خلال عشرات السنين كان العلماء يعتقدون أن الحبيبات الخيطية «الميتاكوندريا» هي بمثابة ساعة بيولوجية للجسم، تقيس العد التنازلي لعمر الإنسان من الولادة إلى الوفاة. وخلال عملية أكسدة المركبات العضوية تنتج جزيئات أدينوسين ثلاثي الفوسفات «ATP - Adenosine triphosphate” التي تغذي كافة العمليات البيوكيميائية في الخلايا. بنتيجة هذه العمليات يختزل القسم الأكبر من الأوكسجين ويتحول إلى ماء، وحوالي 5 بالمائة منه يتحول إلى ما يسمى أوكسجين حر، وهذا يشكل خطورة على الميتاكوندريا «الحمض النووي للمتقدرات»، ويصعب على الجسم التخلص منها عند زيادة إنتاجها. لذلك يؤدي تكرار هذا الارتفاع في إنتاج الأوكسجين الحر إلى شيخوخة الجسم. تابعت العالمة الصينية منج تشيو دونج وفريقها العلمي من المعهد الوطني للعلوم البيولوجية نشاط الميتاكوندريا على مدى حياة الديدان الاسطوانية (متوسط عمرها 21 يوماً). حقن العلماء هذه الديدان ببروتينات خاصة، تبدأ تضيء عند ملامستها جزيئات الأوكسجين الحر، وقاسوا الفترة الزمنية بين كل إضاءة والتي تليها، ولاحظوا أن لدى الديدان خلال حياتها مرحلتين يزداد فيها إنتاج الأوكسجين الحر. يأمل الفريق العلمي أن تساعد الاختبارات السريرية في فهم عمل ميتاكوندريا الإنسان وتأثيره في شيخوخة الجسم، بحسب فيستي.رو.