لا أدري إن كان هناك قانون ينظم وظيفة المعقلة، وشروط اختيار العقال، ومواصفاتهم، وصلاحياتهم، وواجباتهم، وارتباطاتهم وعلاقاتهم بالأجهزة الضبطية، ودورهم في المعلومات الحيوية، والأمنية و...و.. إلخ، إنما من خلال معرفتنا للعقال، وتعييناتهم نجد بما لايدع مجالاً للشك أنه لا يوجد قانون للمعقلة والعقال.. وإن وجد فلا يتم العمل به. إن المعقلة هي جزء لا يتجزأ من العمل الأمني والاجتماعي والضبطي ومهمات العقال ليست يسيرة، ولا سهلة، وتحتاج إلى إنسان مؤهل لأداء مثل هذه المهام، مهام المعقلة.. يجب أن يكون مثقفاً مؤهلاً ولو بإجادة القراءة والكتابة ومعرفة عامة بأوليات الحساب، وعنده قدرة على التخاطب والتعاطي، والتعامل مع الآخرين من سكان الحي، ولابد أن يكون ذا خلفية كافية، ومعرفة تامة عن سكان الحي، وعن طبيعة ومميزات وخصائص سكان الحي، وعلاقاتهم ببعضهم، والمشكلات العالقة فيما بينهم.. بل يجب أن يكون لدى العاقل معلومات أساسية عن كل أسرة مثل عدد أفراد الأسرة الإناث والذكور، مؤهلاتهم، أماكن أعمالهم، نوع الوظيفة، ومستوى معيشتهم.. و.. و.. إلخ إضافة إلى إذا كان السكن ملكاً أم إيجاراً، كما أن من مهام العاقل معرفة القادمين إلى الحي كسكان جدد والتعرف عليهم، وكذا المغادرين من سكان الحي وإلى أين صارت وجهتهم وخلاف ذلك من بيانات حيوية، وأمنية و... و.. إلخ.. إنها مهام جسام، وليست ختماً، وخمسمائة على كل من يطلب توقيع العاقل وختمه. إن المعقلة، وتعيين العاقل تحتاج إلى حرص كبير جداً.. وتحرٍ كبير جداً، ولا تكفي عملية أن يأتي أحد سكان الحي بقائمة من التوقيعات ليعين كعاقل.. بل لابد من مقابلته شخصياً، ومعرفة مؤهلاته، عمله، وهدفه من طلب المعقلة، وسعيه لجمع التوقيعات المؤيدة لمعقلته.. إن من المهم عدم الاكتفاء بالتوقيعات لتعيين أي أحد عاقلاً.. بل لابد من الاطمئنان إلى أنه مؤهل للقيام بمهام المعقلة حسب ما عرضت آنفاً، وأنه لا يوجد عاقل آخر في الحي.. وإن وجد عاقل سابق لابد من معرفة أسباب التوقيعات لآخر لتغيير عاقل سابق.. فالمعروف أن بعض الأحياء فيها أكثر من عاقل وكل لديه ختمه.. مع أن المفروض أن يطلب العاقل السابق ويسحب الختم منه إن كانت هناك مبررات لتغييره، وليست القضية قضية مصلحة أشخاص. إن مراجعة وظيفة المعقلة ومواصفات العقال ضرورية لأنها جزء من السلطات الضبطية والاجتماعية.. ومهام المعقلة مهام جسيمة كما عرضت سلفاً.. ويحبذ أن يكون العقال من عناصر ضباط الأمن في الحي المحالين على التقاعد، أو غيرهم ممن لديهم الكفاءة والقدرة، ويستحسن ألا يكون حزبياً، أو معروف عنه أنه سيدير المعقلة بتجرد عن حزبيته.. إن الأمر مهم ولا يجب التساهل في هذا الأمر لأن المسألة ترتبط بضمان الأمن الوطني والاجتماعي، ومصدر للمعلومات والبيانات الحيوية.. وهنا لا أنسى أن توفر للعقال كل الإمكانات واللوازم والصلاحيات التي تمكنهم من النجاح. رابط المقال على الفيس بوك