مازال أهلي تعز يشغل حيزاً واسعاً من الاهتمام والمتابعة من جماهيره ومحبيه وأنصاره في الحالمة خاصة وفي عديد من محافظات الجمهورية عامة .. إضافة إلى جماهيره خلف التخوم اليمنية في بلدان الاغتراب. هكذا هو العميد الحالمي تخفق له قلوب عاشقيه أينما وجدوا .. تنبض أفئدتهم بحب نادٍ ينجب أجيالاً وشباباً في كل محطة أو مرحلة من مسيرته في الدوري المحلي يسعدون ويبتهجون بانتصاراته .. وتنتابهم الآلام ويغزو افئدتهم الكمد والحسرة بإخفاقاته .. إنهم ترمومتر حراري يتأثر بأجواء النادي الأهلي الحالمي وحساس لأدنى فرح وأنّات ترح. أولئك هم رصيد أهلي تعز وعماده ودعاماته في الملمات الجسام وبهم تنمو قدرات الفريق وتشتعل جذوره الأمل ويستعيد نجوم العميد ألقهم وحماسهم الذي لا مثيل له .. ولهذا فإن جماهير الأحمر التعزي متألمون وقلقون حد الفزع الشديد من إنحسار المد الأحمر وتذبذب مستوى الشياطين الذين أطاحوا بتجانسهم وانسجامهم الفرق الكبرى في تصنيف الدوري اليمني وكانوا أباطرة بطولة الكأس، وملوك بطولة الدرجة الثانية.. فما الذي حصل بعد تلك المعمعتين اللتين توّجها بكأسين غاليين في عام واحد؟! دون مبالغة أو تسطيح الشارع الأهلاوي انتابه الخوف من وقوع كارثة – لاقدر الله – لفريقه العائد من دوري المظاليم والغلابى .. ولديه الحق في إعلان حالة الطوارئ وإخراج غضبه والتعبير عن إحساسه بخطورة وضع العميد بعد مرور سبع جولات من دور الذهاب لبطولة المحترفين ولم يحصد خلالها سوى خمس نقاط من تعادلين مع الامبراطور الصنعاني والعنيد الابي والفوز على نوارس حضرموت «الشعب» بهدفين نظيفين . فيما أخفق في اقتناص نقطة من مباراتين له في ملعب الصقر ومباراتين في إب والحديدة؟! وتبياناً مني كصحفي – لا – كإداري أهلاوي .. وإيضاحاً وليس تبريراً .. ومن خلال قراءتي لمسيرة فريق كرة القدم لأهلي تعز هذا الموسم الجاري أوضّح وأحلّل ما جرى بشفافية تخلو من المرارة والمجازفة بالصراحة التي لا مواربة فيها .. وكي لا تظل الهواجس والتأويلات والاتهامات مائدة لذيذة للمتربصين بالنادي الأهلي . ودفعاً للحيرة التي قد تكون أحاطت بأذهان المخلصين في حبهم ومساندتهم للقلعة الحمراء .. وحتى لا يغزو اليأس قلوب الجماهير الحالمية .. وتبنيهاً للمخاطر التي ستترتب عليها تشتيت أفكار لاعبي الفريق وإرباك الجهازين الفني والإداري .. كانت هذه القراءة الخاصة بعد 7 جولات لا ترتقي نقاطها ال5 إلى المأمول .. وتنذر بأن على الجميع ان يعيد قراءة التفاصيل والأحداث والتعامل معها بواقعية دونما مبالغةٍ أو تسطيح أو تضخيم يوسع انكسارات الفريق ويضغط سلباً عليه في الجولات القادمة .. فالأهلي الحالمي يمتاز بأنه فريق يبدأ مسيرته بانكسارات ثم يعود للانتصارات لأنه يعاني في البداية ثم يتعافى بالتدريج. أسرار المعضلة المالية عقب الصعود إلى الدرجة الأولى تعرض أهلاوية تعز لهزات داخلية حجمت طموحه وصعّبت على إدارة فكري قاسم الانطلاق نحو تقديم الوجه الجميل لهذا الفريق الشاب .. إذ برزت أمامه المعضلة المالية التي أربكت المسار للعميد .. فحاولت الإدارة تدارك الوضع فاتجهت إلى اتحاد القدم تبحث عن مخصصاتها المالية المقدرة بسبعة ملايين وثلاثمائة ألف ريال من مشاركته في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي .. ولما توجه مندوب الأهلي الحالمي إلى اتحاد القدم عمل الدكتور حميد شيباني على التعاون مع الإدارة وحول إلى المسئول المالي بقطع الشيك لكننا فوجئنا بأن وزارة الشباب قد اتخذت قراراً بخصم مبالغ مالية على اتحاد القدم من مخصصات أهلي تعز المرصودة له بالدور كقيمة للتذاكر التي تكفلت بها وزارة الشباب ممثلة بالوزير معمر الارياني كدعم وليس كقرض فكانت الصدمة أن 7 ملايين تمت مصادرتها من الوزارة مخالفة لأمر الوزير الارياني وأبلغوا المسئول المالي لاتحاد القدم بإشعار يوضح ان قيمة التذاكر للأهلي تعز ليست دعماً بل ديْناً فيما أكد لي ولرئيس النادي الأخ وزير الشباب معمر الارياني ان المبالغ المالية إسهاماً من الوزارة ودعماً للأهلي الحالمي وحتى اليوم لا تزال 7 ملايين معلقة بين اتحاد القدم ووزارة الشباب وصندوق النشء .. وهذا ما أثر على سرعة التحرك من إدارة الأهلي لاستقدام محترفين لتطعيم الفريق قبل إغلاق فترة التسجيل فبقى حال الفريق الأهلاوي كما هو عليه. معضلة الأزمة الإدارية برزت معضلة أخرى فاقمت الوضع الأهلاوي بأزمة لإدارية أدت إلى نشغال إدارة فكري قاسم بمعالجة هذه الأزمة التي شلّت حركة الإدارة بسبب سوء استخدام صلاحيات أحد الإداريين وتفخيخه الاستقرار الداخلي بتصنيفاته وإصراره على ارتكاب اخطاء فادحة كادت تقضي على التماسك والانسجام في الفريق فانشق الصوت الموحد للإدارة وتشظى نصفين إلى ان تم إدخال تعديل على مهام أعضائها فعاد السلام إلى الإدارة ولكن الثمن كان اعتذار الكابتن وليد النزيلي ومساعده أحمد علوي عن عدم الاستمرار كجهاز فني للفريق بعد ما أعاده إلى الدرجة الأولى فخسرت الكتيبة الحمراء أحد أوراق القوة التي كنا نراهن عليها والمتسبب الوحيد كان صاحب الختم الذي أصر على قراراته العشوائية التدميرية للنادي قبل ان يغادره باستقالتين الأولى نفاها .. والثاني حاول نفيها لكنه لم يتمكن وصار معزولاً إدارياً وهو ما خفف الآثار السلبية على مسيرة الفريق الصعبة أصلاً. إصابة 8 لاعبين أما الجانب الفني فالصعوبات تكمن في خروج ملعب الشهداء عن الخدمة وحرمان فريق أهلي تعز من ممارسة تدريباته على أرضيته .. وهذا ما خفّض وحجّم قدرات الكتيبة الحمراء اعدادياً بدنياً فظلت جاهزية الفريق ضعيفة لا تتناسب مع التجهيز لدوري الدرجة الأولى .. ناهيك عن أن التأخير في ضخ الملايين من الريالات كعقد للرعاية الموعودة من الداعم شوقي هائل قد حرم الفريق من انضمام لاعبين محترفين يمنيين كان أهمهم علاء الصاصي الذي خطفته يد الهلاليين وهو على وشك التوقيع للأهلي الحالمي .. وكان من الآثار السلبية للتمرين على « صرحة الشهداء الاسمنتية» و«صرحة أهلي تعز الاسمنتية» أن حوالي ثمانية لاعبين تعرضوا للإصابة ففقد الفريق خدماتهم حتى الجولة السابعة من الدوري. الثغرة الكبرى: أما المعضلة الفنية الكبرى فلا علاقة لها بالمدرب الأردني ماهر اسماعيل الذي يجتهد مع الفريق ويعمل على الاستفادة من الشباب بقدر إمكاناتهم .. وإنما يكمن في عدم وجود لاعبين طويلي القامة يحولون دون اهتزاز شبكة الأهلي من الكرات العالية التي تسببت في هزيمة الفريق أمام اتحاد وشعب صنعاء و22 مايو والجيل .. وإذا ما تم سد هذه الثغرة فإن أهلاوية تعز ستكتمل صفوفهم ولن يتجرأ أي فريق على هزيمتهم .. فتلك هي الثغر الكبري التي تعمل الإدارة على سدها وهي تسابق الزمن لاستقدام لاعبين نيجيريين خلال الأسبوعين المقبلين على أن يخضعا لتقييم الجهاز الفني. المؤمل من الجماهير الأهلاوية ان تدعم الفريق في السراء والضراء وعند الأزمات كما عهدناها حتى يتحقق للعميد الحالمي هدفه الأول في هذا الموسم المتمثل في البقاء ضمن أندية دوري المحترفين .. والله مع الأهلي