لقد أصيبت معظم المدن اليمنية بالتلوث الهوائي والتلوث الضوضائي بحيث برزت هذه المشكلة في الفترة الأخيرة والتي لم تكن موجودة أصلا في البيئة اليمنية والتي يأتي في مقدمتها انتشار المولدات الكهربائية وما تخلفه من ملوثات بيئية في غاية الخطورة والمتمثلة بالغازات المنبعثة منها نتيجة لعملية التشغيل وما يرافقها من ارتفاع نسبة المواد العالقة من اكاسيد الكبريت والنتروجين و عوالق الكربون والرصاص وهذا النوع من التلوث ينتج عنه مواد دقيقة تسبح في الهواء وهي مسئولة عن لائحة طويلة من المشاكل الصحية والتي منها حالات الصداع والضعف العام والغيبوبة والتشنجات وحالات الإجهاض وتآكل عظام الجسم والتخلف العقلي فضلاً عن أمراض القلب و الجهاز التنفسي وغيرها من الأمراض كما تعتبر هذه المركبات مواد مسرطنة للإنسان . تعتبر هذه الملوثات من اخطر الملوثات الهوائية على البيئة والتي تثير القلق والاهتمام لدى الجميع فلا يقتصر تأثيرها على ما يصدر منها من إزعاج وضجيج يضعف السمع وينغص الحياة ، بل تسبب العديد من المشكلات على الصعيد البيئي والصحي والنفسي كما ان مكوناتها أصبحت متعددة ومتنوعة وأحدثت خللا في تركيبة الهواء الطبيعي وكذلك في التوازن البيئي . ونتيجة للأعمال الإجرامية الظالمة والممنهجة التي يقوم بها أولئك المجرمون والمتمثلة بضرب أبراج الكهرباء مما يسبب انقطاع التيار الكهربائي في معظم المدن اليمنية ان لم تكن كلها ، هذا الانقطاع يكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات فضلا عن انه يعطل ويربك الكثير من الأعمال والتي تعتمد اعتماداً كلياً ومباشراً على الكهرباء فالتيار الكهربائي يعتبر الروح الحقيقي للمدنية الحديثة فانقطاع الكهرباء معناه انقطاع كل وسائل الحياة فكل حياة المدينة متوقفة على استمرار التيار الكهربائي ونظرا لأهمية استمرار التيار الكهربائي فقد انتشرت المولدات الكهربائية الخاصة في معظم منازل المواطنين والمحال التجارية وفي المطاعم والأفران والمساجد والجامعات وفي كل مكان ،بل ان إمام كل محل تجاري في شوارعنا الضيقة والمزدحمة مولدا للكهرباء و في أسطح المنازل والبلكونات كذلك مولدات تعمل في نفس الوقت بغازاتها السامة وضجيجها المتواصل ولنا ان نتخيل حجم التلوث الهوائي الناجم عنها التي تسببه تلك المولدات الكثيرة والمتعددة والكبيرة والصغيرة من مختلف الأشكال والأحجام . ان الغازات المنتشرة الني تسببها تلك المولدات الكهربائية تكمن في خطورتها وتأثيراتها السامة والخطيرة على الصحة العامة للسكان الذين يدفعون ثمناً باهظاً للانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي من صحتهم وحياتهم و تحذر منظمة أصدقاء البيئة وتنمية المجتمع من كارثة صحية بسبب الزيادة المفرطة في استخدام المولدات الكهربائية نتيجة انقطاع الكهرباء . ان المولدات الكهربائية تشكل كارثة بيئية على المدن اليمنية بما فيها مدينة تعز وذلك بما تنفثه من سموم وما تسببه من ضوضاء وتسرب كميات كبيرة من الحرارة الى الجو و بشكل غير مسبوق الى الحد الذي بدأ الناس عنده يستشعرون العواقب الوخيمة لهذه المولدات والتي تنفث غازاتها السامة والتي تنفذ الى الشقق ويستنشقها الإنسان بشكل مباشر .ولا بد من دق ناقوس الخطر لهذه المشكلة وإيجاد المعالجات القريبة والبعيدة لهذه المشكلة الجديدة والتي تتفاقم يوما بعد آخر .