دعا رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة، جميع اليمنيين بمختلف شرائحهم إلى إنهاء كافة أشكال العنف ونبذ الخلافات، وتوظيف طاقاتهم وإمكانياتهم البشرية والمادية في خدمة وطنهم والارتقاء على كافة المستويات. جاء ذلك في الخطاب الذي ألقاه الأخ رئيس الوزراء أمس في حفل تدشين مشروع التسمية والترميز الإحداثي «عنواني» الربط البريدي الطبيعي، الذي تنفذه أمانة العاصمة صنعاء، ويشمل جميع مديريات وأحياء وشوارع العاصمة صنعاء. وعبر رئيس الوزراء عن سعادته بتدشين هذا المشروع الحضاري الحيوي، والذي ينبغي أن يتم الأخذ به من قبل جميع المدن الرئيسة الأخرى وفي المقدمة عدن وتعز والمكلا والحديدة.. مشيداً بجهود أمانة العاصمة وحرصها على إنجاز هذا المشروع الحيوي والذي يحمل في طياته أبعاداً حضارية واقتصادية وتنموية وخدمية.. وقال: «أمنيتي أن أرى مدننا الرئيسة والثانوية مدناً حضارية نظيفة ومتميزة ومتطورة».. معرباً عن ثقته بقدرة اليمنيين على إحداث التطور وصنع الكثير من التحولات الإيجابية، إذا ما توفرت لهم العوامل الإيجابية اللازمة للانطلاق بثقة صوب صنع المستقبل المستقر والمزدهر. وأضاف الأخ رئيس الوزراء: «يجب أن نتوقف عن العنف والمماحكات والمكايدات وكيل الشتم لبعضنا البعض وأن ندين ونتصدى جميعاً للممارسات الخاطئة التي تلحق الأضرار الفادحة بالوطن وأمنه وسلامة أبنائه». مشيراً، بحسب وكالة (سبأ)، إلى أهمية أن يسود العقل والحكمة فيما بين أبناء الوطن وأن يؤسسوا جميعاً لواقع أفضل وأن يورثوا للأجيال القادمة ثقافة البناء والسلوك القويم، لا الأحقاد والكراهية والفوضى والهدم.. مؤكداً ثقته بأن أوضاعنا الراهنة وكما تحز في نفسه كثيراً فإنها وبالقدر نفسه تحز في نفوس جميع اليمنيين المحبين لوطنهم. داعياً إلى الوقف الفوري لإراقة الدماء الحاصل حالياً، وتغليب لغة العقل والحوار لتجاوز أي خلافات أو تباينات أياً كان نوعها أو حجمها، وأن قوة اليمنيين في توحدهم وأن صدق النوايا هي الكفيلة بالحفاظ على وحدتهم، بغض النظر عن أي شكل من الأشكال التي تصونها وتحافظ عليها. من جانبه قدم أمين العاصمة عبدالقادر علي هلال، شرحاً مفصلاً عن المشروع وآليات أعماله وأهميته والاستراتيجية المتمثلة في إبراز هوية العاصمة صنعاء، والتعريف بشوارعها وأحيائها وحاراتها وفقاً لنظام تسمية وترقيم وترميز إلكتروني حديث يواكب العصر ومتطلباته، ويضم الخدمات الأساسية والمرور والاتصالات.. وأشاد بجهود الكادر اليمني المتميز القائم على المشروع الذي من شأنه تيسير وصول الباحثين عن مواقع معينة إلى مقاصدهم بكل سهولة ويُسر، بالإضافة إلى أمناء العاصمة السابقين ورؤساء هيئة الإحصاء والتخطيط العمراني؛ كونهم يستحقون كل الشكر والتقدير. ودعا أمين العاصمة الجميع إلى التعاون مع منفذي المشروع ودعمهم من خلال الحصول على المعلومات والبيانات الخاصة بالعقارات ومداخلها واستخداماتها خاصة والأزقة الصغيرة المنتشرة والتي يتعذر الوصول إليها. بدوره أوضح وكيل أمانة العاصمة لقطاع المشاريع والأشغال العامة المهندس معين المحاقري أن المشروع البالغة تكلفته الإجمالية نحو 10 ملايين دولار، تجري أعماله على قدم وساق منذ سنة كاملة عبر فريق عمل متخصص، تم خلالها إنجاز الأعمال الفنية والمكتبية والإدارية لتجهيز الإسقاطات الخاصة بالشوارع والأحياء والحارات وربطها بالتخطيط العمراني لمدينة صنعاء، ووضع البيانات في نظام رقمي متكامل.. وأشار إلى أنه أُضيف حديثاً إلى المشروع برنامج للترقيم الإحداثي «البصمة» الإلكترونية للعقارات ليصبح المشروع أكثر ملاءمة لمتطلبات العصر ونواة للمدينة الحديثة.. متوقعاً أن تُنجز أعمال التركيبات المرتبطة بالمشروع للقطاع الجنوبي خلال سنة واحدة والقطاع الشمالي خلال سنة أخرى لتصبح مدة المشروع بشكل عام سنتين.. من جهتهما استعرض كل من مدير ال(GIS) المهندس مدين السامعي، ومسؤولي الهيئة الأولية للمقاييس، واستشاريي الترميز للعاصمة صنعاء الدكتور حميد الإرياني وعبدالله فارس، مكونات وبرامج العمل المقترحة للأعمال الميدانية للمشروع.