عاقل الحي، أو عاقل القرية يعني الشيء الكثير أمنياً.. إنما في بلادنا تشريف لا تكليف، ومعظمهم «أي العقال» لا يقدِّرون المسؤولية الأمنية التي تقع على عاتقهم، وكل ما يفهمونه عن المعقلة «طلبة الله».. والسبب في ذلك أن تعيين العقال ليس له معايير، وإنما يتم بالمراجعة.. واحد يرغب أن يكون عاقلاً يذهب ويجمع توقيعات، ثم يعامل، ويقدم الواسطات، والداعمين لكي يكون عاقل حي.. أما في الريف فدائماً ما يكون العاقل هو الشيخ «شيخ القرية»، وهؤلاء لا يهمهم في الجانب الأمني شيء بقدر ما يهمهم أن احتدام الفتن والجرائم في مناطقهم خير ورزق عليهم. في إحدى الأوراق، التي قُدمت في اللقاء الموسع بتعز للقيادات الأمنية، انتقدت بشدة العقال في الريف، وبوضوح أكدت الورقة أن هؤلاء العقال هم من يحمون ويحتضنون المجرمين ممن يعتدون على الناس، أو يتاجرون ويربون المحرمات.. وهو أمر لم يكن جديداً، فنحن جميعاً نعلم أن العقال، أو المشائخ في الغالب الأعم لا يتعاونون مع الأمن، بل على العكس يحمون المجرم والجريمة، لأن دخلهم يرتفع ويتضاعف، ويستمر بوجود ذلك.. بل أحياناً ما يؤججون الصراع بأنفسهم، ويوسعون المشاكل، لأن رزقهم وخيرهم يكثر ويتسع.. ولا أحد يستطيع إنكار أن هناك الكثيرين من المطلوبين أمنياً يتحصَّنون في الأرياف، ويحتمون بالشيوخ والعقال.. إنها مسألة معقَّدة، «حكاية الأمن في الأرياف».. ولا أقصد - أنا، هنا - محافظة تعز، لكن عموم المحافظات، مع اختلاف حجم هذه الظاهرة من محافظة إلى أخرى، حيث تكون الظاهرة في المحافظات البدوية والقبلية أكثر وضوحاً من المحافظات الرعوية، والمتمدينة.. أي أن الطابع القبلي والاجتماعي للمنطقة يهيمن على الشيخ والعاقل أكثر من الطابع أو المسؤولية الأمنية.. وحتى الآن التواجد أو الانتشار الأمني يجب أن يكون بحسب طبيعة المنطقة وحجم المشاكل الأمنية فيها، ولا يجب أن يركن إلى العاقل والشيخ، الذي في كثير من الأحيان يغلِّب المصلحة القبلية على الأمن العام.. وما لم يكن التواجد الأمني قوياً، وعندهم صلاحيات وتوجيهات صارمة، فستظل المشكلة الأمنية قائمة، وتؤرق.. إن إعادة النظر في العقال مهم جداً، أو تأهيلهم أمنياً ليكونوا عند مستوى المتطلبات الأمنية، المرجوة منهم، وتوفير اللوازم الأمنية التي في ضوئها يمكن أن تسهل لهم العمل، خاصة في الجوانب الفنية، مثل «استمارة بيانات، استمارة معلومات، استمارة تقارير...»، وما شابه ذلك مما يعرفه الأمنيون، ويرون أنه مهم للحصول على ما يريدون من العاقل، أو شيخ القرية. كما أن العاقل يجب أن يكون مسنوداً وقوياً حين يتدخل في حدود معقلته لفض نزاع أو ضبط جريمة، أو جلب شخص مَّا، أو إيقاف شجار.. أما وضعه الحالي فهو ضعيف. وصف فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - زيارته لروسيا الاتحادية التي اختتمها أمس بأنها كانت ناجحة بكل المقاييس. وأكد في حوار مع صحيفة (فريميا نوفستي) الروسية نشرته أمس أن النتائج المثمرة التي تمخضت عن هذه الزيارة تجسد الرغبة والحرص المشترك لتطوير العلاقات بين البلدين الصديقين على مختلف الأصعدة، معتبراً العلاقات اليمنية - الروسية علاقات تاريخية بدأت مع الاتحاد السوفيتي سابقاً وتتعزز اليوم مع روسيا الاتحادية.