أصفها لكم: “جمهوريتنا حباها الله خيراً.. تنشر العلم والفكر البديع”.. نعم عشت أيها اليمن السعيد وعاش أبناؤك المخلصون ولسان حالهم يقول: يماني وانطلق إلى الغايات استبق.. وفخري اليوم إيماني بغير الله لا أثق.. إذا ما الليل قد ولى وولى بعده الغسق.. تأمل سوف تبصرني مع الإصباح أأتلق.. يطمئن قلبي الإيمان لا ضعف ولا قلق.. فمن هنا من شرفات الشباب ينبلج الضياء، وها هي شمس التطوع أشرقت، وموكب الحياة يسير بنا مسرعاً عبر خيوط الصباح الفضية، تهب الرياح الدافئة، وتمطر الأيام، وننشر عبق الحروف، وعطر الكلمات نزف الحروف نغماً إلى حقول الوجدان. ونطوف على أجنحة الخيال إلى عالم سرمدي الجمال لنرسم لأوطاننا صورة زاهية من خلال شباب لديهم رؤى مختلفة، وأحلام كثيرة، وأفكار عديدة مختلفة تتنوع بين الآني والآجل متعمقين في مجالات تتوزع بين (الحقوقية الإنسانية السياسية المهارية العلمية العملية) كل ذلك في إطار الأعمال التطوعية التي يفتقر لها شبابنا أو قد يكونون يجهلون معانيها إن لم تكون معدومة لدى البعض. ففي إطار الثقافة الطوعية تلبية لرغبات الشباب في التطوع والدخول في المجال إن لم يكن رغبة في الإبحار فيه، يُقام حالياً بمنظمة أجيال بلا قات للتوعية والتنمية بتعز ضمن أنشطة وحدة التطوع بالمنظمة ، وللسنة الثانية على التوالي البرنامج التدريبي “إنجاز” التطوعي الذي يُنفذ على 3 مراحل، حيث هذا البرنامج يأتي في إطار سلسلة برنامج الوحدة “بناء قدرات المبادرات الشبابية بتعز” بهدف زرع ثقافة التطوع بين أوساط الشباب بتعز، وجذب المتطوعين لما يفيدهم، وإكسابهم مهارات تعزز مواهبهم وقدراتهم، وشغل أوقات فراغهم بما يعود إيجاباً عليهم، وينعكس على شخصياتهم. وحدة خاصة بالتطوع المدير التنفيذي للمنظمة فواز الخليدي قال: إن من دواعي تدشين وحدة التطوع في المنظمة، نتيجة لماتقوم به منظمة أجيال بلا قات من أعمال ومشاريع طوعية تنموية منذ تاريخ بزوغها كمبادرة شبابية، حيث من حينها وهي تعمل على إستقطاب المتطوعين، وتأهيلهم وإشراكهم في المجتمع، وذلك من خلال مشروع إنجاز التطوعي، الذي يقوم على صقل مهارات الشباب من خلال التدريب والمشاركة في الأعمال المجتمعية التي تساهم على تعزيز ثقافة العمل التطوعي، ومن هنا كان لابد أن نقوم بتأسيس وحدة خاصة بالشباب ومشاريعهم، ومنحهم فرصة للعمل والعطاء والبذل في سبيل تحقيق، وصنع تغيير، ووضع بصماتهم هنا على أرض الواقع؛ لذلك أسسنا وحدة التطوع لتقديم الخدمات بشكل أكبر لشريحة مهمة في المجتمع إن لم تكن هي المجتمع، وتبنى الدول على عاتق وبإسم شريحة الشباب. معلومات لا بد وبخصوص أعمال الوحدة، والبرنامج التدريبي الخاص بها أفادنا مسؤول وحدة التطوع بالمنظمة سامي الحكيمي قائلاً: يتحدثون كثيراً عن التطوع وذويه ويتجاهلون جانب التأهيل والإستقطاب والتعريف بالتطوع، وكيفية إستثمار مكنونات وموجودات المتطوع، فنحن بالنسبة لنا في الوحدة لدينا المرحلة الأولى لأي متطوع يدخل لدينا بالوحدة هي: برنامج إدراك الذي تنفذه وحدة التطوع عند إستقبالها للمتطوعين في المرحلة الاولى قبل بداية أي عمل تطوعي؛ فإنه يتوجب على المتطوعين إدراك ماهي قدراتهم الشخصية، وأهمية العمل الجماعي في العمل التطوعي. ومن ناحية أخرى ادراك طبيعة الأماكن التي سيتواجدون فيها، وماهي الطرق والوسائل والأفكار المناسبة لكل مكان، وماهي الفرص المتوفرة لهم، وكيفية التغلب على العوائق حينما يواجهونها، فإن توفرت كل هذه المعلومات للمتطوعين وتغذي عقلهم الباطن بها قبل العمل الفعلي سيساعدهم كثيراً وسيعمل على رفع نسبة نجاح أنشطتهم وفعاليتها وتقبلها من المجتمع بشكل أكبر.. وأضاف الحكيمي: حيث يُقام حالياً بالمنظمة، كما سيتم تدريب خلال هذه الفترة عدد من طلاب وخريجي الجامعات بهدف تأهيلهم وتنميتهم، وتعزيز الثقافات الطوعية لديهم. أخلاق قبل أن يكون مفاهيم عبير شائف إحدى المتدربات تتحدث عن أهمية التدريب قائلة: أدركنا أشياء ومفاهيم عديدة حاضرة ومستقبلية، ككيفية الإعداد والتخطيط للخطط المستقبلية التي تساهم في ترتيب، وتنظيم، ونجاح الخطط، ومن ثمّ المحاولة من تغيير النفس؛ من أجل التكيف مع المجتمع، والتعامل مع الأمور بأهمية وأكثر جدية؛ والتخطيط قبل الشروع في العمل للوصول إلى شيء مفيد له هدف وتأثير واضح وبصمة مميزة في الحياة، وتوسعنا في مجال العمل التطوعي ومبادئه، وطريقة التفكير بأسلوب (اربح ويربح الجميع)، كما يدعو التطوع للمحبة والتعاون والمشاركة، وإكساب مهارات عديدة مما يجعل الشخص أكثر دقة وأهمية وإلتزام، كما يجعلنا نتعمق في مفاهيم ومصطلحات كانت مجهولة في عقولنا قبل ذلك، ولعل من أبرز وأهم هذه المفاهيم أهمه ومفهوم الراشدين، وأهميتهم في حياتنا ودورهم البارز في حل المشاكل الخروج منها، فهذا أهم شيء استفدنا منه خلال البرنامج التدريبي، آملين بإكمال الإفادة عند استكمال التدريب. التطوع فرصة هارون نبيل سيف أحد المتطوعين البالغ من العمر 16 سنة، والذي تم تعيينه مسؤول العلاقات العامة في وحدة التطوع بالمنظمة أوضح لنا مدى تأثير هذه الوحدة على حياته وشخصيته، حيث جعلت منه شخصا آخر فقال: سواء أكانت المنظمة عامة أو الوحدة خاصة فكلاهما أعطتني فرصة شبابية لم أكن أتوقعها، فكلانا هنا نعمل وفق هدف واحد ورؤية محددة، ونظرة شخصية وهي الإرتقاء بالذات، فإشراك الشباب وتأهيلهم في المجالات والمناصب الإدارية تعد فرصة جميلة وخطوة أولية للدخول للمجتمع والمشاركة في بنائه والتعرف على قضاياه ومشكلاته، ونقاط قوته وضعفه وفرصه؛ مما يعود بالفائدة المتبادلة للجميع، فبتنفيذ الشباب المتطوع للعمل التطوعي يتم رفع قدراته الحياتية ، فبذلك يكون قد ساهم ولو بجزء بسيط في حل القضايا المجتمعية. مبادئ وقيم إنسانية أحلام الأمير إحدى المتطوعات والمتدربات في برنامج إنجاز أكدت أن التدريب التطوعي ساعدهم كثيراً على التعرف على ذواتهم وقدراتهم في العمل التطوعي، وقالت: كما أعطانا الثقة بالنفس، والتحدث مع أنفسنا، ومع الغير بكل طلاقة وجرأه، مما كان نقطة بداية لإنطلاقنا في مجال التطوع، وكذلك مبدأ لتوسيع دائرة المعرفة لدينا، وأضافت: التطوع مبادئ وقيم أخلاقية إنسانية قبل أن يكون مشاركة. وعن الزيارة وأهدافها أضافت قائلة: هذه الزيارة تأتي بمثابة بذرة لغرس قيم التطوع والإنسانية لدينا كمتطوعين؛ ووسيلة لإلمام عقولنا بجميع الأمور الحياتية، فهذه هي أولى الزيارات لفريق التطوع بالمنظمة، ولكن سيتم مواصلة الزيارات لأماكن عديدة بإذن الله كما هو مدون ضمن الخطة لديهم في الوحدة. شبكة من التعارف أيمن عبد الباسط شرح لنا مدى إستفادته من البرنامج التدريبي الرمضاني عدد لنا نقاطا عدة منها: الاطلاع على رؤية المنظمة، ورسالتها وأهدافها وإهتمامها، وطاقمها من إداريين ومتطوعين، التعرف على أصدقاء جدد، اكتساب مهارات جديدة مثل: خطوات التعرف على المشكلة، وكيفية التخطيط لحل المشكلات، ومهارات الإصغاء للآخرين.. بالإضافة إلى التعرف على مفاهيم جديدة مثل أساليب التعامل مع الآخرين، والإستفادة من تجاربهم من خلال الإستماع لقصصهم الحياتية، وحب العمل الطوعي، والمبادرة في خدمة الآخرين. وكذا كيفية المساهمة في حل المشكلات الإجتماعية على مستوى الحي والمدينة، وآلية تحويل حياتي الشخصية، وتعاملاتي مع الآخرين. متعة وتقدم عبد الجبار فؤاد أحد المتطوعين منذ شهرين لا أكثر يقول: رغم الفترة القصيرة لي إلا أنني اكتسبت الكثيرمن الخبرات والمهارات في مجالات الحياة التي اكتسبناها عن طريق مجموعة من المحاضرات التدريبية، التي كانت تتحدث عن التعاون، وتنظيم الوقت، والأولوية والمواطنة والحريات وأنظمة الحكم، وأدركت ذلك من خلال التدريب على حقوقي وواجباتي؛ كوني أحد أفراد هذا الوطن، وتعرفت على مبادئ العمل التطوعي، الذي يهدف إلى الرقي بالمجتمع والتثقيف، ونشر مبادئ المشاركة المجتمعية، والعمل بروح الفريق الواحد، وفي الأيام الأخيرة من التدريب أخذنا بعض التمارين منها كالسفينة والسلة وأهمها نهر الحياة، الذي ذكرنا فيه العثرات التي كانت تشكل سد لنا في مجرى حياتنا، وكيف تفادينا هذه السدود وأيضاً قمنا بعمل زيارة إلى مركز الأمل للسرطان لزيارة المرضى، وملامسة حالاتهم الصحية، وقال في الختام: نصيحتي للشباب أن يعمل في الأعمال التطوعية؛ للإرتقاء بالحضارة، فنحن مستقبل اليمن المشرق. لنقف سوياً هؤلاء يسعون إلى تنمية مدارك المتطوعين في المسائل المتعلقة بالأعمال التي سيقومون بها من ناحية القدرات وإستثمار الفرص المتاحة، وكيفية التغلب على العوائق بحيث تتعمق في عقلهم الباطن، ويسهل لهم العمل على أرض الواقع. هكذا هم سيظلون يؤهلون ويبنون ويشركون وما عليهم سوى الإدراك والتطبيق، وعلينا المتابعة، واستقطاب مخرجاتهم؛ لصقل الشباب وقدراتهم ودمجهم في أعمال تفيدهم بعد مرحلة التطوع.