الإعلام بكل وسائله المختلفة يعد مصدر إلهام لصناع القرار وتقييم سياسة الحكومات يعكس حياة الناس داخل المجتمع بما يتركه من أثر على سلوكهم وتوجهاتهم وخدماتهم العامة . ولكن للأسف أصبح الإعلام اليوم جزءاً من مشاكلنا تجلّى فيه الكيد والتضليل على حساب الحقيقة الساطعة والقيم النبيلة الفاضلة فكل وسيلة إعلامية تنقل ما تقول من وجهة نظرها أنها الحقيقة. بينما الحقيقة الساطعة تظل خافية عن الظهور ومغيبة عن الحضور الأمر الذي أفقد الناس ثقتهم بالإعلام وانحسر أثر ذلك على حياتهم وسلوكهم ولا أمل لهم بصلاح الإعلام وتحييد مؤسساته في ظل التشرذم والانقسام الحاصل بين مختلف مكونات الحياة السياسية، هذا جانب. والجانب الآخر الإعلام اليوم أصبح أداة ينقل الواقع ولا يسعى لتغيير مجرياته بما يقدمه من برامج توعوية هادفة تغير من سلوك الناس. ما نتمناه أن يتم صياغة ميثاق شرف يحدد ضوابط وشروط العمل داخل المؤسسات الإعلامية وتحييد قنواته ورسم توجهاته وفق برامج هادفة تبني لا تهدم، تجمع لا تفرق وتعمق حب الوطن في نفوس أبنائه.. وعلى مقدمي البرامج والمذيعين في القنوات الإذاعية أن يتخذوا من الإعلامي الراحل يحيى علاو مثالاً حياً في الأداء والرسالة التي كان يؤديها. مذيعا محترفا بكل ما تعنيه الكلمة استطاع أن يوصل رسالته كما هي. عرفنا من خلاله مآثر اليمن وتاريخه أكثر مما عرفناه من وزارة السياحة، وعندما توفاه الأجل بكى عليه معظم اليمنيين رغم أن معرفتهم به كان عبر شاشة صغيرة تتوسط صالات منازلهم. وهناك برامج إذاعية غادرت حياتنا رغم تميزها مثل برنامج “فتاوى” وصوت المذيع عز الدين تقي وأخرى ما زالت مثل “حديث الناس” و”واحة اليوم الذي تقدمه المذيعة الرائعة بصوتها الساحر عائدة سليمان الشرجبي.. أما في القنوات المرئية فإني أفضل الاستماع إلى المذيع المتألق محمد العامري في قناة السعيدة . وقناة السعيدة هي أفضل قناة بالنسبة لي صراحة. أما البرامج التي أنا شغوف بمشاهدتها منها برنامج “مع الناس” للمذيع المتألق محمد المحمدي.