"جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    هبوط المعدن الأصفر بعد موجة جني الأرباح    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    إيفرتون يصعق ليفربول ويوجه ضربة قاتلة لسعيه للفوز بالبريميرليغ    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    الإطاحة بشاب أطلق النار على مسؤول أمني في تعز وقاوم السلطات    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الثالثة خلال ساعات.. عملية عسكرية للحوثيين في البحر الأحمر وتدمير طائرة    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    الوجع كبير.. وزير يمني يكشف سبب تجاهل مليشيا الحوثي وفاة الشيخ الزنداني رغم تعزيتها في رحيل شخصيات أخرى    حقيقة وفاة ''عبده الجندي'' بصنعاء    رجال القبائل ينفذوا وقفات احتجاجية لمنع الحوثيين افتتاح مصنع للمبيدات المسرطنة في صنعاء    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الزنداني يلتقي بمؤسس تنظيم الاخوان حسن البنا في القاهرة وعمره 7 سنوات    حضرموت هي الجنوب والجنوب حضرموت    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    عبد المجيد الزنداني.. حضور مبكر في ميادين التعليم    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    البحسني يثير الجدل بعد حديثه عن "القائد الحقيقي" لتحرير ساحل حضرموت: هذا ما شاهدته بعيني!    إصابة مدني بانفجار لغم حوثي في ميدي غربي حجة    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    يوكوهاما يصل لنهائي دوري أبطال آسيا    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عُقال الحارات دورٌ هام .. وسلبياتٌ قاتلة
هل تصبح المرأة عاقلاً..؟!
نشر في الجمهورية يوم 19 - 01 - 2014

يمثلون حلقة الوصل بين الجهات الحكومية المختلفة وبين الساكنين في الحارات كما يلعبون دوراً بالغ الأهمية في الجانب الأمني وخدمة مواطني أحيائهم إلا أن آخرين يرون بأنهم مجرد أداة أمنية بدائية طفيلية ذات طابع قبلي وعشائري جاءت إلينا من العهود الماضية حيث نشأت ضمن ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية محددة... الاستطلاع التالي يتعرض للمعايير الضرورية لاختيارهم إشكالياتهم ومشاكلهم التي خرجوا بها عن مهامهم الخدمية للمواطنين...
عاقل الحارة امرأة
أصبحت الحاجة إلى إيجاد المعايير الملزمة والضوابط الصارمة لاختيار عاقل الحارة أمراً تستدعيه المرحلة والتغيرات الطارئة على سكان اليمن وهذا ما يؤكده وكيل أمانة العاصمة حسين أحمد المرتني بأنه يتم حالياً الإعداد للائحة المنظمة لشاغلي وظيفة عقال الحارات والتي سينتهي العمل منها خلال فترة شهر بموجب التوجيهات الصادرة من الأستاذ عبد القادر هلال بإيقاف أي إجراءات لمعاملات ترشيح عقال الحارات حتى الانتهاء من إعداد اللائحة المنظمة لذلك, كون الحكومة والجهات الأمنية في أمانة العاصمة تعول كثيراً على عقال الحارات بأن يكون لهم دور فاعل ونشاطاً مستمر بموافاة الجهات الأمنية بمن يسكن ويستأجر في حاراتهم بصورة مستمرة حرصاً على سكينة وأمن المواطن, ويرى أن يتم تعميد عقود الإيجار بين المالك والمستأجر من قبل عاقل الحارة.
وقال وكيل أمانة العاصمة: أتمنى أن يكون لنا رأي يتم سماعه من قبل الجهة في الأمانة على عقال الحارات بإدخال أسماء نسائية كعقال لبعض الحارات في أمانة العاصمة حتى يكون للمرأة دور فاعل في المجتمع وأنا على يقين بنجاح المرأة في هذا المجال والتجربة موجودة بمحافظة عدن تم تعيينها كعاقل حارة وأصبح لها دور رائد في هذا المجال, كما أتمنى أيضا عند ترشيح أي عاقل حارة بأن لا يراعى في ذلك الحزبية وأن يتم البحث عن الأشخاص للشغل كعاقل حارة بان يكون رجلاً أو امرأة ذات سمعة جيدة ومحبوبة في الحارة التي يعيش فيها حتى يتم التعاون معه في الحصول على المعلومات مع ساكني الحارة أو الحي بكل سهولة ومصداقية ,ونأمل من كل عقال الحارات العاملين في أمانة العاصمة أن يبذلوا كل جهودهم في البحث عن المعلومات الصحيحة وإبلاغها أول بأول للجهات الأمنية والجهات الأخرى ذات العلاقة وان يسعوا لإيجاد قاعدة بيانات للمساكن والمحال التجارية في حاراتهم, ويكونوا عادلين عند استلامهم المعونات والمساعدات من الغذاء والملابس والحقائب المدرسية وغير ذلك من المعونات التي تصرف على محتاجي الحارات وتوزيعها على مستحقيها من فقراء الحارات قبل أغنيائها ومتنفذيها بعيداً عن التعصب والحزبية ويتقوا الله في أنفسهم وفي سكان حاراتهم.
مراعاة ذوي الكفاءات
ويرى حسين احمد الكدس من مواطني حارة صنعاء القديمة ورئيس تحرير صحيفة باب اليمن أن لعقال الحارات دوراً هاماً وإيجابياً لما يمثلونه من حلقة الوصل بين الجهات الحكومية المختلفة وبين الساكنين في الحارات، والتي تسهم في تسهيل وسرعة قيام تلك الجهات في تنفيذ إجراءاتها بحق المواطنين، وكذا اعتماد تلك الجهات على ما يوفره عقال الحارات من البيانات الشخصية للمواطنين إلى جانب دورهم في المساهمة في حل القضايا والنزاعات بين المواطنين, مؤكداً أن هناك القليل جداً من عقال الحارات الذين ينظرون إلى هذه المهنة الهامة بمسؤولية، وعدم تأدية واجبهم على أكمل وجه, متوقعاً أن السبب قد يكمن في عدم وجود معايير لاختيار عقال الحارات التي يجب مراعاة الأولوية لذوي المؤهلات والكفاءات.
تنسيق و تسهيل
وعن طبيعة عمل عقال ومشائخ الأحياء وأدوارهم يوضح محمد حزام أبو عريج شيخ حي بير زيد والنوبة في مديرية شعوب بأمانة العاصمة صنعاء أن من أبرز اهتمامات وطبيعة عمل مشائخ الأحياء وعقال الحارات أن عاقل الحارة وشيخ الحي العامل المشترك والمساعد بين السلطات المحلية والتنفيذية في المنطقة التي يشغلها كعين الأمن في المنطقة, ويعمل على الأمن والاستقرار داخل الحارة والحي بالتعاون مع مختلف المكاتب التنفيذية في المديرية أو في الأمانة ويتلقى التوجيهات من المديرية ومن أمانة العاصمة صنعاء وإدارة الأمن, ويقوم بالإشراف على الحرس المدني والإشراف الليلي أحيانا في الحارات التي يتوفر فيها الحرس المدني كون الحارس المدني لا يتوفر في جميع حارات الأمانة, مبيناً انه كان هناك خطة لتوفير حرس ليلي لكافة الحارات والأحياء إلا انه إلى الآن لم يتم تنفيذ هذه الخطة, آملا من السلطات التنفيذية والمحلية تغطية كافة الحارات بالحرس المدني الكافي لضمان الحفاظ على ممتلكات المواطنين وأمن واستقرار الأحياء والحارات, مؤكداً على قوة التنسيق بينهم وبين الجهات المعنية المستمر والدائم وما يعول عليهم القيام به من المهام والأعمال التي تخدم المواطنين والتي تسهل أعمال المكاتب التنفيذية والمجالس المحلية سواء كان ذلك تسهيل المشاريع الخدمية والاجتماعية أو في تثبيت الأمن والاستقرار في المجالات المختلفة.
مكافأة لا تزيد عن4000ريال
وعن الصعوبات التي تواجه الأحياء أفاد أنها تتمثل في عدم اعتماد رواتب أو مكافئات من أمانة العاصمة لمعظم مشائخ وعقال الحارات باستثناء العقال القدماء الذين تصرف مكافأة لا تزيد عن مبلغ 4000 ريال فقط, وتجنيد بعض المشائخ والعقال في برواتب لا تتعدى رتبة مساعد, أما المشائخ والعقال الذين تم تعيينهم مؤخرا لم يتم اعتمادهم من الداخلية ولا من أمانة العاصمة.
التقسيم الهيكلي للحي
ويرسم الصورة بحكم كونه شيخ أحد الأحياء ويندرج تحت إشرافه أربعة عقال مضيفاً أن المديرية تنقسم إلى أحياء والأحياء إلى حارات وكل حي يتكون من أربع حارات وقد يصل إلى تسع حارات تقريباً, ولكل حي شيخ مشرف على أعمال العقال داخل الحارات وقد يقوم شيخ الحي بعمل عاقل الحارة في تلبية احتياجات المواطنين في الحي والحارة التي يغيب عنها العاقل إذا انتقل أو مرض أو مات.
عاقل الحارة في السوق السوداء
المواطنة سلوى محمد أبدت استيائها من أداء عاقل حارتها التي وصفته بالانتهازي واللا مسئول تجاه أهالي الحي وكل طارق باب عليهم قائلة: لا فائدة من وجود عقال الحارات الذين أصبحوا يستغلون مكانتهم وموقعهم, فعاقل حارتنا أثناء أحداث عام 2011م, كان يأخذ أسطوانات الغاز ويذهب لبيعهن في السوق السوداء, والمواطنون لا يكادون يصلون بعد طابور طويل وشهور عند الدبة الغاز, ومثله كيس القمح عندما فوضت الدولة عقال الحارات توزيع الاحتياجات الضرورية لسكان الأحياء بنظرهم, وعندما احتجت توقيع عاقل الحارة على استمارة كتعريف استمرت يومين ابحث عنه في منزله حتى وجدت ابنه الذي طلب مبلغاً من المال للتوقيع والختم على تلك الورقة, كما أن الحارة لا تعرف عاقلها إلا عند وجود مصلحة مادية له فإنه يظهر بقدرة قادر وعند الحاجة إليه لا نجده وأكثر الساكنين لا يعرفونه, ناهيكم عن تلك المعونات الخيرية التي تأتي من فاعلي الخير والتي نسمع بها ولا نراها ويفترض أنها توزع على المساكين, فانا أطالب أمانة العاصمة أن تراقب سلوكيات أولئك العقال التي باتت لا تخفى عليهم مطلقاً, أو يلغوا كائناً اسمه عاقل الحارة ويفعلوا دور الدولة عبر أقسام الشرطة ومكاتبها الخدمية دون واسطة عاقل الحارة , وتقوم كل الأجهزة الأمنية والمدنية بواجباتها بدلا من الاعتماد على الوسطاء الذين يوجدون فجوة فساد وحاجزاً بين الدولة والمواطن.
العقال يفوضون أبناءهم
وينفي عاقل حارة النصر في مديرية السبعين بأمانة العاصمة محمد احمد صالح الفقيه فيما يخصه من أن عاقل الحارة يقوم بفرض الرسوم على أوراق المواطنين أو يتقاضى نظير خدمتهم أي رسوم إلا من بعض الحالات النادرة التي قال إنها تحدث من بعض المواطنين من تلقاء أنفسهم بمبالغ رمزية تكاد لا تذكر بعد أن يحلفوا يميناً أن يأخذها العاقل إذا خرج معهم وساعدهم في حل مشكلة أو سهل لهم أي معاملة إلى غير ذلك من الأعمال الواجبة عليه تجاه أبناء حارته ما يضطره إلى تقبلها من باب الود الذي يربطه بأبناء حارته, ويرى أن من يفرض من العقال الرسوم على المواطن نظير أي خدمة فقد ارتكب عيباً وأهان نفسه, مشيراً إلى وجود عقال حارات يجعلون من أولادهم سماسرة على باب بيوتهم لأخذ الرسوم والجبايات من أصحاب الحاجات ما يؤثر على دقة البيانات التي يجب أن يتحراها عقال الحارات وتؤثر فيما بعد على أمن الوطن والمواطن, كما يقومون بتفويض أبنائهم للقيام عنهم ببعض أو كافة المهام التي يجب أن يقوموا بها وتقتضي تواجد عاقل الحارة, معلقاً بقوله إذا كان عاقل الحارة غير متفرغ لما عين لأجله أو غير آبه بالمسئولية التي يحملها فيترك المجال لغيرة فمن تكفل بجربة حماها.
ويبين أن الإغراءات التي تأتي إلى عاقل الحارة تأتي عبر بعض المعاملات من الجوازات أو طلب بطائق للاجئين صوماليين, لكنهم يواجهون تلك الإغراءات بشدة فهو منذ أن استلم المعقلة منذ 34 عاماً استن له نظاماً من تلقاء نفسه بدون توجيه أو طلب وفتح سجلات توثيقية لكافة نشاطه وأصبح لديه 15سجلا موثقاً, ولا يتم ختم أو توقيع أي أوراق إلا بعد التحري والتدقيق, ويعترف بوجود سلبيات ظاهرة على بعض عقال الحارات من خلال أداء مهامهم تجاه المساعدات الخيرية في رمضان أو غيرها, واستقطاع القليل أو الكثير منها بأساليب ملتوية.
الاعتداء على عقال الحارات
ويشكو عاقل حارة النصر في منطقة السبعين عدم وجود الحرس المدني في الحارة ما يضاعف عليه المسئولية واضطراره إلى الخروج عند حدوث بعض المشاكل بين بعض اللصوص أو حدوث إطلاق النار بين بعض الخارجين على القانون ممن ينشطون ليلاً, وحماية البيوت الخالية من ساكنيها نتيجة سفرهم, مضيفاً أن بعض العقال يتعرضون لمحاولات اعتداءات من قبل من يحدثون بعض الفوضى, وقد حدثت له مثل تلك الاعتداءات لكن مسارعة الجيران والخروج بأسلحتهم وعصيهم للدفاع عن امن الحارة أنقذه من الموت مراراً.
وعن أهم أعماله كعاقل حارة أفاد أن ابرز الأعمال تكمن في متابعة توفير متطلبات سكان الحارة من البنية التحتية الأساسية كالمياه وخدمات الصرف الصحي والكهرباء والإنارة والسفلتة ونظافة الحي وتحسينها, بالإضافة إلى الأعمال الموسمية خلال شهر رمضان المبارك وتوزيع المساعدات على كافة المحتاجين بعد عملية الحصر, وحل أي مشاكل قد تحدث في الحارة سواء ما بين المواطنين أو مشاكل أخرى, والتعاون مع الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية لما يخدم أمن الوطن والمواطن.
أداة أمنية بدائية
ومن وجهة نظر مغايرة لأهمية دور عاقل الحارة وما يمثله من تواجد حيوي ينظر المواطن يحيى محمد حسين بأن عقال الحارات ما هي إلا عبارة عن أداة أمنية بدائية طفيلية ذات طابع قبلي وعشائري جاءت إلينا من العهود الماضية حيث نشأت ضمن ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية محددة, سارداً بالقول: عقال الحارات من التكوينات البائدة في العالم بينما لا زالت تنفرد بها في اليمن فقط من عهود الحكم الإمامي إذ لا وجود لمثل هذه المنظومة البدائية وهذه التسمية في مدن دول الدنيا الأخرى الحديثة والتي تنتشر فيها مكاتب الخدمات الرسمية وموظفو الأجهزة الأمنية بشكل واسع ومنظم وعلى نحو يستغرق كل أراضي الدولة والتي استمرت منظومة عقال الحارات على حالتها حتى بعد قيام ثورة 1962م, والملاحظ أيضا أن كلمة حارة تساوي كلمة زقاق أو حافة في بعض المدن ولذلك فان أصدقاء العالم الخارجي عند تسلمهم خطابات من المواطنين اليمنيين وعليها كلمة حارة بدلاً من حي أو شارع أو منطقة يعتقدون أن الجهة المرسل منها الخطاب عبارة عن مدينة بدائية مقسمة إلى حواري وأزقة مما يولد انطباعاً سلبياً عن اليمن بأنها بلاد متخلفة, كذلك فإن كلمة عاقل تسمية خاطئة لمنتوج بدائي لأنها تفترض أن سكان الحي أو الحارة لا يتمتعون بما يلزم من الإمكانيات العقلية لإدارة شئونهم فصار لزاماً طبقاً لهذه التسمية اختيار من يمتلك العقل من بينهم يتولى الوصاية عليهم وإدارة شئونهم هو العاقل بالنسبة لهم بينما هم أدنى منه في قدراتهم العقلية, وأرى طبقاً لطرحي لم يعد هناك مبرر لوجود عقال الحارات ومشائخ الأحياء ومشائخ المدن في اليمن كونهم قد خرجوا عن نطاق مهامهم الخدمية وأصبح عدد كبير منهم متنفذين وأشباه موظفين.
الأكثر معرفة بالتفاصيل
وللتعرف على دور الحرس المدني في الأحياء والحارات والتعاون القائم بينهم وبين العقال والمواطنين والجهات الأمنية أوضح مدير الحرس المدني بأمانة العاصمة المقدم حقوقي إسماعيل محمد صالح غشيم أنه من خلال تجربتهم وعملهم مع المشائخ والعقال وأفراد الحرس المدني وجد أنهم اقرب قبل غيرهم وأدرى بما يحتويه المكون بدءً من الشارع ثم إلى الحارة والحي وأنهم اسبق من غيرهم بالوصول إلى معرفة كل ما يحتويه المكون من السكان والمساكن والأقرب إلى المعلومات, ويعرفون قبل غيرهم كل ما يجري بداخل حاراتهم وأحيائهم وأنهم الأسبق إلى كل ذلك والنواة الأساسية لشرطة الأحياء, وإن الكثير من المعلومات يستقيها المحتاجون إليها من الجهات المختصة أمنية أو خدمية أو قضائية أو انتخابية أو إحصائية من شريحة العقال والمشائخ كونهم من ساكني الحارة والحي وهم الادرى قبل غيرهم بكل تفاصيل حاراتهم وأحيائهم والمكونات الأخرى.
خطورة إفشاء أسرارهم
وعن الصعوبات التي تواجه شيخ وعاقل الحارة وحراس الليل في أداء واجباتهم أفادنا أن من تلك الصعوبات عدم الانتقال السريع من قبل مراكز الشرطة فور البلاغ من الشيخ والعاقل والحارس الليلي عند وجود امرئ طارئ, وتعرضهم للأذى بسبب إفشاء أسرار عملهم للمواطنين من قبل بعض العناصر في المراكز والمناطق مما يؤدي إلى تعرضهم للعديد من المخاطر من المواطنين ومن أصحاب السوابق والمطلوبين أمنياً وغيرهم بسبب تسرب المعلومات من مركز الشرطة بان الذي ابلغ عنهم هو الشيخ أو العاقل أو الحارس الليلي وهذا يضعف ويقلل من دورهم وقد دفع العديد منهم ثمنا باهظا ومنهم من استشهد في سبيل أداء واجبه ومنهم من أصيب وكل ذلك ناتج عن إفشاء السر باسم الملف أو رافع التقرير, وعدم وجود السلاح الشخصي للشيخ والعاقل والحارس الليلي وكذلك الزى الرسمي الذي هو جزء لا يتجزأ من هيبة الدولة والفرد خاصة في الوقت الأخير من الليل أثناء تواجدهم في الشارع لوحدهم بين البرد القارس وهم يؤدون واجبهم من أجل تحقيق الأمن والسكينة العامة للمجتمع, عدم وجود أجهزة يدوية لا سلكية مع العاقل والشيخ والحارس لكي يسهل سرعة البلاغ, عدم الاهتمام بالمشائخ والعقال وأكثر القضايا والمعلومات يقومون بإيصالها والإبلاغ عنها للأجهزة الأمنية والحرس المدني بشكل مباشر وبعض القضايا تهمل وتذهب سدى خوفاً من تسرب المعلومات من مراكز الشرطة فهم بحاجة ماسة للحماية وإلى من يستغل جهودهم بشكل صحيح وسليم.
الحراسة الليلية
ويضيف غشيم إن إدارة الحرس المدني (الليلي) من أهم الإدارات التي تتبع أمن العاصمة صنعاء وهم يعملون فيها ليلاً ونهاراً وهم أمن وقائي الغرض منه منع الجريمة قبل وقوعها ويقومون بالحراسات الليلية في الأحياء والحارات لرصد الحالة الأمنية وحراسة المنازل والمحولات والسيارات لساكني الحارة ورصد أي عمل مشبوه يتوقع منه الإخلال بالأمن والسكينة العامة ورصد المشبوهين وأرباب السوابق والإبلاغ عنهم للجهات الأمنية ومتابعة البلاغات الواردة من وإلى الرقم (199) ومركز الشرطة والمنطقة الأمنية كل في نطاق اختصاصه وفي إطار إدارة العام بشكل عام وما يراد إليها من توجيهات تأتي من قيادة الوزارة حول المطلوبين أمنياً وجنائياً بشكل عام وحصر المساكن والسكان ومن السكان اليمنيين والأجانب وكل المكونات في الحارة والحي كما أن منتسبي الإدارة يعملون مع كل الجهات الأمنية والإيرادية مثل الواجبات والضرائب والخدمية والقضائية والديمقراطية فيما يطلب منهم لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
1600 عاقل
كمسئول أعلى ويقع في نطاق اختصاصه مشائخ وعقال الحارات أوضح لنا عضو الهيئة الإدارية ورئيس لجنة الشئون الاجتماعية بأمانة العاصمة حمود النقيب الخلفية التي يتكون منها الحي وطبيعة عمل شيخ وعاقل الحارة والمعايير والآليات لاختيار العقال ومشائخ الأحياء مفيداً في البداية أن عدد العقال في أمانة العاصمة صنعاء بلغوا إلى الآن 1600 عاقل منهم1200 عاقل من القدماء و400 عاقل جدد ما زال العدد يتنامى نتيجة التوسع العمراني في أطراف أمانة العاصمة.
مضيفاً: بأن كل حي يتكون من العديد من الحارات التي يعين لكل منها عاقل في نطاق الحي الذي يعين عليه شيخ ويتفرع منه أولئك العقال للقيام بمهامهم مؤكداً على الدور الهام الذي يقوم به عقال الحارات ومشائخ الأحياء على مستوى حاراتهم, وان عاقل الحارة يمثل الدولة في الإطار الضيق فيما يخص الحارة التي هو عاقل عليها بكل ما تحتاجه في الجانب الخدمي والمتابعة لتوفير الاحتياجات الأساسية للحارة والاحتياجات الاجتماعية كحل الخلافات بالتعاون مع الشخصيات الاجتماعية ووجهاء الحارة الذين يستعين بهم العاقل لحل ما قد ينشأ من مشاكل وإشكاليات, وممثل للدولة خدمة للمجتمع في الجانب الخدمي والمتابعة لتوفير المتطلبات الرئيسية من توفير المياه, متابعة الكهرباء وتحسينها, متابعة الصرف الصحي, متابعة السفلتة, متابعة المرافق العامة مثل الحدائق، المدارس وغيرها بالتعاون مع أعضاء المجالس المحلية والجهات المركزية من وزارات مركزية خدمية وغيرها من الجهات المختصة.
العقال مجندون في الداخلية
وعن ابرز ما يقوم به العقال من الوظائف إلى جانب ما يقومون به من التعريف لدى جهات الاختصاص بالتعاون مع الأحوال المدنية للقيد والتسجيل والحالات الطارئة أوضح مدير الخدمات الاجتماعية بأمانة العاصمة أن هناك مهام كثيرة ومتعددة تشمل كل النواحي لابد أن يدخل فيها العاقل.
وعن الدور الذين يقومون به في أمانة العاصمة تجاه عقال ومشائخ الأحياء من الرقابة والمتابعة أوضح أن هذا الدور يأتي من خلال الإدارة العامة لشئون الأحياء في أمانة العاصمة المتمثل في تقييم الأداء وان هذه الإدارة ملزمة برفع تقارير أسبوعية أو شهرية عما يقوم به عقال الحارات كجانب مدني, أما الجانب الأمني فلإدارة شئون الأحياء ارتباط مباشر مع أقسام الشرطة كل في إطاره من خلال توفير الأمن ومتابعة الحرس المدني الليلي وكون معظم عقال أمانة العاصمة هم مجندين تابعين لوزارة الداخلية فإن بعضهم مشرفين أو معقبون على الحرس المدني بالإضافة إلى القيام بالتعاون مع السلطات الأمنية لحفظ الأمن وسلامة المواطنين في إطار الحارة المتواجدين فيها.
أسلوب رخيص
وكجهة مسئولة على عقال ومشائخ الأحياء عن مستوى الأداء والخدمات لأولئك العقال والمشائخ, أكد رئيس لجنة الشئون الاجتماعية بأمانة العاصمة أنهم راضون عن أداء عقال الحارات ومشائخ أحيائها في أغلب الحالات لاسيما وان الكثير منهم لا زالت مكافأته التي تصرف له من أمانة العاصمة لا تتجاوز مبلغ ثلاثة إلى الأربعة آلاف ريال وهي كما قال لا تساوي شيئاً مقابل ما يقومون به من جهد كبير ولم ينصفوا إلى هذه اللحظة رغم المتابعة المستمرة من أمين العاصمة والجهات ذات العلاقة وحتى أن الكثير منهم كما أفاد لم يتم تجنيدهم في وزارة الداخلية كما هو عليه حال زملائهم العقال ليتسنى له استلام راتب من الدولة ويكون عمله الأمني مرتبطاً بالداخلية والمجتمع في آن معاً..ويفيد النقيب أن هناك العديد من الشكاوى تصلهم عن بعض الممارسات السيئة والسلبية لبعض عقال الحارات التي تسيء أحيانا إلى العقال بشكل عام من خلال التعاطي السيئ في استغلال صلاحياتهم تجاه المواطنين كالرفض على توقيع أي أوراق أو ختمها يحتاجها المواطن أو التعريف به إلا بعد أن يعطي له حقه ودفع مبلغ من المال مقدماً, واصفاً أن مثل هذه السلوكيات أسلوب رخيص لا يتم قبوله في أمانة العاصمة وان النوع من هؤلاء العقال يمثلون عبئاً على أجهزة الدولة والمجتمع .،فالعاقل وجد خدمة للمواطن وليس لابتزازه, ولا يبرر للبعض عمله ذلك نتيجة عدم استلام مرتب انه يبتز الناس وأن على المواطنين أن لا يعطوه فلساً واحداً فما يقدمه العاقل لهم هي خدمة واجبة على العاقل تأديتها للمواطن, كون العاقل وجد ليخدم المجتمع وتلبية احتياجات المواطنين وحل مشاكلهم لما يحقق الأمن والاستقرار وتعميم السكينة العامة للمواطن ولكي ينام المواطن وهو مطمئن البال على ممتلكاته وحقوقه المعنوية والمادية, منتقداً بعض المواطنين الذين يقومون بإعطاء العقال مبالغ مالية من باب الكرم مما يؤثر على الباقين ويجعل العاقل يطمع في المواطنين الآخرين, مشيراً إلى بعض السلبيات الظاهرة لبعض عقال الحارات تشبثهم بالمعقلة وهم في الأساس موظفون حكوميين أو مشغولون بأعمال ووظائف أخرى غير متيحين المجال لآخرين متفرغين ومتفاعلين, والى الجباية التي يأخذها العاقل التي هي في واقع الحال غير قانونية مقابل أي خدمة كونه موظفاً في الدولة وهي التي يجب عليها أن توفر له كل الراتب.
النزاع على المعقلة
ويؤكد النقيب أن هناك العديد من المشاكل تنشب بين من يريد أن يكون عاقل حارة ومنافسيه ما يؤدي إلى تدخل أمانة العاصمة المباشر لفض ذلك الخلاف بالنزول الميداني إلى الحارة ومعرفة من يميل إليه الناس أكثر فيتم تعيينه لأن الخيار ليس التعيين من هنا إلا برضا المواطن نفسه الذي له الحق في اختيار من يمثله كعاقل ولا تستطيع أمانة العاصمة أن تفرض على المواطنين عاقلاً من لديها إلا باختيار المواطنين أصحاب الشأن وهم الذين يختارونه برضاهم لأنه المسئول عنهم أمام الدولة والجهات المعنية.
معايير اختيار عاقل الحارة
ويوضح رئيس الخدمات الاجتماعية وعضو الهيئة الإدارية في أمانة العاصمة أن هناك معايير مشددة لا يمكن تهميشها في اختيار عاقل الحارة أبرزها أن العاقل يجب إن يكون يمني الجنسية ولأبوين يمنيين, ولا يشترط المؤهل الدراسي الأهم أنه يقرأ ويكتب على اقل تقدير, وأن يكون حسن سيرة وخلق ولم يرتكب أي قضية مخلة بالشرف والآداب العامة وان يكون مستقيماً ذا أخلاق عالية ومؤدياً للفرائض يتمتع باحترام الناس متعاوناً وعنده حب العمل التطوعي, وان لا يكون هدفه السعي من أجل فائدة المعقلة بل لخدمة المجتمع.
آلية اختيار عاقل الحارة
ويتم اختياره عن طريق التزكية الخطية من مواطني أهالي الحارة الساكنين الذين يعنيهم الأمر, ورفع تزكية المواطنين للعاقل الذين يرغبون به إلى المديرية التي تقوم بإخطاره عن طريق أمانة العاصمة, وفي لجنة شئون الأحياء يتم العرض وتدارس الموضوع فإذا لم يوجد منافس يتم إقراره مباشرة في أول اجتماع إذا توفرت لديه كل الشروط, وإن وجد المنافس لذلك العاقل فانه يتم تشكيل لجنة مصغرة للنزول وتقصي الحقائق حول من يرغب به الناس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.