متى نبتعد عن المناكفات والمكايدات ونحب الوطن..؟ بهذا التساؤل ابتدأ الخبير الاقتصادي الدولي د. عبد العزيز محمد الترب حديثه معنا، قائلاً إن الأشخاص يموتون وتظل الأوطان خالدة.. الترب يشغل منصب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الإدارية AFAD ورئيس المجموعة العربية في الاتحاد الأوروبي للتسويق والتنمية EMPA كما يعد أحد الفقهاء في الإدارة والتنظيم على مستوى الوطن العربي, وأستاذاً زائراً للتنظيم والإدارة ومادة التسويق الدولي في عدد من الجامعات والأكاديميات العربية, والمستشار للكثير من المؤسسات الإقليمية والدولية في الإدارة والاقتصاد والتنمية. هل يعني إقرار وتحديد 6 أقاليم في دولة اتحادية.. بداية الانفراج لمشاكل اليمن العالقة؟ علينا أن نكون متفائلين حيث يموت الأشخاص وتظل الأوطان خالدة, وقد التقيت مع العديد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة خلال الأيام الماضية، والكل يريد مساعدة اليمن إلا نحن!! فمتى نبتعد عن المناكفات والمكايدات ونحب الوطن . كيف رأيتم مخرجات الحوار الوطني الشامل؟ تستحق الرعاية والتنفيذ لها دون تردد، ومهما حملت من قصور المهم أن تتحرك لترجمة الأقوال إلى أفعال، المواطن اليوم بحاجة أن يرى شيئاً ملموساً, المواطن يريد لليمن الخير من خلال الأمن والأمان اللذين سوف يوفران له الوظيفة والدواء والاستقرار التمويني بمعنى أن المواطن يريد دولة وهيبة. من تجربتكم الطويلة في أكثر من مجال هل أنت متفاءل بالمخرجات؟ أقول نعم، وعلى الرئيس البدء الجاد خاصة وأنه من قال في جلسات الحوار الختامية إن قرارات قبل الحوار شيء وقرارات بعد الحوار شيء آخر, إنها رسالة تتطلب فهمها ببعد وعمق بعيداً عن العمل الحزبي الضيق, قبول لحكومة جديدة أو تعديل وزاري مع الحق كل الحق له أن يحتفظ باختيار من يشغل الحقائب السيادية، مع أن يتولى بنفسه اختيار القيادات الأمنية في جهاز الأمنين السياسي والقومي, وكنت ممن طالب بضرورة إعادة ترتيب أوضاعهما في حينه في جهاز واحد يسمى جهاز أمن الدولة, نحن بحاجة إلى إرادة سياسية, إدارة وقرار وإن كان صعباً يتطلب اتخاذه في آخر من مفصل وجعها, لابد من هيبة الدولة مهما كان الثمن. الإرهاب والانفلات الأمني ازدادا مع اختتام مؤتمر الحوار.. ماذا يعني ذلك؟ رسائل تريد أن تقول نحن هنا.. الإرهاب والعنف هما وسيلة الضعفاء ممن لا حيلة لهم حتى وإن ازدادت فهي دليل على ضعفهم ولا حجة لهم, وعلينا أن نضرب بيد من حديد ونجري محاكمات فورية وعلنية. يتميز المحلل الوطني والمراقب السياسي بأفكار ومطالبات خاصة بالحصانة والعدالة الانتقالية وإعادة الأموال المنهوبة أطلعنا عليها؟ الوضع لا يحتمل تصفية الحسابات في الوقت الضائع علينا العمل في إعداد دستور يترجم طموحاتنا في عدالة وتنمية وأمن وتداول سلمي للسلطة، ونبدأ العمل بمنح الصلاحيات لترجمة هذه الرؤى بعيداً عن التسييس الذي لا يخدم الاستقرار مطلقاً, المبادرة الخليجية وآلياتها وقعت واتفقنا على حصانة لكل من خدم في النظام السابق والعديد منا يمكن أن يستفيد من الحصانة ويمكن أن يكون عرضة للمحاكمة وليس رأس النظام السابق فقط , أنا ما زلت أقول نعم لحكومة تكمل المشوار ولتصريف الأمور والإشراف على كتابة الدستور والاستفتاء عليه والإعداد والإشراف لانتخابات قادمة, يجب أن نزمن الفترة القادمة وتنتهي بنهاية هذا العام تجرى فيها الانتخابات. أطلعنا على صورة اليمن في الخارج بحكم سفركم المستمر أمام الأطراف الإقليمية والدولية؟ اليمن يحبها الآخر إقليمياً ودولياً ليس حباً بشخوصنا وإنما لوضعها, وحتى لا تستقر تنمية يوجد قلق واضطرابات للأخر, لكن كل ذلك انعكاس للداخل وطالما لم نستطع أن نحترم أنفسنا كثيراً لن يحترمنا الآخر، طالما لم نستطع أن نتفق منذ أكثر من عامين على اختيار وتعيين سفراء في أكثر من 43 دولة وبلداً, هذا لا يخدم اليمن وينظر إلينا الآخر على أننا لا نعيش الاستقرار السياسي. التنمية والاقتصاد وأنت أحد أعمدتها ماذا تريد اليمن في هذا الجانب؟ سؤال مهم للغالية لم يعطه الساسة كثيراً من الاهتمام خاصة وأن السياسة أخذت الكثير من الوقت, أنا أقول لابد من خريطة طريق حتى عام 2019م احتاج فيها إلى 25 مليار دولار لتصحيح الأوضاع وإعادة الابتسامة إلى المواطن, يمكنني أن أصحح وأعيد هيكلة الضرائب والجمارك ووضع عدد من المؤسسات العامة للاكتتاب العام وأعطى الدولة 12,5 % والعمال والموظفين 25 %, والباقي أتركها لإشراك قاطرة التنمية والقطاع الخاص وقطاع الأعمال العربي والأجنبي للمساهمة في التجديد والتحديث، يمكنني أن أحضر 5 مليار دولار كل عام من بعد إجراء الانتخابات عن طريق الاستثمارات الخارجية ولفترة عشرة إلى خمسة عشر عاماً قادماً، شريطة توفير الأمن والدولة في مختلف النواحي، وإعادة النظر في المجالس العليا وتطعيمها بشخصيات علمية ومهنية بعيدا عن الوزراء في كل المجالس، وإعادة تفعيل المجلس الاقتصادي الأعلى, العودة لنظام الخزانة العامة حتى يتفرغ البنك المركزي لمهامه. ملف الغاز كيف تنظر إليه بعيداً عن السياسة؟ يمكن العودة للتفاوض مع الشركة وليس هناك قانون يحمي المغفلين لم تضربنا الشركة أو تدخل إلينا حاملة السلاح للقبول بذلك الشرط, لم يكن هناك اتفاق غير الذي وقعناه وعلينا العودة للتفاوض ولا يمنع أن نفتح الباب لشركات أخرى, ويمكن الذهاب في حالة عدم الاتفاق للتحكيم الدولي, واليمن دفعت أكثر من تعويض في الماضي في عدن وفي صنعاء بعد الوحدة, الاستفادة من الأخطاء وعدم تكرارها, كما لا يمنع محاكمة عدد من المسئولين عن هذا الملف إن دعت الضرورة لذلك, لأن الفساد أصبح مؤسسة لها أركان وأعمدة وزادت للحقيقة بعد ثورة الشباب، ولا بد من أن نحرك الكثير من الملفات. ترأس حالياً فريق المكتب الفني لبنك المغتربين .. هل من الممكن تطلعنا على الصورة أكثر ؟ نعم أنا حالياً مشغول في مساعدة وزير المغتربين الرجل الوطني الذي اختار فريق خبراء من الخبرات في الداخل والخارج ومن الجامعات، أنا تم اختياري رئيساً لهذا الفريق، كما أني أيضاً رئيس المكتب الفني لبنك المغتربين الذي نريد أن يرى النور قريباً ليشعر المغترب بأهمية البنك والمساهمة فيه والإعداد لعدد من المشاريع تكون بمثابة شركات مساهمة. في الوطن العربي الإدارة مقتولة أما هنا فمعدومة مفقودة؛ وأصحاب المصالح لا يريدون دولة نظام ولا قانون ولا دولة مدنية حديثة، ومع ذلك أنا متفائل وعلى الجميع العمل مع الرئيس حتى يحقق البداية ليمن واعد مزدهر. متى تسيل دموع الأستاذ المستشار الترب ؟ أنا إنسان لي مشاعر وأحاسيس عندما أسمع مظلوماً ولا استطيع مساعدته, وأصعب شيء أن أرى دموع رجل . في وصف مختصر ماذا يعني لك الآتي: شباب الثورة: رقم صعب ولا عب أساسي في صناعة مستقبل اليمن ولا بد من إشراكه في حكومة الكفاءات التي يجب أن يُتفق عليها خدمة للتحديث والتغيير. دماء شهداء الثورة ؟ تملي علينا مسئوليات جساماً. المشير عبد ربه منصور هادي: فدائي غامر بحياته من أجل الوطن عند قبوله التحدي في تلك الظروف الصعبة وقد قال لي الرئيس الفلسطيني أبو مازن( الرئيس عبد ربه منصور هادي فدائي من الطراز الأول لقبوله الرئاسة في هذه الظروف الصعبة وعليكم الوقوف معه ). الأحزاب: مطالبة بإعادة ترتيب أوضاعها بعيداً عن المكايدات والإعداد لانتخابات قادمة، وأنصحها بالخروج من الحكومة الحالية والقبول بحكومة كفاءات. الاستثمار: لا وطن ولا حدود له، ولن يأتي ونحن نقطع الطريق وننسف الأبراج ونخطف الأجنبي. هواياتك؟ القراءة بانتظام, المشي كرياضة، وسماع الموسيقى, عاشق للأدب وكتابات العقاد, وطه حسين, نجيب محفوظ, سلامة موسى, توفيق الحكيم, أنيس منصور, ومستمع جيد لفيروز, أم كلثوم, فريد الأطرش, عبد الوهاب . وعلى المستوى المحلي, أيوب طارش , احمد قاسم , ابن سعد , العطروش, والزيدي. الشعر : نزار قباني , البردوني, المقالح , الراحل لطفي أمان . أخيراً .. ماذا ....؟ أخيراً أنا لست مسافر والوطن ليس حقيبة كما يقول الشاعر الراحل محمود درويش، وفي هذا العمر نبحث عن الخاتمة الطيبة ليس إلا.