أطلق وزير التعليم العالي والبحث العلمي هشام شرف ومحافظ تعز شوقي أحمد هائل أمس مشروع الشراكة بين القطاع الخاص ومؤسسات البحث العلمي. جاء ذلك خلال افتتاح ورشة العمل الأولى حول «الأسس والمبادئ للشراكة بين القطاع الخاص ومؤسسات البحث العلمي»، التي تقام برعاية رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة في محافظة تعز. وفي الاحتفال الذي حضره رئيس المجلس الإشرافي الأعلى لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاه الحاج علي محمد سعيد أنعم، أكد وزير التعليم العالي المهندس هشام شرف أن الورشة تأتي ترجمة لاهتمامات الوزارة وأولوياتها، وتعكس أولويات الحكومة، وتشكل خطوة أولى نحو استيعاب مخرجات الحوار التي أكدت محورية البحث العلمي ودوره في المسيرة المستقبلية لليمن.. وقال: إن المستقبل الذي نخطط له اليوم يتطلب منا جميعاً الإيمان بدور البحث العلمي ودور الجامعات التنموي والشراكة الفاعلة بين الجامعات ومؤسسات البحث والتطوير وقطاع المال والأعمال. ودعا الوزير هشام وزارة المالية إلى تخصيص 10 ملايين دولار لميزانية البحث العلمي للعام 2015م، مشدداً على ضرورة النأي بمؤسسات التعليم العالي عن المناكفات السياسية.. وقال: على الأحزاب التوقيع على ميثاق شرف يحفظ للتعليم قيمته وهيبته الكبيرة. وأشاد وزير التعليم العالي بالتعاون القائم بين جامعة تعز والقطاع الخاص ممثلاً بمجموعة شركات هائل سعيد أنعم وكل الداعمين للمشروع. من جانبه أشار محافظ تعز شوقي أحمد هائل إلى أهمية انطلاق مشروع الشراكة العلمية من محافظة تعز، مشدداً الحرص على أن تصل ثمار التنمية إلى جميع المواطنين، ومواصلة مشروعات التطوير. موضحاً دعم السلطة المحلية للباحثين وتسهيل كافة الصعوبات أمامهم، بما يمكنهم من الإسهام مع القطاع الخاص في المشاركة بدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتحقيق الأهداف المأمولة وجذب المستثمرين المحليين والأجانب للاستثمار في القطاعات الحيوية والاستراتيجية للاقتصاد الوطني. مضيفاً أن القطاع الخاص يلعب دوراً هاماً كعنصر مواز ومكمل لمعادلة التنمية المستدامة في اليمن، والتي من أولوياتها تحسين مستوى المعيشة ونوعية الحياة للمواطنين وتنمية القوى البشرية وزيادة توظيفها.. داعياً إلى الخروج برؤى واضحة ومحددة المعالم لتجسيد المشروع إلى حقيقة. كما ألقى رئيس جامعة تعز الدكتور محمد الشعيبي كلمة اللجنة التحضيرية للورشة, أشار خلالها إلى أن النهضة الاقتصادية والتنموية التي نتطلع إليها تتم عند تلاقي وتواصل هذه المؤسسات وتعاونها وتكاملها، ولا يمكن أن تحقق شيئاً من ذلك في ظل العزلة والانقطاع. وأكد الشعيبي أن الدول المتقدمة أدركت مبكراً أهمية الشراكة والتعاون والتكامل بين القطاع الخاص والجامعات ومؤسسات ومراكز البحث العلمي، فكان ثمارها نهضة تنموية وحضارية شاملة تعيشها تلك الدول في مختلف جوانب الحياة، وحققت لشعوبها رغد العيش والحياة الكريمة. وأضاف: إن جامعة تعز تولي جانب الشراكة المجتمعية وخدمة المجتمع أهمية كبيرة بوصفها جزءاً من رسالتنا. بعد ذلك بدأت جلسات العمل الخاصة بالورشة, حيث استعرضت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور محمد مطهر ورقة عمل حول أسس ومبادئ الشراكة التي يجب أن تنشأ بين التعليم العالي ومؤسساتها البحثية مع القطاع الخاص قدمها الدكتور عبدالله الذيفاني، أما الورقة الثانية قدمها الدكتور عادل عبدالغني حول دور البحث العلمي في تطوير القدرة التنافسية للقطاع الخاص. الجلسة الثانية ترأسها الدكتور عبدالعزيز الشعيبي، قدم فيها رجل الأعمال فائز سعيد عبده سعيد ورقة عمل حول رؤية القطاع الخاص, كما قدم الدكتور فؤاد الصلاحي والدكتورة سميرة علي جبارة ورقتي عمل حول سبل تفعيل التعاون بين التعليم العالي ومؤسساتها والقطاع الخاص في مجال البحث العلمي وتوجيه خدمة التنمية والقطاع الخاص. فيما ناقشت الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور عبد العزيز الشعيبي رؤية الأطراف للأدوار والاحتياجات ومتطلبات الشراكة في إطار عمل مجموعات ثلاث تمثل الجانب الحكومي ورجال الأعمال ومؤسسات البحث العلمي. هذا وقد خرج اليوم الأول بعدد من التوصيات أهمها تشكيل لجنة من الجهات المعنية لوضع استراتيجية للشراكة. من جهة أخرى أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مؤتمر صحفي عقده صباح أمس بتعز أن ميزانية التعليم العالي لا ترتقي لدعم البحث العلمي، وأننا نملك مسمى بحث علمي فقط، ولا يوجد بحث علمي بمدلوله الدقيق والعملي.. موضحاً أن البحث العلمي يعمل على تبسيط القضايا والوصول إلى رأس المشكلة وإيجاد بدائل.. مشيراً إلى أن الوزارة بذلت الجهود لتحسين البحث العلمي من خلال الشراكة مع القطاع الخاص. وتمنى الوزير هشام أن يركز البحث العلمي على جوانب حياة المجتمع اليمني ..موضحاً أن دور القطاع الخاص أساسي، وأن الوزارة بحاجة إلى جهود القطاع الخاص لتدعيم البحث العلمي.. وشدد الوزير على أن عملية التوظيف في الوزارة والجامعات ستخضع لمبدأ الكفاءة.