كم كان جميلاً حفل الاختتام للبرنامج التدريبي الحقوقي والنفسي الذي نفذته وحدة الحماية الاجتماعية بالصندوق الاجتماعي للتنمية بتعز للأطفال المتنازعين مع القانون والعاملين في أجهزة الضبط القضائي بمن فيهم مدراء أقسام الشرطة والأخصائيين الاجتماعيين بالإصلاحية المركزية بتعز. البرنامج . الجديد في هذا البرنامج الذي استمر لمدة 22يوماً استطاع في نهاية مدته أن يزرع الابتسامة في وجوه مراهقين فقدوا الابتسام منذ دخولهم الإصلاحية المركزية بتعز وقبل ذلك بسبب فقدانهم أبسط مقومات الحياة الإنسانية الكريمة، مع الإحساس بالضياع ونبذ المجتمع لهم ابتداء من الأسرة وانتهاء بعزلتهم في غرف صغيرة لا تتسع وعددهم الذي عادة تتراوح أعمارهم ما بين ال25 وحتى ال35 في عنبر الأحداث فقط لأن هناك آخرين محبوسين في السجن المركزي وسجن الاحتياط بالإصلاحية التي لم تعد صالحة لأن تكون مكانا للإحتجاز لأي سجين مراهق . البرنامج استطاع إعادة البسمة والضحكة لوجوه هؤلاء الشريحة من السكان المنبوذين خلف قضبان أربعة لاترحم لأنه استطاع إعادة الثقة إلى أنفسهم وتعزيز الذات لديهم من خلال التنوع في أنشطة البرنامج من الجانب الحقوقي إلى الدعم النفسي إلى المسرح والغناء والرسم كنوع من الفنون القادرة على إخراج ما في النفس والتعبير عنها وإعادة الهدوء إليها مع الإحساس بضرورة التغيير والتصالح مع النفس والإحساس بالمسؤولية تجاهها وتجاه المجتمع والوطن الذي لابد أن يتسع للجميع حتى ضحاياه الذين حجزت حرياتهم في سن مبكرة سن المراهقة والشباب. ونجاح البرنامج كان واضحا من خلال الفنون التي شارك فيها المراهقون في الإصلاحية المركزية بفقرات غنائية وطنية وعاطفية وبفقرات مسرحية تناولوا فيها بعضا من الأسباب التي أدت بهم ليكونوا سجناء وهي أسباب واقعية. منها المشيخة المفرخة التي تشهدها المحافظة في هذه السنوات الصعبة والمرافقون لها والبلاطجة وبعض من عقال الحارات والمنحرفون والتيارات الحزبية المتصارعة المستغلون لهذه الفئة العمرية مقابل المال والهنجمة. ومن خلال الرسومات التي تم عرضها على جدار ورشة التدريب المهني بالإصلاحية مكان الحفل.. وهذه صور تعكس هذا الإبداع لموهوبين داخل جدران أربعة استطاعوا أن يؤدوها بحماس لأنهم شعروا في أيام قليلة بأنهم أناس ومن حقهم التأهيل والتدريب ليس فقط في جانب النجارة بل هم يحتاجون إلى إعادة تأهيل النفس من نواح مختلفة دينية اجتماعية تعبيرية ..وهذا ما استطاعوا أن يغرسوه في أنفسهم فريق التدريب الذي كان أسلوب التغيير والدافع إلى المشاركة والتفاعل مع أنشطة البرنامج. وفريق التدريب تنوع ما بين محامية ناشطة حقوقية المبدعة إشراق المقطري وما بين أكاديميين بجامعة تعز من مركز الإرشاد النفسي وما بين فنانين متنوعين في مجال الرسم(عبد الله المرور وفي المشرح محمد الإنسي وممثل مسرحي لا يحضرني اسمه الآن)هؤلاء تفاعلوا بروح إنسانية مع المستهدفين في الإصلاحية .استطاعوا أن يبرزوا المواهب وأن يخرجوهم من ظلام النفس والفكر ومكان الحجز الذي يفتقر لأبسط الأساسيات من الأثاث ما عدا الذين لا يستطيعون فرشها على الأرض لأن عددهم يتجاوز مساحة أرض الغرفة. ولا أنسى كان لحضور مدير الإصلاحية المركزية بتعز العقيد محمد نايف الحميري وضابطة وحدة الحماية الاجتماعية وضابط مشاريع التعليم بالصندوق الاجتماعي للتنمية بالمحافظة الأخت آمال الشميري والأخ محمد مرشد ولمسؤول الحماية بمكتب منظمة اليونيسيف بتعز مجيب الأصبحي والمنسقة لهيئة التنسيق للمنظمات اليمنية غير الحكومية بالمحافظة فكرة محمود ولعدد من مدراء دور الإيواء ومسؤولين بالأمن سبب في إشاعة جو الاحتفال والالتفات إلى مطالب المحتفلين والممثلة بمطالبة الدولة ببناء إصلاحية تأهيلية للإحداث أو الأطفال في نزاع مع القانون خارج نطاق الإصلاحية المركزية الحالية لأنها غير مؤهلة لتكون دار إيواء قانونية لهذه السن العمرية الحرجة, كما طالبوا بتوفير حقوقهم في الحماية وإجراءات التقاضي العادلة حتى لا يفقدون الشعور بالأمان والتصالح مع النفس وحب الوطن والانتماء إليه في ظل الظروف التعيسة الراهنة التي يحتجزون فيها على ذمة تهم ويقضون فترات عقوبة في صمت وفراغ قاتلين.