشعب " المسكين " تلك المعاناة فثار مطالبا بالتغيير مطالبا بالحرية بالكرامة بالأمان , ثار اليمنيون في كل المحافظات والمناطق مطالبين بالتغيير الذي يلامس همومهم ومعاناتهم , واستبشر خيرا بالتسوية السياسية " المبادرة الخليجية " التي يفترض ان تكون انعكاسا لأهداف ثورتهم الشبابية الشعبية السلمية وشارك الشعب اليمني في انتخاب رئيسه التوافقي ومازال مستعدا لمواصلة ثورته السلمية حتى تتحقق كافة أهدافه. بدأ التغيير ملحوظا في عدد من المحافظات والمناطق بدأ الأمن يعود , رغم بطئه الى بعض المحافظات , الا محافظة الحديدة فأنها لم ترى النور بعد حيث مازال أبناءها البسطاء يعيشون حياة بائسة رغم ان ساحات الثورة والاعتصامات لم تخلو من أبناءها , أبناء مديرية المنصورية رجالا ونساء صغارا وكبارا تعرضوا كسائر الكثير من المدن اليمنية للظلم والضيم والتجاهل والتطويع خلال حكم المخلوع وعلى مدار العقود الثلاثة لكنهم لم يدخروا جهدا ولا سبيلا إلا اتبعوه لرد تلك المظالم وان لم تكلل تلك الجهود بالنجاح فذلك دأب النظام السابق- حسب قول الكثير منهم . لكن أليس من المخجل ان تستمر معاناتهم ويتواصل تجاهلهم وهم يعانون ويتطلعون للأنصاف فحياة اكثر من عشرين الف مواطن اذا لم تكن تعني شيئا لنظام أفل فيأملون ان تكون لهم مكانة وتصان حياتهم ويوضع حدا للمخاطر المهددة لحياتهم في ضل الثورة. كسارة وخلاطة المواد الاسفلتية التي اقيمت على تبة تحاذي مساكن مواطني المنصورية والمكونة من بيوت شعبية في معظمها , حيث يعيش اهاليها في فناء المساكن وينامون فيها تحت الاغبرة المتصاعدة وما تحمله من مواد كيماوية مضرة بصحة الناس اولها الربو وامراض الرئة وليس اخرها السرطانات بل الموت المحقق, فلم يراعى عند اقامتها الشروط البيئية فكل من يخدم متنفذ او فاسد وجد مضلة النظام البائد خير مساند وداعم. ناشد الأهالي السلطات المحلية والمركزية منذ اكثر من خمس سنوات ونشرت صحف المعارضة معاناة الناس في الوقت الذي امتنعت صحف النظام من الالتفات لتلك المناشدات خصوصا مع ظهور حالات مرضية ناتجة عن السموم التي تنفثها تلك الكسارة والخلاطة. هب الناس متسلحين بإيمان بان عهدا جديدا سينصفهم وسيرفع الظلم عنهم وسيصون حياتهم واعادوا الكرة وخاطبوا السلطات الرسمية في محافظة الحديدة بمذكرات مهرت بأكثر من الف توقيع وحصلوا على بعض التجاوب الذي توج بتوجيهات بوقف تشغيل مصدر الموت وإجراء دراسة بيئية وفعلا توقفت محطة القتل لتعاود التشغيل في يوم 29 يناير 2013 بعد توقف حوالي اسبوعين , تعود الكسارة والخلاطة لنفث سمومها الى أجساد مواطني المنصورية ويعود العبث والاستهتار بحياة المواطنين. تقرير لمهندس مختص في مثل هذه الاشغال واحد استشاري الصندوق الاجتماعي للتنمية يوصي بوقفها فورا لأنها تضر بصحة الناس الضرر الفادح وينشر في تقريره صور وحقائق علمية لا تقبل الانتظار حتى تحصل الكارثة. ذهب نخبة من شباب المنصورية بهذا التقرير- ينشر " التغيير " مقتطفات منه في الأسفل ,ذهبوا به الى فرع الهيئة العامة لحماية البيئة في الحديدة وخرج المختصون الى المنصورية ليشاهدوا بأعينهم حجم الكارثة ويؤيدوا ما جاء بهذا التقرير بل خاطبو الجهات المعنية بالوقف الفوري لتشغيل هذه الخلاطات وإجراء الدراسات للأثر البيئي ". ويتساءل أبناء المنصورة بقولهم " ماذا بعد اليس ما ورد بهذه التقارير يكفي لإزالة الضرر عن سكان مدينة المنصورية بدلا من عودة التشغيل وبتوجيهات شفهية لا تأبه لموت الناس ولا لإصابتها وكأننا نعيش حرب ابادة بسموم فتاكة " . بادر محافظ الحديدة بإرسال مذكرة الى مدير عام المؤسسة اليمنية للطرق والجسور بالحافظة بالإيقاف الفوري للكسارة والخلاطة الا ان توجيهات المحافظ لم تكن كافية لايفاق الضرر . وناشد أبناء المنصورية رئيس الوزراء وكل الوزراء المعنيين (وزير المياه والبيئة – وزير الادارة المحلية – وزير الاشغال العامة والطرق – وزير الصحة العامة والسكان – وزير الداخلية ) والهيئة العامة لحماية البيئة وكذا محافظ الحديدة ان يسارعوا بالتوجيه بإزالة الضرر ونقل هذه الخلاطات القاتلة بعيدا عن السكان , قائلين " وأتقو شر الحليم اذا غضب " , وانتم المسئولون عن رعيتكم الشعب اليمني قاطبة ومنهم ابناء تهامة في مديرية المنصورية المتضررين من هدية نظام المخلوع المتمثل في هذه الخلاطة الاسفلتية القاتلة " . مختتمين مناشدتهم بالقول " ننتظر لفتة كريمة تشعرنا بالتغيير الذي قامت لأجله ثورة الشباب الشعبية السلمية المستمرة " . " التغيير " ينشر مقتطفات من تقرير المهندس المختص : (الموقع يتكون من أربعة محطات لخلط الخرسانة الإسفلتية ( الخلطة الإسفلتية ) الساخنة (Hot Mix Asphalt Plants) الخلاط الإسفلتي يعتبر من المنشآت الصناعية التي يجب أن تكون معزولة عن البشر و حسب المواصفات البيئية و شروط التشغيل ان يكون موقعها ليس فقط مشروط بعدها بمسافة معينة عن المناطق السكنية إنما أعظم من هذا وهو ان تكون خارج المدن وبعيدة جدا عن التجمعات السكانية ودلك لما تنفثه محارق الخلاط من مواد سمية وخطرة للصحة العامة)(مصنع كبير للخلطة الإسفلتية على بعد خمس مائة متر فقط عن مدينة المنصورية المكتظة بالسكان دو الطبقة العاملة والفقيرة وهي من أكثر المؤسسات الخدمية علما أن المحارق الإسفلتية دو طبيعة كيميائية نشطه و دخانها يحمل كثيرا من المواد المتسرطنة والدي كان من المفترض أقامتها في مناطق بعيدة عن المدن إضافتا إلى فلترثها و عزل مخلفاتها عن التربة حتى لاتصل إلى المياه الجوفية وتأمين سلامة العاملين فيها بفرض الملابس العازلة والفلاتر الهوائية) (وقد لاحظنا إن الدخان الإسفلتي للخلاط موضع الدراسة شديد السواد وغير مطابق لمواصفات الخلاط العادي مما يدل على السمية الشديدة لمكوناته المحترقة وثقل الدخان المتصاعد من فوهته والدي وجدناه منثورا في جميع الأماكن في القرية . وعليه فان المنشأ لا يتناسب مع المكان لقربه من المناطق السكنية ولا مع اقل درجات الجودة المصنعية .) المواد الكيميائية التي توجد في الغيمة الإسفلتية و الأضرار الناتجة عن قرب الخلاط الإسفلتي من التجمعات السكانية والأمراض التي تسببها للأفراد. * CO يعد من أشد الغازات سُمية على الإنسان والحيوان،حيث أنه: - يتحد مع هيموجلوبين الدم مكوناً كربوكسيل الهيموجلوبين، الذي تؤدي زيادته في الدم إلى نقص في الرؤية والإرهاق والتأثير على الجهاز العصبي، والقلب والجهاز التنفسي. وقد تؤدي هذه الزيادة إلى انسداد الأوعية الدموية، وبالتالي إلى الوفاة. * CO2 يؤدي إلى صعوبة في التنفس والشعور بالاختناق، وحدوث تخديش للأغشية المخاطية والتهاب القصبات الهوائية وتهيج في الحلق . * H2S - يؤثر في الجهاز العصبي المركزي. يثبط عملية الأكسدة ألخمائري ، مما يؤدي إلى حدوث اضطراب وصعوبة في التنفس. - يسبب خمول في القدرة على التفكير، إضافة إلى تهيج وتخديش الأغشية المخاطية للمجاري التنفسية، وملتحمة العين ، والتهاب الحنجرة والقصبات الهوائية. * NO2 - يؤدي الى تهيج البطانة المخاطية للجيوب الأنفية وللمجاري التنفسية. - يدخل في تكوين بعض المركبات التي تعمل على تهيج غشاء العيون * ٍSO2 -يسبب الآم في الصدر، والتهاب القصبات الهوائية، وضيق في التنفس وقد تسبب تشنج الحبال الصوتية، وقد تؤدي إلى تشنج مفاجئ واختناق.- التعرض الطويل له يؤثر في حاسة الذوق والشم والى التصلب الرئوي.- يعمل على تهيج غشاء العيون ، وكذلك الجلد. * NH3 - يسبب تهيج في الأغشية المخاطية للعيون والحنجرة والجيوب الأنفية وقد يؤدي إلى العقم. * O3 - يؤدي إلى تهيج أغشية العيون والجهاز التنفسي ويسبب السعال، وقد يحدث أورام خبيثة في أنسجة الرئتين. * الهيدروكربونات :(مثل الميثان والايثان والايثلين والبنزين) - تدخل في تكوين الضباب ألدخاني الذي يضر بصحة الإنسان- مادة الفورمالدهيد تؤدي إلى حدوث تهيج في العيون مركب البنزين الناجم عن احتراق الوقود والزيوت البترولية ومن البيتومين المستخدم في الخلاطات الإسفلتية. * الجسيمات الدقيقة العالقة (مثل الغبار والأتربة والدخان ورداد الغيمة الاسفلتية ) - التأثير يكون على الجلد والعيون وعلى الجهاز التنفسي، مثل التهاب الشعب الهوائية والانتفاخ الرئوي والحساسية والربو وغيرها. والإصابة بالتليف الرئوي “مرض السيليكوز” عند استنشاق غبار الخلاطات الاسود - الإصابة بمرض الصفري (اسبيستوز) الناجم عن غبار الاسبستوس الداخل في اضافات المواد الاسمنتية للخلطة الاسفلتية و يمكن الإصابة بسرطان الرئة والكبد نتيجة تلوث الهواء بالدخان الثقيل المنتشر في المدينة. * F2 - ينزع تكلس العظام - يؤدي إلى تهيج الجزء العلوي من الجهاز التنفسي وقرنية العين ويسبب الصداع، وربما الموت. (نقل المنشأ الى المكان المناسب والآمن ،حتى يتم الحفاظ على الصحة العامة وضمان مستقبل لائق واساس صحي وبيئي للأجيال القادمة . صورة احد الخلاطات الاسفلتية صورة تبين موقع وبعد الخلاطة عن مدينة المنصورية صورة جوية للموقع وعدد الخلاطات صورة جوية لاتجاه الرياح والغيمة الاسفلتية على مدينة المنصورية م محافظ الحديدة وجه بايقاف الكسارة لكن التوجيه لم ينفذ